غموض حول المبادرة المصرية وحماس ترفض القوات الدولية

08-01-2009

غموض حول المبادرة المصرية وحماس ترفض القوات الدولية

شهدت الساعات الماضية غموضا حول مصير المبادرة التي طرحتها مصر لإيقاف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث لم تحسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" موقفها وقال ممثلها في لبنان أسامة حمدان إن الحركة تريد التريث خاصة أن هناك أفكارا أخرى مطروحة سواء من تركيا أو من دول غربية.

وأكد حمدان أن حماس لم تقرر حتى الآن موقفا رافضا للمبادرة، لكنه تساءل في الوقت نفسه عن الهدف منها وما إذا كانت صدرت بالتنسيق مع بقية الدول العربية، قبل أن يؤكد أن ما لم تحصل عليه بإسرائيل بالعدوان لن تحصل عليه بالسياسة.

وفي وقت سابق من الأربعاء أكد حمدان أن أي مبادرة يجب أن تقوم على وقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر، مشددا على رفض حماس القاطع لأي قوات دولية لأنها -حسب قوله- تهدف لحماية إسرائيل.

وكان وفد تابع لحركة حماس قد استمع إلى وجهة النظر المصرية التي تدعو الحركة إلى الإسراع بإعلان قبول وقف إطلاق النار من أجل إحراج إسرائيل والمساعدة في إقرار مشروع قرار عربي في مجلس الأمن ينهي العمليات العسكرية.

وشرح وفد حماس بدوره موقف الحركة الذي يتلخص باستعدادها لدراسة مقترحات مفصلة بشأن وقف إطلاق النار والعودة إلى التهدئة وفتح المعابر مع استئناف جهود المصالحة الفلسطينية، فيما أفادت مراسلة الجزيرة لينا الغضبان بأن المقترحات المصرية تتمثل أساسا في وقف فوري لإطلاق النار قبل الانتقال إلى تهدئة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.

من جهتها أيدت الولايات المتحدة المبادرة المصرية وقالت وزيرة خارجيتها كوندوليزا رايس أمام مجلس الأمن إن واشنطن تصر على أن تكون الهدنة "دائمة وقابلة للاستمرار" وألا ينتج عنها عودة الوضع على الأرض كما كان قبل بدء الحملة الإسرائيلية التي بدأت في 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وقالت رايس إنها ضغطت على إسرائيل للمضي قدما بشأن هذه الخطة التي أظهرت تل أبيب ترحيبا حذرا بها وقال المتحدث باسم حكومتها مارك ريغيف إن المبادرة "يجب أن تحقق الهدوء في جنوب إسرائيل وتمنع حركة حماس من إعادة تسليح نفسها".

في الوقت نفسه قالت مصادر سياسية إسرائيلية إن رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع عاموس غلعاد سيتوجه إلى القاهرة الخميس لبحث المبادرة التي لقيت ترحيبا من الاتحاد الأوروبي وكذلك من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

- يذكر أن المبادرة المصرية تبقى حتى الآن أقرب إلى مجموعة من المبادئ التي تحتاج إلى مفاوضات مع أطراف مختلفة لتحويلها إلى خطة مكتملة وواضحة، علما بأن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا توقع صعوبة في التوصل إلى صيغة ترضي جميع الأطراف.
 وتتضمن المبادرة التي توسطت فيها فرنسا بشكل جزئي عدة عناصر، أولها قبول إسرائيل والفصائل الفلسطينية بوقف فوري لإطلاق النار لفترة محددة بما يتيح فتح ممرات آمنة لتقديم مساعدات الإغاثة لأهالي غزة ويتيح لمصر مواصلة تحركها للتوصل إلى وقف شامل ونهائي لإطلاق النار. 

كما تتضمن المبادرة دعوة مصر كلا من إسرائيل والجانب الفلسطيني لاجتماع عاجل من أجل التوصل للترتيبات والضمانات الكفيلة بعدم تكرار التصعيد الراهن ومعالجة مسبباته بما في ذلك تأمين الحدود وبما يضمن إعادة فتح المعابر ورفع الحصار.

ولقيت المبادرة المصرية انتقادا حادا من جانب المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف رغم أنه قال إنه لا يعرف بنودها، لكنه أشار إلى أن ترحيب الولايات المتحدة بها يثير المخاوف، معتبرا أنها لم تظهر إلا بعد أن بدأت المقاومة في توجيه ضربات للاحتلال الإسرائيلي.

المصدر: الجزيرة+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...