موسكو ترى نضوجاً سورياً للإصلاح وواشنطن تستعجل فشل خطة أنان
أعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال النروجي روبرت مود، بعد جولة له في حماه وحمص، أن هناك «فرصة جيدة» لكسر حلقة العنف، مشيراً إلى أن القوات الحكومية التي حثها على القيام بـ«الخطوة الاولى»، تتعاون في بعض مواقع المواجهات أكثر من المسلحين، مشيراً إلى ان اعضاء بعثته لم يواجهوا أي عقبات في تنقلاتهم من جانب السلطات السورية.
لكن واشنطن واصلت إثارة الشكوك حول تنفيذ النظام السوري لخطة انان، معتبرة انه ربما تكون هناك ضرورة لاستخدام نهج دولي جديد إذا فشلت الخطة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «إذا استمر تعنت النظام فسيتعين على المجتمع الدولي أن يعترف بالهزيمة ويعمل على التصدي للتهديد الخطير للسلام والاستقرار من جانب نظام الرئيس بشارالأسد. وأضاف «الانتقال السياسي ضرورة ملحّة في سوريا. نأمل بالتأكيد أن تنجح خطة انان»، لكنه أضاف «لا نزال، بناء على أدلة، متشككين بشدة في استعداد الأسد للوفاء بشروط هذه الخطة لأنه فشل بوضوح شديد في الوفاء بها حتى الآن».
وأعلنت موسكو أن الشعب السوري يجب أن يقرر مصيره بنفسه عن طريق الحوار الوطني والانتخابات البرلمانية التي تجري الاثنين المقبل. وأعلن معاون وزير الداخلية للشؤون المدنية العميد حسن جلالي لوكالة «سانا» أن «جميع المحافظات أنهت الاستعدادات والتحضيرات الواجب اتخاذها لإنجاح عملية انتخابات مجلس الشعب المقررة في السابع من أيار الحالي». يشار إلى انه سيتم الاثنين المقبل انتخاب 250 نائباً.
وقال مود، خلال لقائه محافظ حماه انس ناعم، إن «الهدف الرئيس للبعثة مراقبة وقف العنف من قبل جميع الأطراف وإنجاح خطة انان لتسوية الأزمة في سوريا». وأشار إلى أن «زيارته إلى المدينة تأتي في إطار التنسيق مع كل الأطراف، وتحديد أطر المراقبة وتوثيق ما تتم مشاهدته وعدم الاكتفاء بسماع الأخبار والمعلومات».
وأعلن مود، في حمص بعد زيارته إلى حيي بابا عمرو والخالدية، أن المراقبين «لهم تأثير مهدئ» وأن القوات الحكومية تبدو مستعدة للتعاون مع الهدنة، لكنه اعتبر أن على الجيش السوري أن يقوم بالخطوة الأولى لوقف أعمال العنف. وقال، في حمص، «عندما يستخدم فردان كل أنواع الأسلحة، من هو الأول الذي ينبغي أن يرفع إصبعه عن الزناد؟ من ينبغي أن يقوم بالخطوة الأولى؟ برأيي، انه الأقوى الذي يتعين عليه القيام بها».
وعما إذا كان يتحدث عن القوات النظامية، قال مود «إني أشير إلى الحكومة (السورية) والجيش. لديهما القوة، وهما في موقع يتيح لهما ذلك، ويتحليان بما يكفي من المروءة للقيام بالخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح». وأعلن انه لا يزال «يرى وجود فرصة جيدة» من أجل كسر حلقة العنف.
واعلن ان اعضاء بعثته، التي وصلت طلائعها الى سوريا في 16 نيسان الماضي، لم يواجهوا اي عقبات في تنقلاتهم من جانب السلطات السورية. وقال إن «نقطة الانطلاق هي أننا تلقينا تعهداً واضحاً وجلياً من جانب (الطرفين) المتحاربين حيال إرادتهما في المضي قدماً نحو تخفيف العنف، لكن هناك الكثير من الارتياب». وأضاف «في بعض الاماكن المحددة، لاحظنا جهوداً اكثر من جانب القوات الحكومية السورية. لقد رأينا بالتالي مؤشرات إيجابية على الأرض». وتابع إن هدفَي بعثته هما: السهر على وقف العنف وتطبيق خطة انان.
اما بالنسبة الى تحرك المراقبين، فلفت مود الى ان كل شيء يسير بشكل طبيعي. وقال «هل نواجه عقبات في حرية تحركنا؟ جوابي هو لا. لقد وضعنا خططنا، وتوجهنا الى حيث أردنا ولم نلق أي عقبة». واعتبر ان نجاح مهمته يمر بوقف العنف. وقال «ادعو كل الاطراف الى وقف العنف، وكل من يعتقد ان العنف هو الحل يخدع نفسه. العنف يولد العنف». واعتبر ان وجود المراقبين له تأثير إيجابي، موضحاً «منذ وصولي، تراجع قصف المدفعية ومدافع الهاون».
وقال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي المندوب الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، في تصريح لإذاعة «صوت روسيا»، إن «سوريا نضجت لإجراء الإصلاحات والتغييرات الديموقراطية». وأضاف «نرى أن الشكل الأمثل لهذه الإصلاحات والتغييرات هو الحوار الوطني الواسع والانتخابات، بحيث تتوفر لدى الشعب فرصة للتعبير عن رأيه حول مستقبل البلاد».
ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن مسؤول في مكتب الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف قوله إن «روسيا حددت موقفها تجاه الأزمة السورية عندما بدأت اضطرابات هناك، ولم يتغير هذا الموقف، ويظل كما هو حتى الآن».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد