إسرائيل تنقل قوات إلى الشمال استعداداً «للحرب الكبرى»
في ظل الصمت السياسي الإقليمي، والسعي إلى إطلاق مفاوضات مباشرة بين إسرائيل وسلطة محمود عباس لا يتوقع لها الوصول إلى شيء، برزت إلى السطح معطيات ميدانية تعيد الاعتبار إلى خطر الحرب مع سوريا ولبنان.
قرر الجيش الإسرائيلي نقل لواء «كفير» الذي يخدم تاريخياً في الضفة الغربية إلى الحدود الشمالية «تحضيراً للحرب الكبرى»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «معاريف» أمس نقلاً عن مصادر عسكرية.
وقالت الصحيفة إن القرار الذي وصفته بـ«التاريخي» جاء في «ظل الضغط الذي مارسه قائد اللواء، العقيد أورن أفمن، والرؤية الاستراتيجية لقائد المنطقة الوسطى، الجنرال آفي مزراحي»، اللذين أديا إلى تطوير اللواء وصدور أوامر عن مزراحي الذي يخضع اللواء لإمرته بضرورة إعداده «استعداداً للحرب الكبرى التي قد تندلع في الشمال».
وأضافت «معاريف» أن التوجيهات تفيد بأنه تتعين الاستفادة من المهنية الكبيرة لمقاتلي لواء «كفير»، كما تجلت في القتال داخل المناطق المبنية، وعلى طول الجدار الفاصل، «وخصوصاً أن مؤشّر الإرهاب في الضفة الغربية في انخفاض مستمر».
ونقلت «معاريف» أن مزراحي أعلن في الآونة الأخيرة أن لواء «كفير» سيتدرب في محيط يحاكي لبنان وسوريا، وأنه من الآن فصاعداً ستنضم إلى كل تدريباته قوات مدرعة ومدفعية، وسيُعَدّ مقاتلوه للمشاركة في نشاطات عملانية على الحدود الشمالية العام المقبل.
ومن المقرر نقل اللواء على دفعات إلى الجبهة الشمالية، بحيث تنتقل في المرحلة الأولى كتيبة واحدة فقط بدءاً من العام المقبل، على أن تستغرق عملية دمج بقية الوحدات في البيئة الشمالية عدة سنوات، سيتحول اللواء في أعقابها إلى «لواء مناوِر» على شاكلة ألوية المشاة الأربعة المعروفين في الجيش، وهي: غولاني، غفعاتي، المظليون وناحل.
ومن المعلوم أن الجيش الإسرائيلي يخضع منذ حرب تموز 2006 لسلسلة من الخطط التدريبية التي تهدف إلى بناء الجهوزية وسط قواته في ظل حالة الترهل التي تكشفت فيها خلال الحرب. وليس سراً أن الجبهة الشمالية تحتل صدارة الاهتمامات في بناء هذه الجهوزية بوصفها الجبهة الأكثر خطورة بحسب التصنيفات الإسرائيلية، ما يفسر تعريف القوات المختلفة على طبيعة هذه الجبهة من خلال إرسالها إلى الخدمة فيها دورياً.
ويتألف «كفير» من ستة كتائب مشاة مختلفة تألفت في بداية التسعينيات لمساعدة قوات المدرعات في أعمالها في الضفة الغربية، وخلال الانتفاضة الثانية تقرر تحويلها إلى كتائب ذات هدف محدد للقتال في المدن الفلسطينية، وفي عام 2005 وُحِّدت الكتائب الستّ تحت إمرة لواء موحد ومستقل. واشتهر اللواء منذ إنشائه بممارساته القمعية وأعمال التنكيل بحق السكان الفلسطينيين، إضافة إلى إعلان مجندين فيه رفضهم تنفيذ أوامر إخلاء المستوطنات. وتشير الإحصاءات إلى أن اللواء مسؤول عن 70 في المئة من الاعتقالات التي نفذتها قوات الاحتلال في الضفة الغربية. وأظهرت تحقيقات أعدها الجيش الإسرائيلي أخيراً، أن اللواء تصدر ألوية المشاة الأربعة في نسبة الانضباط الداخلي بين عناصره، وأنه يحتل المرتبة الأولى لجهة عدد الجنود الذين ينتقلون منه للدراسة في كلية الضباط.
المصدر: الأخبار
إقرأ أيضاً:
العدوان الإسرائيلي المتوقع على سوريا
تسريبات حول خطة إسرائيلية لاستهداف حزب الله عبر سوريا
إضافة تعليق جديد