خطيئة تميم البرغوثي تجاه سورية ولبنان
يبني السيد تميم البرغوثي، في مبادرته لحلّ «الأزمة السورية»، والمنشورة كمقال في صحيفة «الشروق» المصريّة على مغالطات وسوء فهم وسوء توصيف لما يجري في سوريا، وبالتالي خرج بمبادرة حلّ أقل ما يقال فيها أنها مراهقة سياسية في الفهم وفي الطرح، لا تليق بصاحبها.
ملخّص الحلّ المقترح من السيّد تميم هو أن تنتشر قوّات مصرية في المناطق السورية السنّية في مقابل انتشار لقوّّات إيرانية في المناطق السورية العلوية والشيعية! ضمن ما سمّاه قوة حفظ سلام مشتركة تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي! ويقدّر أن هذه القوات ستكون مقبولة وقادرة على سحب السلاح من أيدي المسلحين في هذه المناطق، انطلاقاً من أن مصر هي الدولة السنّية الكبرى في المنطقة، وستكون قوتها محل ثقة، وسبباً للاطمئنان في المناطق السورية السنّية! وأن مشاركة إيران ستكون ضرورة لإقناع الحكم في سوريا بالقبول بدخول هذه القوة وطمأنته إلى أنّ هذه القوة لم تأتِ بداعي الحرب، وكذلك على اعتبار أنّ القوة الإيرانية ستكون مقبولة في المناطق الشيعية والعلوية! كما يقترح انسحاب الجيش السوري إلى ثُكَنه حول دمشق وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين ولقيام انتخابات رئاسية تحت إشرافٍ دولي.
بقدر ما يثير هذا الطرح من صدمة، يكشف عن أزمة عميقة في منهج قراءة المشهد الكلّي القائم، وقصور في وسائل التقصّي؛ وسط سحب الدخان أو الغبار التي تحجب الوقائع، وغياب للبصيرة والحصافة. هذا إن أحسنّا الظن.
هو يعتقد أن ما يجري في سوريا ما هو إلا صراع طائفي، بين أقليّة حاكمة جائرة وأكثرية مظلومة تعاني بشكل خاص من اعتداءات الحكم الجائر. أكثرية «سنّية» معزولة عن مركز القرار ولا تشارك فيه، وتقاسي وحدها مشكلات اقتصادية وتضييقاً على الحريات الفردية والسياسيّة، ويمارس عليها الحكم سياسة التمييز على أساس طائفي. وفوق هذا يَفترِض أن السوريين يعيشون في معازل وكانتونات طائفيّة، فهذه مدينة للسنّة، وتلك مدينة للعلويين، وأخرى للمسيحيين…! وأن رياح «الربيع» وصلت إلى سوريا، في غفلة من الولايات المتحدة الأميركية وأدواتها، فثارت الأكثرية على الحكم الأقلّوي لتتخلص من الظلم الذي تعانيه. هي «ثورة» إذاً، ولم يخطط لها في مختبرات الحروب الناعمة المتعددة الأجيال، والمخادعة لدرجة أنّ الكثير من «المثقفين» صدّقوا أن الشعب إن أراد، وحده،... نال المنى! وأن سقوط أنظمة مرتبطة بالإرادة الأميركية وخاضعة لها كان بفعل الصراخ في الميادين، لا بفعل انقلابات عسكرية هادئة بعد نوبة تخلٍّ من الأمّ الراعية استكمالاً لمشروع تغيير جذري في الشرق الأوسط؛ والأبعد، بكلف مادية وبشرية وأخلاقية أقل.
هنا يقع السيّد تميم في الخطيئة الكبرى التي تعكس جهله التام بتركيبة المجتمع السوري، الذي لا يذكر تاريخه المنظور وقوع حادثة، مجرد حادثة بخلفية طائفية فيه! المجتمع الّذي لم يسبق لمكان في وطنه أن كان حكراً على معتنقي دين بعينه أو مذهب. وأكثر من ذلك، فسوريا كانت البلد الوحيد الذي يكفي المرء فيه أن يكون عربياً، ليحصل ليس على حسن استقبالٍ وترحيب فقط، ولكن ليعامل معاملة أهلها في كثير من الأمور كالطبابة والتعليم وغيرها وبالمجّان. وسبق لسوريا أن احتضنت اللاجئين الأرمن والأكراد والفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين وغيرهم، دون أي تمييز ديني أو مذهبي أو قومي.
