إسرائيل بين التلويح بقوتها والتأكيد على عدم إرادة الحرب
أعلن نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بني غينتس أن قواته تملك القدرة على حسم أي حرب إذا نشبت لكن أحداً لا يريد الحرب لأن الخسارة فيها أكبر من الربح. بينما حذر رئيس الأركان السابق دان حلوتس من مغبة الاستمرار في بث الذعر في إسرائيل من الخطر النووي الإيراني وطالب بتسوية سلمية مع سوريا.
وفي كلمته أمام مؤتمر عقد في مركز دراسات الأمن القومي في تل أبيب يوم أمس، أعلن غينتس أن إسرائيل تملك القدرة على حسم الحرب إذا وقعت. وأضاف أن هناك تماثل مصالح بين إسرائيل والعالم الغربي في الصراع ضد التطرف، موضحاً أن «العلاقات بين إيران، حزب الله وسوريا تخلق واقعاً حساساً يمكن أن يتطور». وشدد غينتس على أن «التطرف يهددهم أكثر مما يهددنا»، وأضاف أن المشروع النووي الإيراني يهدد العالم بأسره وليس إسرائيل وحدها. وقال إنه «يستحيل تجاهل الخطر النووي الذي تطوره إيران. إنها مشكلة عالمية، وليست إسرائيلية وحسب. وبوسعها أن تخلق صيرورة غير صحية في الشرق الأوسط وأن تقود إلى سباق تسلح يجلب الخطر للعالم كله».
ورغم ذلك شدد غينتس على أنه لا يسع إسرائيل البقاء في موقع الضحية. «فليس لدينا سوى واجب أخلاقي يدفعنا للعمل بأقصى حد من الاتزان والأخلاق. ولا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بعدم الدفاع عن مواطنينا». وأضاف «أنا لا أجادل في حقنا الأخلاقي بالعمل»، لكنه أوضح أن أياً من الأطراف في المنطقة معني بالتصعيد. «فالجميع لديه ما يخسر أكثر مما يكسب».
وفي إطار المناورة الكبرى للجبهة الداخلية المسماة «نقطة تحول 4» والتي ستبدأ يوم الأحد المقبل سيتم للمرة الأولى إشراك السلطات المحلية العربية. وأوضحت صحيفة «معاريف» أنه في إطار المناورة هناك خطة لإخلاء آلاف اليهود من مدينة بتاح تكفا اليهودية بعد تعرضها للصواريخ إلى بلدة الطيبة العربية في المثلث. وقد طلبت سلطة الطوارئ القومية التي تشرف على المناورة من بلدية الطيبة الاستعداد لاستضافة 20 ألف «لاجئ» من بتاح تكفا.
وبحسب مصدر أمني إسرائيلي فإن بلدية الطيبة نالت علامات أفضل من بلديات يهودية في الاستعداد لمواجهة الطوارئ. وأوضح هذا المصدر أن العرب «أرادوا الإثبات أنهم لا يقلون جودة في الإدارة والتنظيم عن كل السلطات المحلية الأخرى في إسرائيل واستثمروا في ذلك الكثير من التفكير. لقد أظهرت بلدية الطيبة جدية وحنكة في مجال الحماية وإدراك القواعد أكثر من عدد من سلطات محلية يهودية معروفة». واضطر هذا المصدر مع ذلك للاعتراف بأن السلطات المحلية العربية في إسرائيل لا تتلقى ميزانيات كافية الأمر الذي يمس بقدرتها على الاستعداد لمواجهة الطوارئ.
ومعلوم أن المناورة الكبرى «نقطة تحول 4» ستبدأ يوم الأحد وتصل إلى ذروتها يوم الأربعاء بإطلاق صافرات الإنذار في كل أنحاء إسرائيل داعية الجمهور للنزول للملاجئ أو للغرف الآمنة. ويشار إلى أن التركيز في المناورة هذه المرة يقع في منطقة تل أبيب وليس على المناطق الحدودية مع غزة ولبنان وسوريا كما جرت العادة. وتقوم فرضية العمل على أساس نجاح الصواريخ من سوريا ولبنان وغزة في إصابة أهداف دقيقة كالمقرات القيادية وقواعد سلاح الجو ومخازن الذخائر والطوارئ.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق الجنرال دان حلوتس فاجأ الحضور في «لعبة الحرب» التي أجريت أمس الأول في مركز هرتسليا بإعلانه أن بوسع إسرائيل التعايش مع امتلاك إيران لقنبلة نووية. وشدد على أنه «محظور المبالغة في احتمال إيران نووية، ومحظور بث الذعر في شعب كامل بمعان كارثية. فنحن لا نقترب من كارثة يحاولون خلقها». وأضاف أن أحد السبل للتقليل من أهمية الموضوع النووي الإيراني هو «فرض عزلة سياسية».
وطالب حلوتس بالتركيز على المفاوضات مع سوريا، في محاولة لعزلها عن محور إيران حزب الله. وقال إن «الأثمان معروفة، وفقط نحتاج لمن يتخذ القرار». وأكد أن «القرارات ليست سهلة، وغير بسيطة ولكن ينبغي اتخاذ القرار حول الوجهة التي نريد. فإذا قلنا لا، ينبغي أن نعرف كيف نفعل المطلوب لنحارب من أجل القرار».
من جانبها حذرت زعيمة حزب كديما المعارض، تسيبي ليفني التي شاركت هي الأخرى في لعبة الحرب من تسليم العالم بإيران نووية. وقالت إنه يجب التقدم بالعملية السلمية من أجل دفع كل دول المنطقة للتركيز على الخطر الإيراني. وفي نظرها فإن «الدول المعتدلة في المنطقة ترغب في إزاحة الصراع مع إسرائيل عن جدول أعمالها لأن هذا الصراع يثير جلبة وخطراً فعلياً على سلطتها».
من جانبه دعا المفكر السياسي الإسرائيلي درور حزقيل الذي كان عضوا في لجنة فينوغراد إلى التزام إسرائيل الهدوء في حال امتلاك إيران قنبلة نووية. وقال إن «السلاح الإيراني يهدد الآخرين أكثر مما يهددنا. لذلك محظور شن الحرب على إيران، أو استفزازها أو تشجيع تغيير نظامها الحاكم». وأضاف أنه إذا هاجم «حزب الله» إسرائيل فينبغي الرد عليه وكأن إيران ليست دولة نووية. ومع ذلك شدد على وجوب إعلان إسرائيل أنه إذا استخدمت إيران سلاحا نوويا ضدها، فإن الجمهورية الإسلامية لن تبقى على وجه الأرض بعدها.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد