إسرائيل تناقـش احتمـالات «الحـرب الأشـد قبحـاً»
يسود الاعتقاد في الجيش الإسرائيلي، بحسب صحيفة «معاريف»، بأن «حزب الله» غير معني حاليا بصدام واسع، فيما تعتقد صحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من حكومة بنيامين نتنياهو، أن رفض الرئيس السوري بشار الأسد لاستمرار حالة «اللاسلم واللاحرب» يعيد الأوضاع إلى تلك التي سبقت حرب تشرين العام 1973. وفي كل الأحوال، فإن العسكريين الإسرائيليين باتوا يناقشون طبيعة الحرب المقبلة، وثمة منهم من يرون ان القرار 1701 يعيق انفجار أي حرب.
وكتب المعلق الأمني في «معاريف» عوفر شيلح، ان إسرائيل صارت تمنح نفسها حرية العمل ضد تهريب الأسلحة إلى أعدائها، وأنها بهذا المعنى، ووفق ضابط إسرائيلي رفيع المستوى، كانت مؤخرا قريبة من ضرب قوافل في سوريا. وكتب أن اسرائيل أقرت في السنين الاخيرة سياسة تفيد بأن السلاح المنقول الى «منظمات الارهاب»، هو هدف مشروع، حتى لو كان ذلك على أرض دولة ذات سيادة أخرى. وهذا ما حدث، وفق ما نشر، خلال غارات سلاح الجو في السودان، وهي واحدة من إجراءات كثيرة لمحاربة طرق التهريب الى قطاع غزة، حظيت، خلافا لغيرها، بنشر علني.
وأشار شيلح إلى ما تردد حول نقل صواريخ «سكود» من سوريا إلى لبنان. فشدد على أن فرضية العمل الأساسية في الجيش الإسرائيلي هي أن «كل ما يتوفر في المخازن السورية سيجد طريقه في نهاية المطاف إلى لبنان». وكتب أنه «يجب أن نفسر الانباء التي نشرت هذا الأسبوع في صحف عربية، والتي صدقها مســؤولون إســرائيليون كـبار نـصف تصديق على أنها تحذير بصيغة: نحن نعلم ما الذي تفعلونه، وعندما تفعلون شيئا لا نوافق عليه حقا فستعلمون».
ورأى أنه يخطئ من يظن أن المواجهة المقبلة مع «حزب الله» ستكون مثل المواجهات السابقة. وقال «انهم هناك أيضا يستخلصون الدروس: فهم يتحصنون داخل الأرض، ويدخلون المنطقة المبنية، ويزيدون الأعداد، وينتشرون على مسافة أبعد. من العمق وإلى العمق، كما يسمون ذلك في الجيش الاسرائيلي». وخلص إلى أن التقدير في إسرائيل لم يتغير، وهو أن «حزب الله» لا يريد مواجهة.
أما حامي شاليف في «اسرائيل اليوم»، فكتب عن امتلاك «حزب الله» لـ44 ألف صاروخ، لافتا الى أن الكثير من الإسرائيليين يشعرون بأن هذه الصواريخ التي يصيب بعضها تل أبيب، ستنطلق بالتأكيد ذات يوم. وأوضح ان الاسد يحذر إسرائيل منذ شهور طويلة من مغبة ما سيحدث لأن حالة «اللاسلم» و«اللاحرب» لا يمكن أن تدوم. وحذر من الاستخفاف بالدعوة السورية للسلام التي تشبه الدعوة المصرية بعد عام الحسم 1971، وهما دعوتان تعاملت وتتعامل معهما الحكومة الإسرائيلية بنوع من الاحتقار «لأننا فضلنا آنذاك شرم الشيخ بلا سلام على عكس ذلك، ويوجهنا التوجه ذاته نحو هضبة الجولان اليوم».
ومع ذلك، خلص شاليف إلى أن وزير الدفاع ايهود باراك، ورئيس الأركان غابي اشكنازي، ورئيس شعبة الاستخبارات عاموس يدلين، يؤمنون بأن الأسد يريد تحقيق سلام كامل في مقابل انسحاب كامل. وينسب الثلاثة أهمية إستراتيجية عليا لتسوية تبعد خطر الحرب الشاملة، وتدق اسفينا بين دمشق وطهران، وتضعف حماس و«حزب الله»، وتقوي «المعتدلين» في العالم العربي. بل ربما تنهي حالة الطريق المسدود مع الفلسطينيين.
وينقل المراسل العسكري لـ«معاريف» أمير بوحبوط، عن أوساط عسكرية إسرائيلية، قولها ان سوريا لا يمكنها أن تسير على حافة الهاوية وقتا طويلا. ويعزو هؤلاء ذلك إلى الوضع الاقتصادي لسوريا الذي لا يحتمل في نظرهم هزات كبيرة ناجمة عن ضرب البنى التحتية. واعتبر هؤلاء أن إسرائيل لن تبقى مكتوفة اليدين إذا استمرت اللعبة السورية وقتا طويلا. وفي نظرهم، فإن استخدام «حزب الله لأسلحة دقيقة، يشكل قفزة حادة وواضحة».
وكتب بوحبوط ان «إسرائيل لن تحتمل مرة أخرى ضرب البارجة حانيت، ولا ضرب منشآت حساسة داخل أراضيها. وبناء عليه، فإن المواجهة المقبلة ستكون الأشد قبحا.. فمن أجل تحقيق الردع لفترة أطول، ولإنهاء الحرب بفترة أقصر، سيضطر جنود الجيش الإسرائيلي للضرب بشدة لم يسبق لها مثيل في لبنان وفي سوريا وفي كل من يحاول أن ينضم للمعركة من أجل الإثقال على إسرائيل».
ونقل عن ضابط استخبارات المنطقة الوسطى الأسبق رونين كوهين، قوله في بحث جديد له، ان التخلص من الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في مستهل أي معركة، يسهّل تحقيق أهدافها خلال وقت أقصر. ويشدد على أن القرار 1701 أفقد بقدر ما «حزب الله» بعض فعاليته، مما جعله يركز في هذه الفترة على زيادة قوته. ودليله على ذلك هو عدم إقدام «حزب الله» على مهاجمة إسرائيل خلال هذه الفترة، وتعزيز فعله السياسي في لبنان. وبحسب كوهين، فإن «حزب الله يتحول ببطء شديد من منظمة إرهابية، إلى حركة سياسية».
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد