حريق «بفعل فاعل» يستهدف أوراق الامتحانات بجامعة حلب
صوبت العديد من شبكات الغش الامتحاني الاحترافية سهامها نحو صدر جامعة حلب التي لم تشهد مثل هذا الاستهداف من قبل، الأمر الذي ترك صداه في صفوف الطلاب الذين تساءلوا عن سرّ الهجوم الكاسح على مقدرات الامتحان في عصر تكنولوجيا وسائط الاتصال الحديثة.
وفي صباح الخميس الفائت باكراً نشب «حريق مفتعل»، حسب تصريح لرئيس الجامعة الدكتور نضال شحادة، في كلية الهندسة التقنية من شخص مجهول كسر زجاج غرفة امتحانية وأشعل النار فيها لكن سيارات الإطفاء أنقذت الموقف من كارثة احتراق الدفاتر الامتحانية لـ60 مادة لم تصدر نتائجها التي نقلت إلى غرفة آمنة. رئيس الجامعة ربط الحريق بـ«حالات تلاعب وغش امتحاني» كشفت عنه التحقيقات أخيراً أو بعمل «تخريبي» لا مبرر له في مثل هذا التوقيت. مصادر طلابية عزت الحديث إلى الاستياء من جور تصحيح المواد الامتحانية بطريقة تعسفية لا تقيم وزناً للإجابات الصحيحة!
وطالت حالات الغش الامتحاني قسم اللغة الإنكليزية عن طريق الأجهزة الخلوية، القاسم المشترك في معظم عمليات الغش المكتشفة. وتورط في العملية رئيس وأمين سر قاعة امتحانية وطلاب دراسات عليا ومراقبون من مديرية التربية بحلب وفروا الظروف المناسبة لكتابة الإجابات على الأوراق الامتحانية المؤتمتة دون حضور بعض الطلاب الـ12 المتورطين في العملية.
الموقوفون، الذين أحيلوا إلى القضاء، اعترفوا بتهريب الأسئلة الامتحانية إلى خارج القاعة للإجابة عنها في مكتب لتدريس اللغة الإنكليزية ثم نقل الإجابات الصحيحة على أوراق امتحانية نظامية مهربة تعاد للقاعة قبل انقضاء الوقت الامتحاني مقابل أجور مادية باهظة، وهي عملية سبق أن تم الكشف عنها ومصادرة الهواتف الخلوية والسماعات ووصلات الفيديو المستخدمة فيها.
وشهد الفصل الامتحاني الأخير الكشف عن شبكة غش امتحاني تتقاضى 100 ألف ليرة سورية مقابل النجاح في كل مقرر امتحاني. ولعبت المصادفة دوراً في الكشف عن الشبكة عندما أثار أحد الأشخاص داخل سيارة أمام كلية الاقتصاد الريبة في نفوس الطلاب بمكالماته الخلوية الكثيرة وبالأوراق التي يمسك بها ليتم القبض عليه وليعترف بشركائه في العملية وبآلية نقل المعلومات إلى الطلاب الـ50 المتورطين من خلال عدسات ليزرية لاسلكلية (بلوتوث).
ويلاحظ أن حالات الغش الفردية تناقصت خلال امتحانات الفصلين الدراسيين الأخيرين لمصلحة عمليات الغش الجماعية التي تلعب فيها تكنولوجيا الاتصال دوراً كبيراً. وضبطت إحدى طالبات كلية الآداب عندما كان زوجها رئيس قسم مادة «الإيطالية» اللغة الأوروبية الثانية يكتب لها الإجابات الصحيحة على ورقة الإجابة، حسب شهادة إحدى المراقبات، لكنه سرعان ما أتلف ورقة الغش!
خالد زنكلو
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد