إيران تلقت عرضاً للتفاوض من الكونغرس الأميركي
جددت ايران اتهامها اميركا وقوات حلف الاطلسي في أفغانستان بالوقوف وراء التفجيرين اللذين نفذتهما جماعة «جند الله» بمدينة زهدان الايرانية الخميس الماضي، ووجهت تحذيراً الى باكستان من منح مأوى لمسلحي الجماعة، لكنها اعلنت ايضاً انها تلقت من الكونغرس الاميركي طلبا للتفاوض، بالتزامن مع تصويت البرلمان الايراني على مشروع قانون يلزم الحكومة بتحقيق الاكتفاء الذاتي في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، بما يشمل مواصلة تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20 في المئة.
- وأعلن رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني، علاء الدين بروجردي، أن الكونغرس الأميركي بعث رسالة عبر السفيرة السويسرية في طهران ليفيا لو أغوستي، يطلب فيها التفاوض مع ايران. وأوضح بروجردي لوكالة «مهر» للأنباء انه التقى السفيرة السويسرية في طهران في إطار بحث زيارة رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني لجنيف، وقال إن السفيرة باعتبارها ترعى المصالح الأميركية في ايران، طرحت خلال اللقاء مقترحات من ضمنها رغبة لجنة السياسة الخارجية الأميركية بالتحاور مع ايران.
وأشار بروجردي إلى أنه أكد للسفيرة السويسرية «ضرورة أن يغير الاميركيون نهجهم وإذا ما قاموا بالتغيير فإنهم سيلمسون تغييراً لدى الطرف الآخر»، ورداً على سؤال حول امكانية حصول تغيير وتطور خاص في العلاقات الثنائية قال بروجردي «لا اعتقد بحصول تغيير جديد في العلاقات بين ايران وأميركا».
في هذه الأثناء، صوت مجلس الشورى الايراني على قانون يطلب من الحكومة «ضمان امدادات الوقود المخصب بنسبة 20 في المئة لمفاعلات الابحاث والمفاعلات الطبية» في البلاد. وهذا القانون الذي يهدف الى «إحباط مؤامرات الولايات المتحدة وبريطانيا وحماية المكتسبات النووية السلمية» والذي تم التصويت عليه في قراءة اولى بـ171 صوتا مقابل 3 وامتناع 6، يطلب من الحكومة مواصلة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، ومواصلة جهودها لصنع الوقود لمفاعل الابحاث الطبية في طهران.
كذلك يلزم المشروع الحكومة بالعمل وفقاً لتعهداتها في معاهدة حظر الانتشار النووي بما يتلاءم مع موضوع ضمان الحقوق النووية المندرجة في هذه المعاهدة. وحضر وزير الخارجية منوشهر متكي الجلسة العلنية للمجلس نظراً لأهمية الموضوع، وقال إن هذا المشروع شامل ويتناسب مع إطار الالتزامات وحقوق إيران في الحصول على التكنولوجيا النووية السلمية. ويدعو المشروع إلى مواجهة أي تفتيش تتعرض له السفن الإيرانية وعدم الاستجابة لأية طلبات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذا كانت تتخطى معاهدة منع الانتشار النووي.
- إلى ذلك، وصف رئيس الجمهورية محمود احمدي نجاد حادث التفجير الارهابي المزدوج في مدينة زهدان بانه اجراء اعمى، وأوعز الى وزارة الخارجية بمتابعة هذه القضية عبر الحكومة الباکستانية. وقال نجاد في مستهل اجتماع الحكومة «ان هذا العمل الاجرامي هو تفسير حقيقي لبيان (الرئيس الاميركي باراك) اوباما في 12 حزيران الماضي، لانه اتهم في بيانه الشعب الايراني».
وأکد نجاد ان «قوات الناتو وأميرکا تدعم الارهابيين بالمال والمعدات» وصرح قائلا: «بالرغم من وجود مثل هذا الدعم يقوم الرئيس الاميرکي بإرسال برقية تعزية».
وأوعز نجاد لمساعد الشؤون القانونية في رئاسة الجمهورية بطرح شكوى إيرانية في المحافل الدولية على أساس الوثائق الموجودة، وأن يتم إجراء المتابعة اللازمة بشأن تعاون الـ«ناتو والكيان الصهيوني مع الإرهابيين».
وخاطب نجاد الحكومة الباکستانية قائلا، إنه «على هذا البلد ان يحسم موقفه من الارهابيين»، وأضاف «نحن مع الشعب الباکستاني والى جانبه، ولكن على أي حال ينبغي على حكومة هذا البلد تحمل المسؤولية». كما قال لاريجاني أن «باكستان هي مأوى للارهابيين ويجب أن تتحمل مسؤولية الموضوع»، فيما دعا بروجردي إسلام أباد «ألا تصبح الفناء الخلفي للأشرار»، في إشارة إلى جماعة «جند الله» التي تبنت تفجيري زهدان.
ونقلت وكالة «مهر» عن مساعد قائد الشرطة الايرنية، احمد رضا رادان انه تم توقيف 40 شخصا غداة الاعتداء وذلك بتهمة «التسبب في اضطرابات» في مدينة زهدان. وأكدت الشرطة ايضاً ان ستة «مجرمين» قتلوا الجمعة الماضي في مواجهات مع قوات الامن في محافظة سيستان بلوشستان، خلال المداهمات.
وكان نائب وزير الداخلية الايراني علي عبد الله قال في تصريحات نقلها موقع التلفزيون الايراني على الانترنت «إن المسؤولين عن هذه الجريمة تم تدريبهم وتجهيزهم خارج الحدود ثم قدموا الى ايران». وأضاف عبد الله «يجب ان يدرك اولئك الذين خططوا لهذه الجريمة وجهزوا من اقترفها، انهم في عداد المسؤولين». وحث افغانستان وباكستان المجاورتين على «مراقبة حدودهما».
ودعا المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي في رسالة وجهها لسكان محافظة سيستان ـ بلوشستان «المسلمين الشيعة والسنة الى التحلي بالصبر والحفاظ على الوحدة».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد