دمشق وبغداد تتوّجان تقاربهما: اتفـاق علـى عـودة السـفيريـن
توّجت بغداد ودمشق، أمس، تقاربهما الأخير بالاعلان عن إعادة سفيريهما إلى مكان عملهما، بعد استدعائهما في العام 2009 إثر توتر العلاقات بين البلدين، فيما كان وفد من «ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي في إيران لإجراء مفاوضات مع زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر حول تشكيل الحكومة.
في هذا الوقت، واصلت واشنطن ضغوطها على العراقيين للإسراع بتشكيل الحكومة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن كلينتون بحثت مع زيباري في نيويورك «أهمية رؤية القادة العراقيين يتقدّمون، يأخذون قرارات ويشكلون حكومة». وأضاف إن «وزيرة الخارجية أشارت إلى أنها لضرورة حيوية أن يأتي الحل من داخل العراق، وأن هذا الأمر لا يمكن أن يأتي من الخارج».
وأعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في نيويورك حيث يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن حدة الخلاف بين دمشق وبغداد قد خفت. وقال «التقيت وزير الخارجية (وليد المعلم) لإبلاغه أن العراق قرر إعادة سفيره إلى دمشق». وأضاف «رحب بهذه الخطوة ووافق على إعادة سفيرهم إلى بغداد في أقرب وقت ممكن». ولم يشر زيباري إلى موعد عودة السفيرين إلى مهام عملهما.
وذكرت وكالة (سانا) إن المعلم بحث مع زيباري «العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، حيث أبلغ الوزير العراقي المعلم بقرار الحكومة العراقية عودة السفير العراقي إلى ممارسة مهامه في دمشق بأقرب وقت ممكن. من جانبه رحب المعلم بهذا القرار، وأكد عودة السفير السوري إلى بغداد في أقرب وقت أيضاً».
وكانت أزمة دبلوماسية اندلعت أواخر آب العام 2009 بين البلدين، بعد اتهام المالكي لدمشق بإيواء شخصين من البعث يقفان وراء سلسلة تفجيرات دامية في بغداد في 19 آب من العام ذاته أسفرت عن نحو مئة قتيل وأكثر من 600 جريح. وسحب العراق سفيره من سوريا التي ردت بسحب سفيرها.
وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ إن «الحكومة وافقت في جلستها الأخيرة على ذلك، كما وافقنا على أن تكون إعادة السفيرين في وقت متزامن». وأضاف إن «زيباري أدى دوراً في نيويورك لكي يتم الأمر بشكل متزامن. وافقت الحكومة على إعادة السفيرين لكن يتعين على زيباري ترتيب ذلك» مع المعلم.
وعما إذا كان العراق غير موقفه حيال المطالبة بتسليم المتهمين بالتفجيرات، قال الدباغ «ليس تماماً، فهذا الطلب ما يزال موجوداً. لا أقول إنهم سيقومون بتسليمهما». وأضاف «ليست هناك صلة بين إعادة السفيرين وهذا الأمر. فنحن لا نريد فرض مسألة الأمن على العلاقات، والشيء الأساسي الآن هو أننا نريد تعزيز العلاقات الاقتصادية، ونعتقد أن العلاقات بحاجة إلى التطوير بمبادرة حسن نية من الطرفين». وتابع «لا نريد التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، كما أننا بحاجة إلى أن يمتنع الآخرون عن أي تدخل في شؤوننا»، موضحاً «لقد اظهر السوريون بوادر ايجابية من حيث التعاون مع العراق لحماية سيادته وأمنه».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد