موسكو تحذر من محاولة غربية لبلورة تهمة «كيميائية» ضد سوريا وأوباما يستدعي الملك عبدالله
حذر رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي الكسي بوشكوف من مرامي قيام الولايات المتحدة بتوجيه اتهامات ضد الحكومة السورية باستعمال الأسلحة الكيميائية مشيرا إلى إن مثل هذه الاتهامات يمكن أن تصبح ذريعة لبدء حرب ضد سورية على غرار ما جرى في العراق.
وقال بوشكوف على موقع تويتر اليوم إن "الولايات المتحدة تبدأ هجوما جديداً ضد سورية باتهامها باستعمال الأسلحة الكيميائية وبهذه الطريقة اتهم بوش العراق بامتلاك السلاح النووي.. وكان عذره للحرب".
وفي إطار التصريحات المتناقضة ذات الدوافع والأبعاد العدوانية ادعى وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل في وقت سابق نقلا عما سماه اعتقادا للاستخبارات الأمريكية أن الجيش السوري استخدم السلاح الكيميائي بكميات محدودة فيما أعلن باتريك فينتريل الناطق باسم الخارجية الأمريكية أن البيت الأبيض ينوي إجراء تحقيق دقيق بشأن احتمال استعمال هذه الأسلحة في سورية معتبرا أن أبسط أسلوب لتأكيد أو نفي هذا الأمر هو عن طريق محققي الأمم المتحدة.
وفي دمشق أكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان "الحكومة السورية إذا كان لديها سلاح كيميائي، لا يمكن أن تستخدمه.. ولم ولن تستخدمه على الاطلاق".وقال الزعبي في مقابلة مع موقع قناة "روسيا اليوم" يوم 25 ابريل/نيسان، وفي معرض رده عن احتمال استعمال الجيش السوري للسلاح الكيميائي، قال "الحكومة السورية إذا كان لديها سلاح كيميائي، لا يمكن أن تستخدمه.. ولم ولن تستخدمه على الاطلاق"، موضحا ان "هذا القرار ليس مجرد قرار سياسي.. هذا قرار أخلاقي، وقرار شرعي، وقرار اسلامي ومسيحي".وشدد الزعبي على أن الحكومة السورية "لن تفعل ذلك على الاطلاق، وهذا كلام مسؤول.. وليس كلام دعاية اعلامية"، بحسب قوله. وأشار الى أن "الآخرين جربوا بالفعل أن يستخدموا ذلك.. وخاصة كان واضحاً في خان العسل بحلب".
من جهة أخرى عززت واشنطن مسعى غربيا لصياغة تهمة كيميائية ضد السلطات السورية باستخدام «أسلحة كيميائية» ضد المسلحين. وبدت المحاولة مرتبكة، اذ بينما رجح البيت الأبيض أن يكون النظام السوري قد استخدم «غاز السارين» ضد المقاتلين «على نطاق ضيق»، فان وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل اعلن انه لا يمكن لواشنطن التأكد من مصدر الأسلحة الكيميائية.
ويأتي هذا في الوقت الذي فتح فيه المسلحون جبهة حماه الهادئة منذ حوالى 6 أشهر، وذلك في محاولة منهم لتخفيف الضغط عن المسلحين الآخرين الذين يتعرضون لنكسات قوية في ريفي دمشق والقصير خصوصا.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يستقبل اليوم الملك الأردني عبد الله الثاني، أعلن مرارا أن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا أو نقلها إلى «مجموعات إرهابية» يعني أن السلطات السورية تخطت «الخط الأحمر».
وكتب مدير مكتب الشؤون التشريعية في البيت الأبيض ميغيل رودريغيز، في رسالة إلى عضوين في الكونغرس الأميركي، «تشير أجهزتنا الاستخباراتية بدرجات متفاوتة من الثقة إلى أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية على نطاق ضيق في سوريا وبالتحديد عنصر السارين. يعود هذا التقييم في جزء منه إلى عينات فسيولوجية. إن معيار الأدلة يجب أن يبنى على أساس استنتاجات الاستخبارات بينما نحاول التوصل إلى حقائق متسقة وجديرة بالثقة. فمثلا، إن سلسلة الوصاية غير واضحة، ولهذا فانه لا يمكننا التأكد من كيفية حصول هذا الأمر وتحت أي ظروف. نعتقد أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية في سوريا سيكون على الأرجح مصدره نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد. لأننا نعتقد أن نظام الأسد لا يزال يسيطر على هذه الأسلحة واثبت إرادته لتصعيد العنف ضد الشعب السوري».
وأضافت الرسالة «بسبب قلقنا من تدهور الوضع في سوريا، فان الرئيس أوضح بشكل لا لبس فيه أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو نقلها إلى مجموعات إرهابية هو خط احمر بالنسبة إلى الولايات المتحدة».
وتابعت «لكن، وتحديدا لان الرئيس يأخذ هذه القضية على محمل الجد، فان واجبنا التحقيق بشكل كامل بأي دليل لاستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. ونحن نعمل مع الأصدقاء والحلفاء والمعارضة السورية للحصول على معلومات إضافية بشأن تقارير عن استخدام أسلحة كيميائية، من اجل الوصول إلى الحقيقة».
وذكرت الرسالة «في ضوء ما ينطوي عليه الأمر من مخاطر وما تعلمناه من تجاربنا في الآونة الأخيرة فإن تقييمات الاستخبارات وحدها غير كافية، فالحقائق المتسقة والجديرة بالثقة التي توفر لنا قدرا من اليقين هي وحدها التي سترشدنا في اتخاذ القرار. وفي الوقت الحالي فان الإدارة الأميركية مستعدة لكل طارئ حتى يمكن لنا الرد بشكل مناسب إذا تأكد استخدام الأسلحة الكيميائية، بناء على مصالحنا القومية. لدى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عدد من الردود الممكنة، وجميع الخيارات على الطاولة».
وأعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية أن رسالة البيت الأبيض لا تعني «تغييرا أوتوماتيكيا» لصناع القرار، مذكرا بالقرارات السياسية التي بنيت على أساس استخباراتي كاذب، مثل قرار إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وأدى إلى غزو العراق في العام 2003، بحجة امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل.
وكان هايغل، أعلن في أبو ظبي، أن الاستخبارات الأميركية تعتقد أن الحكومة السورية استخدمت «غاز السارين» على نطاق محدود ضد المسلحين. وقال «سلم البيت الأبيض صباح اليوم (أمس) رسالة إلى عدد من أعضاء الكونغرس بشأن موضوع استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. تقول الرسالة ان تقييم الاستخبارات الأميركية يشير بدرجة ما من الثقة إلى أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية على نطاق محدود في سوريا». وأضاف ان «هذه الأسلحة هي غاز السارين».
وأعلن هايغل أن «الاستخبارات كانت تدرس المعلومات منذ مدة، واتخذ القرار بشأن هذه القضية في الساعات الـ 24 الماضية». وأعلن انه لا يمكن للولايات المتحدة التأكد من مصدر الأسلحة الكيميائية، لكنها «تعتقد أن من المرجح بشدة أن يكون أي استخدام لها مصدره النظام السوري».
وذكرت وزارة الخارجية البريطانية ان لديها أدلة «محدودة لكن مقنعة» على استخدام عناصر كيميائية في النزاع في سوريا. يشار إلى أن بريطانيا وفرنسا تحدثتا مؤخرا عن استخدام القوات السورية الأسلحة الكيميائية ضد المقاتلين، وتطالبان الأمم المتحدة بتوسيع التحقيق في استخدام «الكيميائي» ليشمل، ليس فقط حلب، بل مناطق أخرى.
وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قال، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، ان المساعدات الأميركية للمعارضة السورية قد تنقلب عليها وتؤدي إلى هجمات شبيهة بـ11 أيلول. وأضاف «عندما تنتشر نار الإرهاب في سوريا، فإنها ستنتقل إلى كل مكان في العالم».
وقال مصدر مسؤول لوكالة الأنباء السورية (سانا) انه «تم إيقاع أعداد من الإرهابيين بين قتيل ومصاب في السلومية والشومرية والحميدية وعرجون والبيوضة الشرقية وعيون حسين وبيت رابعة وكمام والضبعة والدمينة الغربية والرستن والغنطو والسعن وتلبيسة والدار الكبيرة في ريف حمص». وأضاف ان «الجهات المختصة عثرت على مقبرة جماعية بين قرية البرهانية وعين التنور بريف القصير في حمص تحوي عددا من جثث الشهداء الذين قضوا على أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة».
وذكرت (سانا) ان «وحدات من قواتنا المسلحة أحبطت محاولة تسلل مجموعات إرهابية مسلحة من الأراضي الأردنية عند بلدة تل شهاب في ريف درعا على الحدود السورية - الأردنية المشتركة».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد