استراتيجية الولايات المتحدة تفترض مسبقاً أن الصين تشكل خطراً عليها
الجمل : تبنت إدارة بوش استراتيجية جديدة جريئة للعمل ضد بروز الخطر الصيني وقد تم وضع سياسات هذه الاستراتيجية منذ عدة سنوات ، وخلال الأشهر القليلة الماضية بدأت الإدارة وضعها موضع التنفيذ .
تمثل استراتيجية " السياج الحاجز " رد فعل لهجمات 11 أيلول 2001 وأزمة حادثة التصادم الجوي بين طائرة الرصد الأمريكية ( EP-3) وطائرة اعتراض نفاثة صينية ، وذلك بحسب إفادات خبراء الأمن القومي للولايات المتحدة الذين شاركوا في وضع الاستراتيجية .
لقد تم إجبار طاقم طائرة الرصد الأمريكية (EP-3) البالغ عددهم 23 على الهبوط الاضطراري بقاعدة عسكرية صينية في جزيرة هاينان وتم حبسهم هناك لمدة 11 يوماً ، وبعد شهر من الحادثة التقى وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد الرئيس بوش في كراوفورد تيكساس وذلك برفقة مستشارة الأمن القومي آنذاك كوندوليزا رايس لوضع خطط من أجل التعامل مع الصين وقد توصل اللقاء إلى اتفاقً بأن جهود الولايات المتحدة من أجل التطوير يشكل أفضل لعلاقات عسكرية – عسكرية مع الصين ، لن تكون ذات جدوى وفعالية في السيطرة على المؤسسة العسكرية الصينية الواقعة تحت السيطرة الشيوعية القوية ، وقد ظلت المؤسسة العسكرية الصينية تمثل " جيش الحزب " الذي يكرس ولاءه الأول لإبقاء الحزب الشيوعي في السلطة .
وقد اتفق الجميع على أن من الواجب اتخاذ موقف توجيهي للولايات المتحدة ، يثبط الصين من أن تصبح قوة مُهدِّده .
لقد تطورت استراتيجية " السياج الحاجز " كجزء من تحول في السياسة الأمريكية إزاء آسيا ، وهي تقوم على اعتقاد السيد رامسفيلد بأن تهديدات المستقبل ستكون أكثر استعصاء على التكهن ، وبالتالي فإن على الولايات المتحدة . أن تستعد بالتحضير للمخاطر غير المتوقعة .وهذا وقد قال مسؤل دفاع رفيع المستوى اشترك في وضع الاستراتيجية الجديدة : " لقد تعلمنا بعد 11 أيلول اننا غير قادرين بالكامل على التكهن بالأشياء " . كما قال
أحد مساعدي رامسفيلد المشاركين في سياسة الصين " لقد كان 11 أيلول تجربة ، وبسبب أنه لدينا مجموعة شاملة من خطط الحرب والخطط المضادة المحفوظة للاستخدام بواسطة حكومة الولايات المتحدة في الماضي .. إلا أننا تعلمنا أنه لايمكن التخطيط لكل شيء ، وبالتالي يجب أن يكون لدينا اتجاهاً متكيفاً ، ويجب أن يكون لدينا منصات أسلحة متكيفة واستراتيجية متكيفة "
المشاركون الآخرون في وضع الاستراتيجية كان من بينهم آندرو مارشال رئيس مكتب البنتاجون للتقديرات المعلوماتية ، وميشيل بيلسبري ، المستشار الرئيس في الشؤون الصينية .
الخطوات الأولى في الاستراتيجية الجديدة تمت المصادقة والموافقة عليها في الاستعراض الدفاعي ربع السنوي لعام 2001 م ، برغم أنه لم تتم الإشارة إلى الصين بشكل خاص في الورقة الاستراتيجية الدفاعية . هذا ، وعلى أية حال فقد قام الاستعراض الدفاعي الأخير بإشارات تلمح ضمناً إلى بروز الصين كتهديد في المستقبل .
قبيل الإجازة والمصادقة على استراتيجية " السياج الحاجز " الجديدة هذه فقد كانت سياسة الصين موضوعاً رئيساً لحوار داخل الحكومة الأمريكية ، وكانت وجهة نظر المسؤلين المناصرين والمؤيدين للمعاملات الاقتصادية ، وبالذات في وزارات التجارة الخارجية ، تهدف من أجل السعي للتقليل من أهمية الجوانب التهديدية لتطور الصين أما مسؤولي الأمن القومي وبالذات في البنتاجون ، فقد أفادوا بأنه إذا لم يتم فرض ووضع الضغط وممارستها ، وأن تقدم الويالات المتحدةعلى اتخاذ خطوات لمواجهة الصين ، فإن التهديد سوف ينمو .
هذا وقد انتهى النقاش في النهاية بكلمات رامسفيلد والتي تقول بضرورة تضمين استخدام السرية ، والتضليل الاستراتيجي وذلك لتجنب إثارة وتحريض الصين على الدخول في سباق التسلح ...
الجمل : قسم الترجمة
المصدر : washtimes
إضافة تعليق جديد