رائحة الفم الكريهة: مشكلة يمكن التغلب عليها

يتعرّض البعض إلى مشكلة محرجة بسبب الرائحة الكريهة التي تنبعث من فمه. علاج هذه المشكلة المحرجة لم يعد مستحيلاً. ففي ألمانيا يسعى الأطباء للبحث عن سبب هذه الرائحة الكريهة للوصول إلى الطريقة المناسبة لعلاجها.
«أحاول الحفاظ على مسافة كافية بيني وبين الأشخاص الذين أتكلم معهم»، هكذا يصف كارل الحل الذي يتبعه كي لا يزعج الآخرين. فكثيراً ما يشعر بالإحراج بسبب مشكلة رائحة الفم الكريهة التي يعاني منها. ويحاول إخفاءها بتناول أقراص النعناع التي لا يمكنه الاستغناء عنها.
المواقف المحرجة التي تعرّض لها كارل بسبب رائحة فمه الكريهة دفعته للذهاب إلى طبيبه العام للبحث عن سبب المشكلة وعلاجها.
ويؤكد أخصائي الطب العام والأسرة ميخائيل ناوبيرايت أنّ ظهور رائحة الفم لدى البعض يعود إلى أسباب مختلفة كوجود مشاكل في منطقة الفم أو البلعوم مثلاً أو من المعدة أو لوجود مشاكل في أسنان المريض. وبعدما استبعد طبيب كارل أن تكون معدته هي سبب الرائحة الكريهة، توجّه إلى طبيب الأسنان، ليتبين أن سبب المشكلة يعود إلى أسنانه.
وأظهرت نتائج الفحص وجود بكتيريا تحت تاج السن وحوافي اللثة والمسببة لأمراض تعرف بأمراض النسج الداعمة التي تصيب المرء من دون أن يشعر بإصابته، بحسب ما تشرح طبيبة الأسنان كلاوديا بانكيه.
وتشرح بانكيه أنّ «المريض الذي لا يزور طبيب الأسنان بانتظام لا يدرك إصابته بأمراض النسج الداعمة. المساحة الكلية للنسج الداعمة للأسنان لدى الشخص البالغ تتساوى تقريباً مع مساحة كفّ اليد، ولو أن جزءاً آخر من الجسم أصيب بالالتهاب بمساحة كف اليد، لتوجب عليه الذهاب إلى الطبيب فوراً».
وتكمن خطورة هذا النوع من التهابات الفم في أنها غير مؤلمة في غالبية الأحيان. ففي منطقة اللثة تعيش ملايين البكتيريا والميكروبات، وتقوم البكتيريا بتحليل بقايا الطعام مسببة الالتهابات والرائحة الكريهة. وفي بعض الأحيان تقبع البكتيريا على اللسان ما ينتج رائحة فم قوية. وتتم معالجة هذه الالتهابات بتنظيف اللثة باستمرار.
ولرائحة الفم الكريهة يميز الأطباء بين ثلاث درجات. وتعدّ الدرجة الثالثة هي الأقوى، وفقاً لطبيبة الأسنان بانكيه. فضمن هذه الدرجة «يمكن شم رائحة الفم من على بعد متر، وهو ما يسبب مشكلات كبيرة للمرء في الحياة الاجتماعية لصعوبة اقترابه من الناس بشكل طبيعي».

(عن «دويتشه فيلله»)