فإن كان من معاناة فكلّ السوريين يعانون بالقدر نفسه وبلا تمييز ديني أو مذهبي، وإن كان من ظلم أو تضييق على الحريّات الفردية أو مشكلات اقتصادية فلا تقتصر على أبناء طائفة بعينها أو دين بعينه، وإن كان من فساد فالفاسدون من كل الطوائف، وكذلك هم المستفيدون من نتائج هذا الفساد وليس هناك من منصب في الدولة، مخصص لأبناء دين أو مذهب بعينه، غير ما ينصّ عليه الدستور وإن كان من فوارق وامتيازات موجودة، بالطبع، فهي طبقية كما في باقي البلدان.
ربما لا يعرف السيّد تميم أن ما طرأ من تشوهات موقتة على المجتمع السوري القومي العربي المقاوم والمعتدل دينيّاً، كان بفعل حملات إعلامية مسمومة، وفتاوى فتنوية اشتُغل عليها لخلق تناقضات وشروخ في بنية هذا المجتمع، توظّف في تفتيت البلد وتقسيمه، فهي نتيجة ووسيلة وليست سبباً. وتأتي هذه المبادرة - مبادرة تميم - عن قصد أو عن جهل، لتصبّ في السياق نفسه.
كما ينطلق السيّد تميم من تقدير خاطئٍ آخر، هو أن الدولة السورية سقطت بكل مؤسساتها وأنّ جيشها «النظامي» كما يسميه «اقرأ جيش النظام» قد أُنهك، وأن الرئيس السوري منزوٍ عاجز في مكان ما، ينتظر مصيره أو طوق نجاة!
ربما لم تصله بعدُ، من خلال وسائله في التقصّي، إنجازات الجيش العربي السوري وتقدُّمه في كل المحاور، ولا يزال مصرّاً على اعتبار أنّ ما يقوم به الجيش هو قتل المواطنين في حمص وغيرها! وليس قطع الذراع الصهيونية المتخفيّة بقفّاز عربي أو إسلاموي! وربما لم تصله بعدُ الإشارات الكثيرة عن تراجع واشنطن بعد وصولها وأدواتها إلى حائط مسدود في الشأن السوري أمام صلابة الموقف الروسي والوقائع الميدانية على الأرض السوريّة.
يظهر السيّد تميم حريصاً على إعطاء دور لمصر في الحلّ أكثر بكثير من حرصه على سوريا، ويتناسى أن مصر اليوم ليست مصر عبد الناصر، وأنها ما زالت تعيش عصر «كامب ديفيد»، ولا يبدو أنها ستغادره قريباً، وأنّ جيش مصر حالياً هو أميركيّ التسليح والتدريب، وليس سرّاً ولاء الكثير من قياداته لأميركا. والكل يعلم أن واشنطن «تحدد» لمن تعطيه بندقية، في أيّ اتجاه سيطلق منها، وهي غير متسامحة أبداً في أي «هفوة» في هذا المجال!
مصر اليوم يقودها تيار لم يثبت أنه حريص على مكانة مصر ولا على أداء أي دور حميد في حلٍّ ما «للأزمة السوريّة»، ليس هذا الحلّ الخطير فقط وإنما أي حلّ آخر، فقد ظهر عجز هذا التيّار في حلّ مشكلات مصر الداخليّة الكثيرة، ومواجهة التحديات الكبيرة في باحة مصر الخلفية، فكيف بالتفكير في استراتيجيات مواجهة مخاطر العدو الصهيوني في جبهة مصر الشمالية! هذا إن تجاوزنا ارتباط التيار الحاكم في مصر مع الأداة الأميركية المسمّاة «قطر»، ونفوذ الأخيرة الواسع سيّئ المرامي والأهداف تجاه مصر.
والأغرب من ذلك! كيف للسيّد تميم أن ينتظر ممن ليس لديه ثقة مسبقة في التيّار الحاكم لمصر أن يغامر بإعطاء مصر مثل هذا الدور على ما يتضمنه من مخاطر، وهو نفسه لا ثقة له بهذا التيّار أساساً (كما كتب في مقاله وبشكل واضح!).
كذلك يظهر بمظهر المستسلم لمقولة أن أميركا قدر؛ إن أرادت نالت، وينسى أنّ سوريا في محور المقاومة والممانعة، مقاومة العدو الصهيوني وممانعة الإرادة الأميركية، وإن خلعها من هذا المحور كان ولا يزال هدفاً لمحاولات متكررة، وبشتى الوسائل، بالترهيب بعد فشل الترغيب والاعتداء بعد فشل التذاكي، ودوماً تحت وطأة حصار اقتصادي وتقني مستمر منذ الثمانينيات، فالجسور الجوية لنقل الأسلحة الأميركية وغيرها عبر تركيا التي يتخوف منها السيّد تميم، ليست بجديدة، والحقيقة أن كل السلاح الذي وصل إلى الداخل السوري كان بعلم ورعاية أميركيَّين.
يغلق السيّد تميم الأفق تماماً، ويجهد في إغراق المشهد بالسوداوية وتوزيع مسؤوليّة ما يجري بين كل الأطراف وبنفس القدر! فيتساوى - بحسب ما جاء في تقديمه للحلّ - حزب الله مع جبهة النصرة، وإيران و«إسرائيل» مع السعودية؛ أو مع قطر قفّاز أميركا والراعي الرسمي لمواسم الربيع المبكرة! وتُبرّأ فيه الأخت الكبرى مصر حتى من التقصير، والصديقة تركيا لا تكاد تذكر مع كل دورها التآمري. كذلك لم يتوانَ عن تحريف كلام السيّد حسن نصر الله، منذ أيام ليست ببعيدة؛ فيحوّله من صيغته الأصلية التي قال فيها: «إن لسوريا في المنطقة والعالم أصدقاء حقيقيين لن يسمحوا بسقوط سوريا في يد الأميركيين أو يد إسرائيل أو يد الجماعات التكفيرية»، ليتقزّم القول. وكما كتب السيّد تميم فيصبح: «لن نسمح بسقوط دمشق في يد المعارضة»، إمعاناً منه في تطويع المشهد خدمةً لحلّه الكارثي! وتدليلاً على ذهاب السيّد تميم بعيداً في إخراج ما يجري على أنه صراع بين نظام حاكم في دمشق ومعارضة داخلية، لا صراع بين محور المقاومة والممانعة وأميركا و«إسرائيل» وأدواتهما! فوقوف إيران هذا الموقف من سوريا مردّه - برأي السيّد تميم - إلى تخوفها من قيام حكم معادٍ لها في سوريا (اقرأ: حكم سنّي) يرعى تمرداً سنّياً ضدها في العراق قد يصل، إن نجح في العراق، لرعاية تمرّد سنّي في الأحواز! وليس من منطلق التحالف القديم والوثيق منذ ما قبل الحرب العراقية - الإيرانية. ويتحول حزب الله، كما يفهم، إلى مجرد منصّة إطلاق لصواريخ إيرانية! لا مقاومة حرّرت الجنوب، وعينها على جنوب الجنوب! ويتجاهل أن المستهدف في الحرب على سوريا هو وجه سوريا المقاوم!
فمن بقي من محور المقاومة ولم تطاوله الإساءة والتشويه؛ بما كتبه السيّد تميم!؟
ثم يتعلل السيّد تميم بانغلاق الأفق وانعدام الإمكانية لحل سياسي سوري. ويضع السوريين بين حلّه والتدخّل الخارجي (مع ثبوت استحالته عملياً)، ويتخوّف من أن التدخل المزعوم قد يؤدي إلى حرب إقليمية تحرق غرب آسيا! ومن غير الواضح سبب تخوفه من حرب كهذه إن حصلت، وهو الثائر الحرّ! الذي يأخذ على «النظام السوري» جبنه وتقصيره؛ في الرّد على الاعتداءات الصهيونية، كما يشاع وكما تكتب الكثير من الأقلام وبعضها يدّعي دعمه للمقاومة للأسف! ويقفز عن السبب الحقيقي الذي يمنع المعارضة السورية من الجلوس إلى طاولة حوار، ويتجاهل أن غالبيّة المعارضات هي مجرد واجهات عرض بضائع، وأدوات تنفيذية لا وزن لها أو إرادة ولا فعل. هي تكرر ما يصل إليها من تصريحات، وتداوي «ضمائرها» بشيكات مصرفية تنسيها إحساس خيانة الأوطان (إن كان لديها وازع من ضمير أصلاً). وويلٌ لمعارض تسوّل له نفسه الارتجال قليلاً في النصّ، فعندها سيتم فضح عوراته وقطع المصروف؛ وحرمانه كل الامتيازات، فكيف بمن يتجرّأ على إظهار رغبة في الحوار! وظلت كلّ دعوة ورغبة للقيادة السورية تقابل بأسطوانة: «لا ثقة بين المعارضة والنظام»! مع إصرار على خروج الرئيس السوري من المشهد السياسي قبل أي حوار! والسؤال هنا: أليس هذا غاية الحرب على سورية منذ البداية إيذاناً بتغيير تموضعها!؟
إن كان السيّد تميم لا يرى في الأفق بوادر لحلّ كما جهد ليثبت، وأن يعتبر أن هذا كافٍ لتبرير طرح خطير من هذا النوع، فهناك كثيرون يرون أن بداية الحلّ (أي حلّ) تقتضي حتماً وقف إمداد المجموعات المتطرفة بالأسلحة والتقنيات من قبل أميركا وأدواتها، وهذا ليس كرماً من أميركا بالطّبع، ولا حرصاً منها على سوريا، بل هو نتيجة حتمية لصمود سوريا وتقدّم جيشها وهزيمة أميركا ولو بالنقاط. أو من يرون الحلّ بسيطرة الجيش العربي السوري على المنافذ الرئيسية، التي تمرّ منها هذه الإمدادت أو بإبادة المجموعات المسلحة التي ترفض إلقاء السلاح والاستسلام، وعندها يكون الانتصار على أميركا وأدواتها بالضربة القاضية، وهو لا شك نصرٌ أوضح وأعظم من حيث نتائجه، وإن استلزم وقتاً أطول.
بعد محاولة المرور لعرض بعض القراءات الخاطئة التي انطلق منها السيّد تميم للتقديم لحلّه، لا بأس بعرض بعض النقاط التفصيلية الواردة في طرحه.
وقبل كل شيء هناك سؤال ملحّ، هو: كيف تأكد السيّد تميم من قبول السوريين أنفسهم وجود قوة حفظ سلام بالصيغة المطروحة في الحلّ، الصيغة التي تعمّق الانحرافات الطائفية الطارئة على المجتمع السوري وتثبّتها! هل استطلع آراءهم مثلاً؟ أم أنه قرر بالنيابة عنهم وفق معرفته «العميقة!» بهم وبالأصلح لهم!؟
في أحد جوانب الحلّ المطروح في مبادرة السيّد تميم، تُوكل إلى قوة حفظ السلام المقترحة مهمة الإشراف على انتخابات رئاسية في سوريا، ولا ينسى طبعاً ضرورة وجود رقابة دولية! هو لم يستبعد تماماً فوز الرئيس الأسد في انتخابات نزيهة وبقاءه على رأس الحكم - وكان قد تعجّب من احتمال كهذا-. حسناً، ولكنه يوكل مهمة أخرى لهذه القوّة، إن حدث ذلك، وهي حماية المعارضين من بطش «النظام» وضمان استمرار سعيهم لتغيير النظام «سلمياً!» (اقرأ: بقاء غير محدود الأمد). ولم يترك مجالاً للتأويل، إذ سرعان ما استحضر قوات الردع العربية وحالة الرئيس أمين الجميّل في لبنان! أمين الجميّل الذي ما إن يذكر اسمه حتى يتداعى إلى الذهن اتفاق 17 أيار الذي وقّعه مع العدو الصهيوني، وأسقطته سوريا مع حلفائها! ألم يخطر ببال السيّد تميم أن بقاء سوريا في حلفها الإقليمي المعادي للولايات المتحدة لا يستقيم مع نموذج رئيس على طراز الرئيس أمين الجميّل المصادر الصلاحيّات، لتفريطه بأقل الحقوق! وكيف يستطيع من يدعي حرصاً على بقاء سوريا في موقعها، أن يستحضر هذه الحالة الشّاذة؟! أما للسذاجة من حدود؟
إن تغاضينا عمّا سبق وتابعنا قراءة تفاصيل الحلّ الخطير، فسرعان ما نقع على سذاجة أخرى تتمثل بقوله إنّ «إسرائيل» لن تقدم على استهداف قوة تشارك بها مصر في سوريا، لأن استهدافاً كهذا يهدد اتفاقية الاستسلام مع مصر. ويردف بأن الولايات المتحدة لن تسمح بذلك(!)، وأن مصر لن تخرق، بمشاركتها في هذه القوّة، اتفاقية الاستسلام. وبما أنه لا خبرة متوافرة الآن بالقانون الدولي، فلنستمرّ بالتغاضي عن هذه الجزئية أيضاً، مع اليقين بأنّ العدو الصهيوني لم يلتزم عهداً ولا قانوناً دولياً حين يستشعر كيانه الغاصب أدنى خطر يتهدده، والشواهد على ذلك كثيرة. ولكن هل تعني مشاركة مصر في هذه القوة أن «إسرائيل» ستحتمل وجوداً إيرانياً ضمن هذه القوة في سوريا أي على بعد بضعة كيلومترات من شمال فلسطين، وهي التي ما فتئت تهدد بمهاجمة إيران نفسها وخلف حدودها التي تبعد عن فلسطين المحتلّة أكثر من ألف كيلومتر، وهي التي يقيناً لا تربطها بها معاهدات وتعتبرها عدوّها اللدود!؟
ثم يعود ليناقض نفسه ويشترط لإنجاح حلّه «الإبداعي» هذا، إعادة تموضع مصر استراتيجياً خارج مظلّة التبعيّة للولايات المتحدة الأميركية - هو يسميه حلفاً ولكن أميركا لا تعتبره كذلك - إلى تحالف يضمّ مع مصر، إيران وتركيا (العضو في الناتو)، وهذا بحد ذاته حدث عظيم إن حصل! ولكن يفترض بالسيّد تميم أن يعيد النظر في موقف الولايات المتحدة من مصر إن خرجت من تحت مظلة التبعيّة، وأن لا يتفاءل كثيراً بأن الولايات المتحده ستمنع «إسرائيل» من استهداف قوة حفظ السلام التي يتحدث عنها.
وينتهي السيّد تميم إلى توزيع الأرباح على كل الأطراف المشاركة في حلّه، وإخراج أميركا و«إسرائيل» وأدواتهما خاسراً أكبر جرّاء تطبيق حلّه «العظيم». ويغفل أن نتيجة حلّه هذا تتوافق، من حيث النتيجة، مع ما أريد لسوريا أن تكونه، أي دولة بلا سيادة ولا قرار وطني حرّ، يحتاج أبناؤها إلى وصاية قوّة ردع لحمايتهم من أنفسهم بفعل طائفيتهم البغيضة، ويصرفون أوقات مللهم في ممارسة السلم الأهلي، وينسون القضايا الكبرى!
بقي أن نذكر السيرة الذاتية للسيّد تميم، حتى لا يفهم أن هذه المبادرة مبادرة شاعر! فهو حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بوسطن بالولايات المتحدة عام 2004، وعمل بقسم الشؤون السياسية بالأمانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك. وعمل أيضاً في بعثة الأمم المتحدة بالسودان، وهو باحث في العلوم السياسية بمعهد برلين للدراسات المتقدمة، وهو حالياً أستاذ مساعد زائر للعلوم السياسية في جامعة جورج تاون بواشنطن.
محمد أبو هندي
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد