«التربوية السورية» على خطّ «مسلسلات الأزمة»
دخلت «الفضائية التربوية» السورية أخيراً على خط مسلسلات «الأزمة» عبر إنتاج مسلسل «جدّي بحر» الذي بدأ المخرج هيثم الزرزوري تصويره أخيراً في إحدى قرى الساحل السوري عن نصّ للكاتب أسامة كوكش. بعد الحديث عن غياب الأعمال التي ترصد الأزمة السورية (حتى الآن على الأقل) عن خطط شركات الإنتاج لموسم 2014؛ تنتج «الفضائية التربوية» الرسمية مسلسلاً عن يوميات مجموعة عائلات مهجرة من مناطق عدة بسبب الأحداث الدائرة في البلاد.
تجتمع هذه العائلات في مركز إيواء عبارة عن مدرسة في إحدى قرى ريف اللاذقية على الساحل السوري. الشخصية المحورية في القصّة هي بحر الطيب (عبد الرحمن أبو القاسم) فنّان مسرحي تجاوز الستين، واستطاع أن يحقق نصيباً وافراً من الشهرة خلال مسيرته الفنيّة، لكنه رغم ذلك يقرر الاعتزال تحت وطأة إحباطه مما يحدث في البلاد. لكن وصول العائلات المهجّرة مع أطفالها إلى قريته، يجعله يترك تدريجاً عزلته التي اعتاد إمضاءها في كوخه البحري، ليبدأ بمراقبة الأطفال من بعيد، ويلاحظ الثغر في حياتهم، باعتبارهم يقيمون في المدرسة التي يديرها ابنه. شيئاً فشيئاً، يصبح هؤلاء الأطفال مشروعه، فيقرر إقامة ناد صيفي لهم، ويعطيهم دروساً في تاريخ سوريا، ويأخذهم خلالها في زيارات إلى المواقع الأثرية القريبة كأوغاريت، ثم تتطور الفكرة لتدريبهم على عرض مسرحي يختار «سوريا» عنواناً له، ويتناول شخصيات تركت أثراً في التاريخ المعاصر لبلاد الشام. ينجح بحر في بناء علاقة طيبة مع الأطفال، ويصبح «جدّي بحر» كما يحلو لهم مناداته رغم التشدد والانضباط الذي يحكم علاقته معهم، ويحاول من خلال هذه العلاقة التعامل مع مشكلاتهم في التأقلم مع بعضهم البعض، بما يحملونه من موروثٍ اجتماعي، أو معاناةٍ طارئة بسبب الحرب. كاتب العمل أسامة كوكش شدّد في حديثه لنا على أنّ مسلسله الذي كتبه خصيصاً وفقاً لتوجهات «التربوية»، يبتعد عن «المباشرة، والتنظير، والشعاراتية»، مركّزاً على الجانب الإنساني للأزمة في حياة عائلات آتية من مناطق سورية مختلفة، تواجه صعوبات في التأقلم مع واقعها الجديد من دون التركيز كثيراً على ما وصفه بـ«المساحات السوداء في حياة الأهالي، ومعاناتهم بسبب الحرب، قبل الوصول إلى مركز الإيواء».
ونوّه كوكش إلى أنّ هذا العمل يسعى إلى إيصال رسالة أساسية مفادها: «ليس هناك خيار أمام كل العائلات السورية من مختلف الأطياف الاجتماعية، ومهما كانت انتماءاتهم؛ سوى العيش المشترك على هذه الأرض الواحدة».
كوكبة من النجوم
اللافت في مسلسل «جديّ بحر» مشاركة أسماء مهمة من الممثلين السوريين، رغم أنّه لا ينتج لأغراض تجارية. وهذا يعني بطبيعة الحال أنّ الأجور التي يتقاضونها من المشاركة في عمل مماثل أقل مما يتقاضونه في المعتاد لقاء أداء أدوار في مسلسلات ينتجها القطاع الخاص، وحتى القطاع العام. ويضم العمل على قائمة أبطاله: عبد الرحمن أبو القاسم، زهير رمضان، قاسم ملحو، آمال سعد الدين، محمد خير الجرّاح، جريس جبارة، رنا شميس... كما يشهد عودة مانيا نبواني إلى التمثيل بعد غيابها عن الشاشة الصغيرة حوالي خمس سنوات.
محمد الأزن
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد