موسكو: واشنطن تنوي نشر منظومة درع صاروخية في الخليج العربي

20-11-2011

موسكو: واشنطن تنوي نشر منظومة درع صاروخية في الخليج العربي

رغم تحسن علاقاتهما الثنائية فإن عقدة الدرع الصاروخي الأميركي لا تزال تشكل نقطة الخلاف المستمرة بين موسكو واشنطن وأن الهوة بين الطرفين لا تزال كبيرة بهذا الشأن.
فالطرفان اتفقا على مواصلة البحث عن حلول ممكنة بشأن تضييق هذه الهوة الكبيرة في مواقف البلدين بشأن مشروع الدرع الصاروخية التي تنوي الولايات المتحدة إقامتها في أوروبا الشرقية للتصدي لأي هجمات صاروخية محتملة، غير أن التعنت الاميركي في عدم تقديم ضمانات ملزمة قانونيا بعدم استهداف روسيا من قبل الدرع الصاروخية التابعة لها والناتو يعرقل تطوير التعاون.‏

وبينما جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تمسك بلاده بموقفها المطالب بإعطاء روسيا ضمانات موثقة بشأن عدم توجيه منظومة الدرع الصاروخية الأميركية المنوي نشرها في أوروبا ضد الترسانة النووية الإستراتيجية الروسية، أعلن جنرال روسي بارز أول أمس إن الدرع الصاروخية المخطط نصبها قد تدفع موسكو إلى التخلي عن اتفاقية خفض الأسلحة النووية الإستراتيجية مع الولايات المتحدة وربما تفجر سباقا للأسلحة النووية، في وقت قال فيه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الولايات المتحدة تنوي تطوير منظومة الدرع الصاروخية في شتى أنحاء العالم والخليج العربي ضمنا.‏

فقد صرح لافروف أن موسكو لا تزال متمسكة بمواقفها بشأن الدرع الصاروخية والمتمثلة في ضرورة تقديم ضمانات لها بعدم توجيه هذا النظام ضد روسيا.‏

وقال لافروف في تصريحات بعد لقائه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في جزيرة بالي الإندونيسية أمس: "نحن لا نغلق الباب، سنواصل عملنا مع الولايات المتحدة وفي إطار مجلس "روسيا-الناتو" . وسيكون عملنا دقيقا وسيعتمد على موقفنا المتمثل في ضرورة تقديم ضمانات لنا حول عدم توجيه الدرع الصاروخية ضد روسيا".‏

وأفاد لافروف بأنه ووزيرة الخارجية الأمريكية "تناولا في لقائهما موضوع الدرع الصاروخية، وذلك باقتراح الأخيرة في ضوء تطرق الرئيسين الروسي والأمريكي لهذا الملف في لقائهما في هونولولو"، مشيرا إلى أن لقاء امس أظهر "عدم وجود تقارب بين الموقفين". وقال لافروف إنه جدد طرح الموقف الروسي حول ضرورة مواصلة الحوار.‏

وواصل قوله: "نحن لا نتهرب من النقاش، رغم أننا لا نرى أي تغيير في موقف الولايات المتحدة الذي لا نفهمه والذي يتلخص في رفض اعطاء الضمانات الواضحة التحريرية بعدم توجيه الدرع الصاروخية ضد الترسانة الروسية النووية الاستراتيجية ووضع معايير تقنية وعسكرية وغيرها لتأكيد هذه الضمانات".‏

في غضون ذلك قال جنرال روسي بارز امس إن الدرع الصاروخية المخطط نصبها في منطقة حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد تدفع موسكو الى التخلي عن إتفاقية خفض الأسلحة النووية الإستراتيجية مع الولايات المتحدة وربما تفجر سباقا للأسلحة النووية.‏

وأدلى الجنرال نيكولاي ماكاروف رئيس الأركان العامة الروسية بهذه التصريحات في خطاب بموسكو نقلته وكالة أنباء إنترفاكس.‏

وقال ماكاروف هناك نقاط عديدة في إتفاقية خفض الأسلحة الإستراتيجية (ستارت) تسمح لنا إذا اقتضى الأمر التخلي عن الاتفاقية. وأضاف أنتم تعلمون أن مشكلة الدرع الصاروخية الأوروبية خطيرة للغاية.‏

وتعد تصريحات ماكاروف هي الأولى التي يدلي بها مسؤول كبير في الكرملين في بيان عام ربط خلالها بين الدرع الصاروخية للناتو ومشاركة روسيا في إتفاقية للحد من الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة. وكان مسؤولو الناتو ذكروا أن النظام الدفاعي مطلوب لحماية المنطقة من ضربة صاروخية محتملة من الشرق ألأوسط وإنه لا يستهدف روسيا.غير أن المسؤولين الروس قالوا إن شبكة الدفاع الصاروخية ألأوروبية سوف تمنح الناتو القدرة على إسقاط عناصر من قوة الردع النووية الروسية ، وهذا يعطي لواشنطن ميزة خطيرة في المواجهة مع موسكو.‏

في سياق متصل قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الولايات المتحدة تنوي تطوير منظومة الدرع الصاروخية في شتى أنحاء العالم والخليج العربي ضمنا.‏

وأضاف ، في حديث أدلى به لوكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء، قائلا: "فيما يتعلق بتفاصيل الدرع الصاروخية فإن البرنامج الأمريكي يحمل طابعا عالميا، ولم يخفي الأمريكيون أبداً إن الأمر لن يكتفي بنشر بعض مكوناتها في أوروبا فقط، كما أنه لن يكتفي بالتعاون مع دول الناتو، علما أن الولايات المتحدة لديها حلفاء في شمال شرق آسيا التي تطور التعاون معها، ومن المفترض أن تتطور منظومات الدرع الصاروخية للولايات المتحدة في غيرها من مناطق العالم ، بما في ذلك الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي.‏

ومضى ريابكوف قائلا : " لا تريد روسيا بناء علاقاتها مع الولايات المتحدة، أو أي بلد آخر، انطلاقا من منطق المواجهة أو وفقا لقواعد اللعبة القديمة مع نتيجة الصفر، إن ذلك أمر محكوم عليه بالفشل وغير فعال، لدينا تساؤلات نوجهها إلى الولايات المتحدة بشأن وجودها في بعض المناطق، بما فيها منطقة وسط آسيا، حيث يقال لنا لدى إنشاء نقاط استناد هناك أن ذلك أمر مؤقت، ثم يقال أن موعد القضاء على تلك النقاط قد يتغير، ومن المعروف أن الأمر المؤقت غالبا ما يتحول إلى أمر أكثر دائمية، وقد علمتنا التجربة أنه يصعب التصديق بأقوال الشركاء الأمريكيين".‏

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...