السوق بين الترفي والضروري..تغيرت الأيام والسعر واحد!
سلّم الناس بداية 2008 بقضاء الله وقدره حين أصابت موجة الصقيع مواسم المزارعين، معتبرين أن ارتفاع الأسعار الذي نتج عن ذلك لن يستمر طويلاً لكونه مرحلةً لابد أن تنتهي، وسريعاً لا محالة، لكنّ آمالهم تبددت مع حلول الربيع، حين أعلنت الحكومة أول أيام أيار من العام الماضي تحريراً جزئياً لأسعار المشتقات النفطية، ليتحول سبب ارتفاع الأسعار من موجة الصقيع القاسية وارتفاع أسعار الغذاء عالمياً، إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل محلياً، بالإضافة إلى طمع البعض في تحقيق أرباح أعلى مقابل أعمال السمسرة بين جهد المزارعين وقوت الناس. فهل يشهد عام 2009 تسليم الناس بقضاء الحكومة وقدرها هذه المرة؟!
«لا تزال الأسعار مرتفعة، وبصريح العبارة سنكتفي بالضروريات» تقول امرأة في سوق باب سريجة على مسمع من البائع الذي يردّ عليها: «ليش مفكرة أن أسعار الضروريات أقل؟»، ويدخلان في جدل حول تعريف الضروريات لننتقل إلى زاوية أخرى في السوق الكبيرة وتسأل عن الضروريات وأسعارها. وبعد لأي طويل اتضح أنه يمكن اختصار الضروريات بـ«الخبز والماء والدفء والدواء»، وإذا كانت ربطة الخبز بـ20 ل.س (تكفي الفرد يومين)، وليتر الماء المعلب بـ15 ل.س (يحتاج الفرد من 2 إلى 3 في اليوم)، وليتر المازوت بـ25 ل.س (يحتاج الفرد من 1 إلى 2 في الشتاء)، وقصبة «حب وجع الرأس» بـ15 ل.س (يحتاجها الفرد في حال نقص أي من السابق)، فإن مجموع تكاليف ما يحتاجه الفرد المستقل المقيم في بيت ملاصق لبائع الخبز والماء يومياً يقدر وسطياً بـ«80 ل.س» فمن الممكن أن يكمل هذا الفرد حياته لشهر كامل بتكلفة لا تتجاوز 2400 ل.س باستثناء تكاليف المواصلات التي يمكن تقديرها للساكن على مسافة ميكروباص من عمله بـ600 ل.س شهرياً، لكن هل هذه هي الحياة التي يتمناها السوريون؟! بالتأكيد لا! إذ إن 90% من الناس يخرجون من بيوتهم يومياً باتجاه أبعد من ميكروباص واحد، ويشترون البطاطا والشاي ويشعلون الأضواء في بيوتهم (رغم تنبيهات الحكومة لهم بعدم الهدر) ويشاهدون التلفاز ويتكلمون في هواتفهم (الأرضية والمحمولة)، وأحياناً تسول لهم أنفسهم أن يشتهوا طعاماً مترفاً، أو أن يستمتعوا برفقة صديق لهم في مقهى رخيص (ثمن كوب الشاي فيه 50 ل.س)، لتصبح تكاليف العيش «المرفّه» نحو 10 آلاف في الشهر في أضعف الإيمان، لكن للفرد الواحد.. نعم للفرد الواحد وليس لعائلة مؤلفة من أربعة أفراد يسكنون في بيت مستأجر بعيداً عن نشاطات المدينة الصاخبة نحو «ميكروباصين ونصف»، أي نحو 25 ل.س ذهاباً ومثلها إياباً للفرد!.. فتأمل يا رعاك اللـه حسب قول الدكتور توفيق البجيرمي في برنامجه الشهير «طرائف من العالم».
وهذه بعض جداول للتأمل حول أسعار بعض الضروريات الحياتية في أسواق دمشق أمس:
الخضار:
السلعة كغ/ل.س الحركة
باذنجان 30 نازل
بصل (أحمر) 25 ثابت
بطاطا 25 نازل
بندورة 30 نازل
خيار 35 نازل
كوسا 35 ثابت
المنتجات الحيوانية:
السلعة كغ/ل.س الحركة
بيض (صحن) 140 نازل
جبنة بيضاء 150 ثابت
جبنة (شلل) 230 ثابت
فروج (نيء) 110 ثابت
لبن 35 ثابت
لبنة (مصفاة) 100 طالع
مواد أخرى:
السلعة كغ/ل.س الحركة
برغل 40 نازل
رز 70 طالع
السكر 30 ثابت
فول (يابس) 80 نازل
حمص (يابس) 80 نازل
وسيم الدهان
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد