دمشق تتهم تل أبيب بالتهيئة لعدوان محتمل
نفت دمشق المزاعم الاميركية والاسرائيلية حول نقلها صواريخ «سكود» الى حزب الله. ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، قوله إن «إسرائيل تطلق منذ فترة حملة تصريحات تزعم بأن سوريا تقوم بتزويد «حزب الله» في لبنان بصواريخ «سكود». ان سوريا إذ تنفي بقوة هذه المزاعم، ترى أن إسرائيل تهدف من خلالها إلى المزيد من توتير الأجواء في المنطقة، وإلى خلق مناخ يهيئ لعدوان إسرائيلي محتمل، وذلك للتهرب من تلبية متطلبات السلام العادل والشامل».
وكانت السفارة السورية في واشنطن، ذكرت في وقت سابق ان الاتهامات الاسرائيلية محاولة «لصرف الاهتمام العالمي» عما تقوم به اسرائيل من بناء استيطاني واحتلالها لأراض عربية وترسانتها النووية المفترضة و«مواصلتها التسلح» بأسلحة اميركية. ورأت ان هذه الاتهامات تهدف ايضاً الى «زيادة وتيرة التوتر في المنطقة، وتبرير هجوم إسرائيلي، والقضاء على أي اقتراح للسلام، وفرض املاءاتها على سياسات السيطرة على السلاح في المنطقة في وقت تخزن هي أكثر الأسلحة تطوراً وفتكاً».
وكانت وسائل الإعلام الاسرائيلية قد نقلت عن مسؤول إسرائيلي، قوله ان صواريخ «سكود» كانت تهرّب الى «حزب الله» على مدى الشهرين الماضيين، في وقت قال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلنائي «أفضل عدم الدخول في التفاصيل، لكن كل ذلك يعكس الواقع الذي يحيط بنا مع أعداء يفعلون كل شيء ليعززوا انفسهم، واسرائيل عليها ان تكون مستعدة». وتابع «سنقوم في نهاية الشهر المقبل بتدريب عسكري لمواجهة هذا الواقع كما فعلنا العام الماضي».
وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا ستعتبر قيام سوريا بنقل صواريخ «سكود» الى «حزب الله» «أمراً مثيراً للقلق» إذا ما تأكد. ودعت مساعدة المتحدث باسم الوزارة كريستين فاج «الى الاحترام التام لقرار مجلس الامن الرقم 1701 بكل مندرجاته».
وأضافت فاج «أذكركم بأن هذا القرار ينصّ على حظر الاسلحة الى لبنان اذا لم تسمح بها الحكومة اللبنانية او اليونيفيل». ورأت أنه «نظراً الى وجودنا في لبنان، وخصوصاً وجودنا العسكري في إطار قوة اليونيفيل، فإن هذه المسائل الأمنية غالباً ما تطرح مع الأطراف المعنية بهدف توفير الظروف لجو من التهدئة».
وكان قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال ديفيد بتراوس، دخل يوم الثلاثاء الماضي على الخط، قائلاً في «معهد وودرو ويلسن» الاميركي، ان اسرائيل «قلقة من تزويد إيران لحزب الله وحماس بصواريخ بعيدة المدى، صارت أكبر فأكبر». واعتبر ان مشكلة العالم مع ايران تتعدّى بكثير برنامجها النووي، اذ تقوم طهران «بتمويل وتدريب حزب الله في لبنان، وحماس في قطاع غزة، و(كان هناك) اعتراض لأسلحة من أنواع مختلفة، ووسائل مساعدة أخرى في طريقها (إليهما)». وتابع «كل هذه الأمور تثير القلق.. لدى شركائنا في اسرائيل».
الى ذلك، رفض حزب الله التهديدات الصاروخية, وقال النائب حسن فضل الله لوكالة «رويترز»، إن «الموقف الاميركي هو تهديد للبنان»، مضيفاً «ان هذه الضغوط الاميركية والتهويل الاسرائيلي لن يؤثرا على خيارنا والتزامنا الدفاع عن بلدنا بكل الوسائل.. ان هذا التدخل الأميركي الذي تبنى الموقف الإسرائيلي بالكامل، هو محلّ إدانة ورفض من قبل لبنان».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد