حوار مع مغني الأوبرا السوري فادي عطية
غنى فأطرب .. تعلّم الغناء وعلّمه وشارك في لجان تحكيمه , عشق الموسيقا فسعى إليها وصعد على سلّمها حلماً حلماً .. درس الموسيقا السريانية وأصول تجويد القرآن وعلوم المقامات العربية والغناء الكلاسيكي و له عدد من الدراسات العلمية والبحوث الموسيقية كما قام بإعداد مناهج مادة الغناء في كل من معهد صلحي الوادي للموسيقى والمعهد العالي للفنون المسرحية في وزارة الثقافة السورية . قدم العديد من الحفلات مع مغنيين عالميين أمثال فابيو أندريوتي – سلفانا فرولّي – كلود ميلوني – فلاديمير مالو تشينكو ....
* حدّثنا عن بداياتك الفنية وما الذي يحتاجه المبدع ليثبت وجوده ويحقق أحلامه؟
مازلت أعيش ذات الشغف وأذكر جيداً آلة العود المعروضة في واجهة أحد المتاجر حين وقفت أحدّق فيها طويلا وأنا في سن السادسة ولم أكن أعلم حينها أن الطريق يبدأ من هنا , كنت أحب الغناء والموسيقى ففي العائلة عدد من الأصوات الجميلة من أسرة والدتي ما جعلني أستمع بشكل دائم للغناء وبشكل خاص الغناء الديني حيث كانوا مرتّلين ومن هنا تعرفت على الموسيقى الكنسية السريانية والمارونية وأعجبت بالموسيقى القديمة خصوصاً أنها تحمل هوية وأصالة الشرق وعمق تراثه من ثم شاركت في كورال كنيسة القديس مارون بحمص وبعدها أصبحت مديراً لكورال من ثم درست الموسيقى العربية وتعلمت العزف على آلة العود على أيدي الأساتذة جورج فرحات , وليد هزيم وهاني شموط وعدد من الأساتذة وفي معهد إعداد المدرسين في مدينة حمص كما اطلعت على أصول تجويد القرآن الكريم ومن بعدها انتقلت لأتابع دراستي في المعهد العالي للموسيقا بدمشق فدرست الغناء على يد مغني البولشوي فلاديمير مالو تشنكو ومغنية الأوبرا الروسية نتاليا كيرتشنكا .
أما بخصوص الجزء الثاني من السؤال ما الذي يحتاجه المبدع ليثبت وجوده ويحقق أحلامه؟
أظن أن الفرص ضئيلة في البلدان العربية كون العقلية السائدة تؤمن بأن الثقافة حالة من الترف خصوصاً في الحالة الموسيقية وفي بعض الفنون الراقية لذلك نجد أن المبدعين يحتاجون إلى تغيير العقلية السائدة ما يخلق فرصاً كثيرة وربما تكون هذه الموجة التي مرت على البلدان العربية قد كشفت بشكل واضح أهمية الحالة الثقافية والفنية التي لم تكن من الأولويات قبل ما يسمى بثورات الربيع العربي فمن المعروف أن الموسيقى بشكل خاص والفنون بشكل عام هي الخصم التاريخي للتطرف أما بالنسبة لتحقيق الأحلام إذا تحققت أحلام المبدع فهذا يشكك في حالته الإبداعية و أظن أن المبدع قادرٌ على إنجاز جزء قليل من أحلامه ليمضي ويترك باب الحلم مفتوحاً أظن أن حالة الحلم كالأبواب المفتوحة على التوالي كلما تجاوزنا أحدها دخلنا في باب أوسع ..
* ما الفرق بين المغني والمؤدي والمطرب ؟
أظنُّ أنَّ كلمة مغني هي الكلمة ذات الاستخدام الأقدم في اللغة العربية فكثيراً ما نقرأ في أمهات الكتب الموسيقية القديمة وكتب التاريخ تسمية مغني البلاط فيما ذكر عن توصيف أهم وأشهر المغنين كإبراهيم واسحاق الموصلي وزرياب وغيرهم فأصل الكلمة يعطي صورة عن مغني مجيد وصاحب علم كبير في أصول الأداء الغنائي والدليل أن الأسماء السابقة قد نالت شهرة كبيرة في القدرة على الأداء الغنائي حتى وصلت أصقاع الدولة الاسلامية وملأت أخبارهم الأمصار و أصبحوا مضرباً للأمثال فالأصل في التسمية لا يدل على ضعف في الأداء كما توحي الكلمة في زمننا الحاضر أنه مطرب من الدرجة الثانية . أما مصطلح مؤدي فهو مصطلح جديد وربما مُعرَّب فلا ذكر له في كتب التاريخ وهو يوحي بالقدرة على أداء اللحن من دون توفر صفة الجمال في الصوت أو العمق في التعبير فتنحصر قدرة الصوت على ترديد اللحن دون مزايا جمالية أو معرفة في فنون الأداء الغنائي أما كلمة مطرب فنجدها فيما أطلق من وصف على الغناء المُجيد والتفنن في الأداء وامتلاك علوم الأداء مع ملاحة الصوت وعمق الإحساس فيما ذكر عن المغنين فكثيراً ما نجد وصف غنَّى فأطرب على أنه ارتفاع في مستوى الأداء وولوج في قلب السامع ونقل المستمعين إلى حالة من النشوة والفرح العميق والتأثير على السامع فنجد مثلا غنى ابن سريج فأطرب حتى فاضت الدموع في المآقي لكننا لا نجد التسمية ( مطرب) فربما كُرِّست هذه الكلمة مع انتشار مدارس الغناء الطربي الذي اشتهرت به سوريا بشكل عام وحلب بشكل خاص إلا أن التسمية حديثة نسبياً والفعل الأصل والمُستخدم عبر تاريخ اللغة هو غنَّى ومنه مُغنّي وعندما طلب الخليفة جمع أشهر مائة لحن في كتاب جمعها أبو الفرج الأصفهاني في كتاب أطلق علية اسم (الأغاني )لابي الفرج الأصفهاني.
* أيهما أهم الموهبة أم العلم للنجاح وهل تؤمن بالحظ والواسطة في الفن ؟
الموهبة شرط لازم لكنه غير كاف فكثير من المواهب تضيع وبعضها لا يكتشف أصلا . الموهبة في الفنون شرط لازم غير كاف لا يمكن الولوج إلى عالم الفن بدون توفر الموهبة كما أن هذه الموهبة ليست كافية من دون العلم والتدريب و أي علم وتدريب لا قيمة له بدون الموهبة وهناك أمثلة عديدة في التاريخ عن هذا الجدال فلو أخذنا موتزارت الفنان الألماني العظيم نموذجا هو رمز الموهبة الكاملة فقد ظهرت عبقريته من سن مبكرة جدا توفي في الثلاثينيات من عمره وحتى الآن ما من أوركسترا في العالم إلا وتُقدِّم من أعمال هذا العبقري في حفلاتها ولا تُذكر الموسيقا إلا ويكون لاسمه حضور في الذهن فهو يرجِّحُ كِفة الموهبة. أما إذا أخذنا يوهان سياسيتان باخ العبقري الألماني أيضا أنموذجا والذي يُعتبر جد الموسيقا الكلاسيكية بحق والأساس الذي استقى منه الموسيقيون الذين أتو بعدة وترك إرثا موسيقيا كبيراً جداً وهو صاحب الشعار المعروف (لا وجود لما يسمى بالموهبة اعمل بقدر عملي ستصبح مثلي) طبعا أظن أن هذه المقولة من قبيل التواضع غير الواقعي وليست سوى على سبيل التشجيع , فهذا العبقري يرجِّحُ كفَّة العلم والعمل . شخصياً لا أرى أي قالب أو إطار للعبقرية فهي غير محدودة بأي شكل أو إطار . أما بالنسبة للنصف الثاني من السؤال المتعلق بالحظ أقول نعم موجود فلا بد من توافر الفرص لإطلاق الفنان فمن دون هذه الفرص ستبقى هذه الموهبة مغمورة لا يدري بها أحد ربما يحالف الحظ فناناً دون آخر وهذا لا يقلل من قيمته الفنية أو ربما تتعثر انطلاقته الفنية لكن ذلك يكون ضمن المنطق الكوني للأشياء . بالنسبة لي أؤمن بوجود هذا المنطق فوجود الإنسان لا يمكن أن يكون صدفة على الأرض . البشر هم اللاعبون الأساسيون وليسوا ضيوفا وهذا يحمِّلهم مسؤولية أكبر فهم معنيون بكل التفاصيل وعليهم وإجابات كثيرة ولكلِّ مجتهد منهم نصيبه , أما بالنسبة للواسطة فهي غير مجدية ولا قيمة لها في خلق فنان حق ربما تصنّع نجوما براقة سريعة الصعود والهبوط لا تترك أي أثر أو قيمة.
* أنت تدرّس مادة الغناء إلى أي حد يمكن اعتبار الغناء علم وكيف ؟
مشكلة الفنون في بلدان العالم الثالث عموماً هي النظرة السطحية الاجتماعية في التعاطي معها فمازالت هذه المجتمعات تنظر الى الموسيقا بشكل خاص والفنون الراقية بشكل عام على أنها هوايات استعراضية لبعض العائلات الميسورة مع أن الموسيقا فرع من العلوم الأساسية الأربعة حسب التصنيفات المذكورة في مراجع الفلسفة والتاريخ ( فهي علم قبل الطب بآلاف السنين مثلا) لست أدري كيف تسللت وكرست هذه النظرة البالية في مجتمعات بلادنا العربية مع أن موسيقانا غنائية الطابع أصيلة المدارس و بعض مدارس الغناء العربي القديم تجاوزت الحدود فسافرت مع زرياب الى إسبانيا مثلا كما أن مدرسة الغناء البيزنطي في سوريا كانت محجاً للدارسين من كل البلاد وخير دليل على قوة وأهمية هذه المدارس الغنائية القديمة نجده بما وصل إلينا من مادة علمية مذهلة في أصول تجويد القرآن الكريم والغناء الديني البيزنطي والسرياني فأشكال الأداء الصعب والجمل الموسيقية المورثة البالغة الصعوبة ودقة التفاصيل وصعوبتها وهذا يوصل إلينا الطابع العلمي الدقيق الحتمي للأداء الغنائي إذاً مما لا شك فيه الغناء علم له أصول وطرق ومدارس وعدد كبير من التمارين التكنيكية التي تمكننا من تطوير الصوت البشري سواء بزيادة المساحة (صعوداً أو هبوطاً ) أو زيادة قوة هذا الصوت أو تطوير قدرته الأدائية واكتشاف مقدراته الخاصة وتنمية إحساس المغني كما تتضمن علوم الغناء فهم أماكن التصويت في الجسد وكيفية استخدامها والموازنة بينها بالإضافة إلى تمارين التنفس ومعرفة مخارج الحروف وكيفية البدء والانتهاء وطرق لفظ الحروف بأنواعها ومخارجها و تكمن صعوبة هذا العلم في أن كل حنجرة لها خصوصيتها فهي متفردة عن غيرها في التكوين فيما تمتلك من إمكانيات وما تعاني من مشاكل كما إنها تسكن جسد الانسان وبالتالي تتأثر بالتغيرات الهرمونية والمزاجية التي تحدث في داخله وتتأثر بالعوامل الجوية ما يجعل التعامل معها غاية في الدقة ويتطلّب الكثير من الخبرة كما أن الأصوات البشرية مقسّمة ضمن أنواع وطبقات لكل نوع منها ما يؤديه وللدراسة برامج تزداد في صعوبتها رويداً رويداً لتزيد من قوة عضلات الحنجرة والحجاب الحاجز وأذكر مثالاً على سبيل الدقة العلمية ( هناك مقطوعات غنائية لا يمكن أدائها قبل سن معينة) .
* أنت المنسق العام لأسبوع القديس إليان الحمصي منذ تأسيسه ما أهمية هذا الاسبوع وفعالياته ؟
لقد جاء هذا المهرجان نتيجة لقائي بسيادة المطران جورج أبو زخم حيث اقترحت علية إقامة هذا الحدث الثقافي لمدينتي حمص حيث تنحصر النشاطات المهمة في العواصم عادةً وبدأنا العمل في العام 2005 كما إنه من الأهمية بمكان الترويج للموروث الروحي السوري فالقديس الذي حمل الأسبوع يقدِّسه أبناء حمص من جميع الطوائف ويطلق عليه مسلمو حمص اسم الحوري الشافي ويقصدونه مع مسيحيي المدينة بهدف الاستشفاء ما أوحى إلينا بإقامة أسبوع طبي خيري يسير مع الأسبوع الثقافي ويقدم العمليات المجانية للمواطنين تيمنا بهذا القديس الذي يعتبر شفيع حمص وهو من أشهر أطبائها كما أن الكنيسة التي تحمل اسمه تضم تحفا من الأيقونات التي تتدرج بالقدم منذ القرن الرابع الميلادي وقد حقق أسبوع مار اليان حضورا لافتاً على مستوى سورية وكان علامة فارقة أظن أنها تجاوزت الحدود من خلال الاسماء الكبيرة التي استضافها فعندما نذكره تعود إلى الذاكرة أسماء كبيرة كثيرة مثل أدونيس ومحمود درويش , رتيبة الحفني و صلحي الوادي ... وقائمة طويلة من الأمسيات الموسيقية الرائعة التي أحياها موسيقيون عالميون وفرق عالية المستوى زارت حمص من بلدان كثيرة وورش العمل الموسيقية كما نذكر الأسبوع الطبي الخيري الذي كان يقدم العمليات المجانية للمواطنين ويستضيف أطباء من العالم وأسبوع الأطفال والأسبوع البيئي لقد كان هذا الأسبوع واحداً من أكثر النشاطات الثقافية خصوصية إذ أنه يقدم ثقافة نوعية غالباً ما تنحصر في العواصم كما أن اللجنة المنظمة تضم شخصيات ثقافية من الأطياف السورية تقدم عملها تطوعيا أظن أن أهمية هذا الأسبوع قد ظهرت واضحة الآن في الظروف التي تعيشها سوريا فهذه الظاهرة الثقافية التي ترعاها وتنظمها مؤسسة دينية وتقدم الثقافة بعمقها تقدم أفضل النماذج للتعبير عن الوجود وتقرب المسافات بين الإنسان والإنسان كما تخلق نموذجاً للعمل الثقافي الذي يشبه تاريخ سوريا ويؤسس لمستقبلها لقد استمر هذا الاسبوع لمدة خمس سنوات ثم توقف بسبب الظرف الراهن الذي يعاني منه بلدنا الحبيب أفتقده كثيراً وأتمنى معاودة العمل فيه بأقرب وقت ممكن.
* من خلال مشاركتك في لجان تحكيم كثيرة آخرها في مسابقة الغناء العربي التي تقام خلال مهرجان الموسيقى العربية في مصر ماهي مقومات النجاح للمتقدمين لهكذا مسابقات ؟
لقد شاركت فيما مضى في العديد من لجان التحكيم لكن هذه المشاركة هي الأهم حتماً حيث تأتي قيمة هذا المؤتمر والمهرجان بأنه من تنظيم أوبرا القاهرة ومجمع الموسيقى العربية وهو استمرار لمؤتمر الموسيقا العربية الذي انعقد عام 1932 ووضع الأسس الناظمة للموسيقا العربية ووحد أبعادها ويشارك في هذا المؤتمر نخبة الموسيقيون العرب ما يجعل المسابقات التي تقام ضمن فعالياته ذات طابع علمي عالي المستوى أظن أن هذه المسابقة من أهم المسابقات العلمية في الوطن العربي أو أهمها وتضم لجنة تحكيم هذه المسابقة خمسة شخصيات موسيقية من الوطن العربي ما يجعل الاختيار شهادة علمية عالية المستوى وقد سبق وأن مثل سورية في هذه اللجنة الموسيقار الراحل سليم سروه عندما كانت حينها مخصصة للعزف الآلي أما مقومات النجاح للمتسابقين فهي القدرة على أداء الطرب الأصيل القدرة على الحفاظ على الطبقة الدقة في التصويت و مخارج الحروف عمق الإحساس والقدرة على الانتقال حسن اختيار المقطوعات والطبقات والسلالم وكيفية التعاطي بشكل علمي مع الغناء والحضور.
غاية العمل الثقافي رفع مستوى الذائقة وليس إرضاء الجمهور ورفع ذائقة الجمهور أهم غايات العمل الفني.
* كيف يمكن أن نحمي أطفالنا من هذا الغزو الثقافي المهيمن على أذواقهم ما دام الكبار أنفسهم تأثروا ؟ وهل تؤمن بمقولة (الجمهور عايز كده ) ؟
لحاسة السمع عند العرب أهمية كبيرة فقد حفظوا تاريخهم كاملا من خلالها حتى كتبهم المقدسة لذلك تعتبر من أهم الصفات الجينية ربما لديهم لذلك كان التركيز على تخريب هذه الحاسة كونها ميزه خاصة بالهوية العربية ومن خلال تخريبها يتم تشويه الشخصية العربية كاملة لذلك نحن جميعا أمام سؤال كبير ومسؤولية أكبر كيف سنجد الحلول والبدائل لإعادة خلق أجيال قادرة على تميز الرث من الثمين لا يشوه ذائقتها الإعلام لابد من خلق إعلام بديل يقدم للأطفال أغان مدروسة تشبه واقعهم وطرق تفكيرهم وتشدهم وإقامة معاهد موسيقية متخصصة ,تأهيل كوادر قادرة على تعليم موسيقيين محترفين دعم وإقامة مسابقات موسيقية تحرض وتنمي المواهب , تقديم ما يمكن تقديمه من التراث للأطفال ربما بلغة مخففة ،رفع مستوى التعليم الموسيقي في المدارس , إنتاج العاب موسيقية الكترونية بالسلالم العربية وأهم من كل ما سبق ذكره تغيير العقلية والعرف الاجتماعي الذي يعتبر الموسيقا هواية قليلة الاهمية ولا يعطيها أي صفة علمية شخصياً أؤمن أن الموسيقا جزء من الجينات.
أما بالنسبة للمقولة الجمهور عاوز كدا : سأذكر مثالاً من خبرتي الشخصية كثيراً ما سمعنا بأن الشباب لا يقرأ وأنه يريد موسيقا هابطة أقول وبصدق أن جمهور أسبوع مار اليان الثقافي بغالبيته من الشباب ولم نقدم أي حفل إلا وكان الجمهور أكبر من القاعه على الأقل بثلاث مرات عندما تقدم للجمهور ما هو قيم توقع نجاحا كبيراً لقد حضر أمسية الراحل الكبير محمود درويش في أسبوع مار اليان سبعة آلاف شخص منهم خمسة آلاف شاب هؤلاء أليسوا جمهوراً ؟ غاية العمل الثقافي رفع مستوى الذائقة وليس إرضاء الجمهور ورفع ذائقة الجمهور أهم غايات العمل الفني.
*هل ساهم الإعلام في مسيرتك وكيف يمكن أن يمارس دوره في التسويق للإبداع في زمن انتشار الهابط والمبتذل ؟
شخصياً تأثرت ربما مع عدد كبير من أبناء جيلي بشخصية موسيقية كبيرة هي أستاذنا صلحي الوادي رحمه الله وكانت لهذا الرجل نجومية علمية تركت بالغ الأثر لذلك لا أرى أن الموضوع الإعلامي بهذه الأهمية إلا فيما يخص هذا النوع من النجومية شخصياً لست كثير الظهور في الإعلام ولا أظن أنه قدم لي الكثير إلا انه يمكن أن يلعب دوراً بناءاً في نشر الثقافة من خلال إيجاد أساليب تقدم الفن الراقي وتقربه وتسهل وصولة للمتلقي فهو الوسيلة الأهم القادرة تغيير الواقع الفني المتردي.
*لماذا برأيك تفتقر سوريا لصناعة النجم الشاعر والمغني والموسيقي والمذيع والرسام وحتى الشيخ أسوة بمصر ولبنان وباقي الدول ومقارنة بالدراما السورية التي انتشرت وصنعت نجوما سوريين على مستوى العالم؟
أظن أن الموضوع إعلامي بامتياز فالإعلام الموجه لا يمكن أن يكون منبراً لإطلاق النجوم في أي بلد من البلدان لذلك نرى أغلب النجوم السوريون قد انطلقوا من بلد آخر مع أن سوريا من أغنى البلدان في كل الخبرات المطلوبة حتى في المجال الإعلامي لذلك نرى السوريون يبدعون خارج بلدهم أما بالنسبة للدراما فهي لا تحتاج التسويق الإعلامي كونها حدث تلفزيوني يروج لنفسه ذاتيا لذلك هي أقل حاجةً للإعلام من الموسيقا مثلا.
فادي عطية :
- تخرج من معهد إعداد المدرسين بحمص عام 1997م.
- تخرج من المعهد العالي للموسيقا بدمشق قسم الغناء عام 2002 م.
- إتّبع دورة تنمية الموارد البشرية في مركز التدريب والتأهيل التابع لنقابة المهندسن فرع دمشق عام 2011م.
- أنجز برنامج ( السلام من خلال فنون الأداء في الولايات المتحدة الأميركية ) معهد العالم للتعليم واشنطن .
- رئيس قسم الغناء في معهد صلحي الوادي للموسيقا 2006-2011م.
- عضو الهيئة التدريسية للمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق .
- مدرّس مادة الغناء منذ عام 2004م
- المنسق العام لأسبوع القديس إليان الحمصي منذ تأسيسه عام2005م.
- عضو الهيئة التدريسية في المعهد العالي للموسيقا بدمشق مدرس مادة الغناء ومادة أصول المرافقة الغنائية العامين 2004م-2006م.
- - أشرف على العديد من الورشات الموسيقية التي نظمتها مديرية ثقافة الطفل (في وزارة الثقافة ) في العديد من المحافظات السورية داخل سوريا .
- قدم العديد من الحفلات الموسيقية كمغني منفرد داخل سوريا كما شارك في العديد من حفلات الأوركسترا السيمفونية الوطنية 1997- 2005م.
- شارك كمغني منفرد في حفلات الفرقة الفلهارمونية السورية.
- شارك في العديد من لجان القبول في المعاهد العليا الموسيقية والمسرحية .
- قدم العديد من الحفلات كمغني منفردي على العديد من المسارح العربية ( دار الاسد للثقافة والفنون في سوريا ,أوبرا القاهرة , مسرح جرش, قصر اليونيسكو في لبنان , مسرح جامعة الروح القدس في لبنان .....(
- شارك في تمثيل الجمهورية العربية السورية في مؤتمر الموسيقا العربية بالقاهرة منذ العام 2006 حتى العام 2010م.
- مثل الجمهورية العربية السورية كمغني ومؤلف موسيقي في مؤتمر المؤلفين الشباب (اتجاهات عربية) في القاهرة في العام 2008م.
- شارك في العديد من لجان التحكيم الموسيقية العربية والمحلية .
- أشرف على طلبة المعهد العالي للموسيقا وطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية في تقديم العديد من الأعمال الغنائية في احتفالية يوم المسرح العالمي منذ العام 2004- 2011م.
- قام بالاشراف على العديد من الأعمال المسرحية في مادة الصوت والإلقاء مع عدد من المخرجين أمثال ( فايز قزق , سمير عثمان ,مانويل جيجي, .....).
- شارك في ورشات عمل غنائية مع العديد من المغنين العالميين أمثال ( مغنية الأوبرا المصرية رتيبه الحفني , ومغنية الأوبرا البريطانية شونا بيزلي , ومغني الأوبرا الفرنسي كلود ميلوني ..
قمر صبري الجاسم
المصدر: الديار
إضافة تعليق جديد