دمشق تحذر من إفشال مهمة العربي
حث الرئيس بشار الأسد أول من أمس الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على «عدم الانسياق وراء حملات التحريض والتضليل الإعلامي التي تتعرض لها سوريا» وفقا لما جاء في بيان رئاسي إثر اللقاء الذي جمع الطرفين في دمشق، بعد اتفاق مسبق على عدم التصعيد والتسريب الإعلامي، والذي وقف في طريق نية العربي زيارة دمشق الأسبوع الماضي بعد الاجتماع الوزاري العربي الطارئ.
وجاءت زيارة العربي، الذي أكد رفض الجامعة العربية لأي تدخل خارجي في الشؤون السورية، استباقا لاجتماع آخر لوزراء الخارجية العرب يعقد في القاهرة غدا سيتعرض للشأن السوري، وسيعرض فيه العربي سلسلة إجراءات الإصلاح التي اتخذتها القيادة السورية منذ أشهر وحتى الآن، وتلك التي ستتخذها قريبا وفق ما نقلت مصادر دبلوماسية .
وبدأت المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان زيارة إلى موسكو قالت إنها تهدف لوضع القيادة الروسية في ضوء «حقيقة ما يجري من أحداث في سوريا، وتبادل وجهات النظر مع المسؤولين الروس»، الذين استقبلوا الاسبوع الماضي وفدا من المعارضة السورية، في وقت كان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يعلن ان بعض المعارضين يمكن وصفهم بالارهابيين.
وأعلنت «سانا» أنه و«بمشاركة ممثلين عن كافة الفعاليات الشعبية والنقابية والحزبية وشخصيات أكاديمية واجتماعية تمثل جميع أطياف المجتمع بدأت جلسات الحوار الوطني في ريف دمشق وجامعة دمشق واللاذقية. وتركز جلسات الحوار على ثلاثة محاور رئيسية تتناول القضايا السياسية والاقتصادية والخدمية».
ميدانيا قالت مصادر مطلعة إن قائد ما يعرف بـ«جيش سوريا الحرة» المقدم حسين هرموش «بات في قبضة العدالة بعد عملية عسكرية نوعية» أدت لاعتقاله وعشرات من مساعديه في إحدى مناطق إدلب.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «حرييت» التركية أن الأسد غاضب على رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان، وأنه يعتبر تركيا شيئا وحكومة العدالة والتنمية شيئا آخر. وأشارت إلى ان كلام الأسد جاء في سياق الانطباعات التي خرج منها رئيس وفد حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض فاروق لوغ اوغلو الذي زار سوريا الأسبوع الماضي والتقى الرئيس السوري وشرائح اجتماعية في دمشق وحلب واللاذقية وعدة مدن أخرى.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأسد استقبل العربي الذي أكد حرص الجامعة والدول العربية على أمن سوريا واستقرارها، مشددا على «رفض الجامعة لكل أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية، ورغبتها في مساعدة سوريا لتجاوز هذه المرحلة التي تمر بها»، مؤكداً أن «الجامعة العربية لن تكون أبداً ممراً لاتخاذ قرار ضد أي دولة عربية. كما تم الاتفاق على عدد من الخطوات العملية لتسريع عملية الإصلاح في سوريا».
بدوره، أشار الأسد إلى «ضرورة عدم الانسياق وراء حملات التضليل الإعلامي والتحريض التي تستهدف سوريا»، منبهاً إلى «ما يجري من تزوير للحقائق، في محاولة لتشويه صورة سوريا وزعزعة الأمن والاستقرار فيها».
كما اطلع الرئيس السوري من العربي على الجهود التي تقوم بها الجامعة العربية من أجل إعلان قيام دولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة، حيث أعرب الأسد عن «دعم سوريا الكامل لهذه الجهود، ولكل ما من شأنه تحقيق مصلحة الفلسطينيين والعرب».
من جهته، أعلن العربي أن «الجامعة اتفقت مع الأسد على سلسلة إجراءات لإنهاء إراقة الدماء المستمرة منذ شهور في سوريا سيتم طرحها على اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة». وقال، في القاهرة لدى عودته من دمشق، انه «حث الرئيس السوري على الإسراع في خطط الإصلاح من خلال جدول زمني سيجعل كل مواطن سوري يشعر بأنه انتقل إلى مرحلة جديدة».
وأعلن العربي أنه «استمع إلى تقدير الأسد حول مجريات الأمور في سوريا، كما أطلعني على سلسلة من الإجراءات والقرارات والمراسيم التي أصدرتها الحكومة السورية وكان هناك تبادل صريح للآراء حول الإجراءات السورية اللازمة». وأضاف أنه «ركز على أهمية وجود الحوار الوطني المفتوح لكل القوى والشخصيات التي ترغب في الانضمام للحوار بصرف النظر عن انتماءاتهم، وذلك على أساس المصالحة الوطنية، وطرحت أن تؤدي الجامعة العربية دورا ميسرا لهذا الحوار وفق آلية يتم التوافق حولها».
وأشار إلى أن «هناك خطوات في مجال الإصلاح تم الاتفاق عليها من جانب القيادة السورية»، موضحا أنه «سيعرض هذه الخطوات في تقريره للمجلس الوزاري للجامعة، وما دار في هذه الزيارة».
وفي السياق ذاته، حذر مندوب سوريا الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف الأحمد من «استغلال أطراف عربية للأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية، وإصرار هذه الأطراف على الخروج عن غايات ومضامين العمل العربي المشترك، وسعيها لإفشال مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية في سوريا من خلال استغلال الجامعة في تمرير قرارات وإجراءات تسعى في النهاية لاستحضار التدخل الخارجي السافر في الشؤون الداخلية للدول العربية».
وحذر الأحمد، في اجتماع دوري للمندوبين لدى الجامعة العربية، من أن «الرؤية القاصرة لبعض العرب، والمبنية على مصالح زائفة وضيقة، إنما تستهدف بالنتيجة العلاقات العربية - العربية، وتضرب العمل العربي المشترك في الصميم وصولاً إلى القضاء بشكل نهائي على دور ووجود جامعة الدول العربية، باعتبارها التجمع الوحيد الذي يضمن استمرار هذه الأمة في مواجهة التحديات المفروضة على أمنها القومي، وعلى وجودها ودورها في المنطقة والعالم».
وأعلن الأحمد، بعد الاجتماع، أن «زيارة العربي لدمشق كانت موفقة، وكانت في حدود مهامه ومسؤولياته». وقال إن «الأمين العام لجامعة الدول العربية مرحب به في سوريا في كل حين لأنه ممثل العمل العربي المشترك، وسوريا من أولى الدول التي تدعم العمل العربي المشترك وتؤمن به وتريد أن تكون الجامعة العربية محور العمل العربي».
من جهتها وصلت شعبان إلى موسكو، أمس، في زيارة هدفها «تبادل الآراء» مع المسؤولين الروس. وقالت، من مطار موسكو، «إن روسيا بلد صديق تاريخيا لسوريا، وإن الحكومة السورية تكن مشاعر المحبة والاهتمام والامتنان للمواقف الروسية المتوازنة من كل الأزمات في الشرق الأوسط وما تمر به سوريا اليوم».
وأضافت شعبان إنها «ستضع القيادة الروسية في حقيقة ما يجري من أحداث في سوريا في ضوء التشويه الإعلامي المركز الذي يضخ الأكاذيب والشائعات عما يجري في أرض الواقع وستتبادل وجهات النظر مع المسؤولين الروس وتنقل لهم الموقف السوري بكل دقة والاطلاع على آرائهم أيضا».
وأعلن في دمشق، أول من أمس، (ا ف ب)عن تشكيل «تيار بناء الدولة السورية» الذي يهدف حسب مؤسسيه إلى «بناء دولة ديموقراطية مدنية، والعمل على تمكين السوريين وبخاصة الشباب من الانخراط العلني والفعال في الحياة السياسية والعامة»، مؤكدا على «تبنيه لأهداف الانتفاضة الشعبية» مطالبا بـ«إنهاء النظام الاستبدادي». ومن بين أعضاء التيار الذي أورد البيان أسماءهم لؤي حسين وسمير سعيفان ومنى غانم وإلهام عدوان وإياد شربجي وأكرم إنطاكي وريم تركماني (بريطانيا) وزهير البوش وسعد لوستان وفدوى سليمان.
كما عقد حوالى 40 معارضا سوريا مقيمين في المنفى اجتماعا في فيينا، وانشأوا حركة جديدة هي «اتحاد السـوريين في الخارج».
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر في الجالية السورية قوله إنه سيتم تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة تزامناً مع عقد اجتماعات وزراء الخارجية غداً. وكان معارضون سوريون يعيشون في الخارج عقدوا مؤتمراً صحافياً في القاهرة أمس الأول أعلنوا خلاله عن إطلاق أسبوع التضامن مع سوريا في مصر.
ميدانيا، قالت مصادر سورية إنه جرى إلقاء القبض على المقدم المنشق حسين هرموش، مؤسس ما يسمى «بجيش سوريا الحرة» مع مجموعته التي تضم 13 ضابطا وعنصرا، في عملية نوعية نفذها الجيش في شمال سوريا. وكان هرموش من أوائل الذين أعلنوا «انشقاقهم» عن الجيش السوري، لاجئا في تركيا أولا ومن ثم من الأراضي السورية حين أعلن تشكيل «لواء الضباط الأحرار» وعزمه «خوض كفاح مسلح ضد النظام السوري».
وعلمت «السفير» أن هرموش كان تحت أنظار الجيش السوري منذ أسابيع، لكن تعليمات القبض عليه حياً هي التي أخرت نتائج العملية، والتي جرت نهاية الأسبوع الماضي. ومن المتوقع أن يتم إعلان نتائج التحقيقات مع هرموش تلفزيونيا، والتي قالت وسائل إعلامية خاصة في سوريا إنها تطال دولا كتركيا وقطر.
وفي السياق نفسه، ذكرت محطة «anb» أن نتائج التحقيقات التي تجريها السلطات السورية أثبتت أن النائب اللبناني خالد الضاهر يمدّ المقاتلين بالمال والسلاح ويرسلهما كل يوم خميس إلى سوريا، وأن ملفاً جاهزاً بهذا الأمر سيسلم إلى السلطات اللبنانية.
على صعيد آخر، قال مصدر عسكري مسؤول إن «مجموعة إرهابية مسلحة قامت صباح أمس (الأول) بالاعتداء على حافلة مبيت تابعة للفرن العسكري قرب دوار الفاخورة بحمص». ونقلت «سانا» عن المصدر أن «الاعتداء أسفر عن استشهاد سائق الحافلة وإصابة العاملين في الفرن بجروح»، مشيرا إلى انه «تم الاشتباك مع المجموعة الإرهابية المسلحة من قبل القوى الأمنية المتواجدة في المنطقة».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد