باراك يزعم إحباط عمليتين لحزب الله
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس، للمرة الثانية خلال أسبوع، أنه تم إحباط محاولتين على الأقل لاستهداف مصالح إسرائيلية في الخارج. ويأتي هذا التأكيد، في ذروة التحذيرات الأمنية للإسرائيليين في الخارج من محاولات استهدافهم من قبل »حزب الله«، سواء بالأذى أو الاختطاف. وأشارت الأنباء الإسرائيلية في الأيام الأخيرة الى تحذيرات مباشرة لعدد من الجنرالات السابقين، الذين يعملون في دول إسلامية أو عربية.
وقال باراك »لقد أحبطنا، بالتعاون مع جهات أجنبية، عمليتين على الأقل في زاويتين مختلفتين في العالم. ومن الجلي لنا أن هناك خطراً، بعضه على ضباط كبار سابقين، يصلون إلى دول إسلامية من دون تنسيقات حماية«. وأضاف إن على المؤسسة الأمنية أن تعمل من أجل إحباط هذه المخاطر، مشدداً على أن »من الخطأ القول إن الأمر غير جدي«.
ودعا باراك الضباط الذين يعملون في الخارج، إلى تشديد يقظتهم. وقال »أن تكون إسرائيلياً فهذا مبعث فخر كبير ولكن هذه أيضا مسؤولية... فعلى الضباط الإسرائيليين، الموفدين الرسميين أو غير الرسميين بل وحتى المدنيين الإسرائيليين في العالم، إبداء اليقظة والإصغاء لكل تحذير«.
وأشار باراك إلى تسلح »حزب الله« في لبنان، قائلاً »كلنا قلقون من تعاظم حزب الله، المستمر منذ عامين كاملين. وهذا تعاظم لم يسبق له مثيل منذ إنشاء هذا التنظيم«، مضيفاً أن لدى »حزب الله« حالياً حوالى ٤٠ ألف صاروخ تستطيع الوصول إلى يروحام وديمونا وعراد في جنوب إسرائيل.
وأعلنت في إسرائيل مؤخراً حالة تأهب قصوى، جراء تزايد الإنذارات حول نوايا »حزب الله« بالثأر لاغتيال الشهيد عماد مغنية. وتكررت في الشهور الأخيرة تحذيرات مشددة للإسرائيليين عموماً ولكبار الضباط ورجال الأعمال بشكل خاص، للخروج من مناطق معينة ولإبداء اليقظة القصوى في مناطق أخرى. وجرى التركيز، في وقت ما، على دول غرب أفريقيا بل وفي دول عربية وإسلامية كمصر والأردن والعراق وأندونيسيا وتركيا. وبرغم التكتم الذي تبديه الجهات الرسمية الإسرائيلية إزاء المناطق المستهدفة، فإن هناك العديد من الإيحاءات بأن التحذيرات الأخيرة تتعلق بدول خليجية عربية. ويدخل في هذا التصنيف ليس الدول الخليجية فحسب، وإنما العراق أيضا. وثمة تلميحات الى أن الجنرالات الذين أشيع مؤخراً أنه تم سحبهم من دول إسلامية، يتعاملون معها، ليسوا في الحقيقة سوى تجار سلاح. وأشارت صحيفة »هآرتس« إلى أنه في نطاق التحذيرات من مغبة الوقوع في أيدي »حزب الله«، أمر باراك رجال وزارته في نهاية الاسبوع الماضي بالبحث عن سبل قانونية وقضائية لإجبار ضباط كبار متقاعدين في الجيش الاسرائيلي وفي أذرع الأمن الأخرى، على العودة الى اسرائيل من دول معينة لا علاقات دبلوماسية لإسرائيل معها. ولكن التلفزيون الإسرائيلي أوضح أمس أنه، وللمرة الأولى في تاريخ إسرائيل، ستعمد أجهزة الأمن بالتعاون مع أجهزة الأمن المحلية الى توفير حماية للإسرائيليين في مناطق يتواجدون فيها بكثرة، وذلك عبر إرسال حراس أمنيين إسرائيليين الى عدد من الدول لحماية مراكز يهودية. وهذا ينطبق على العديد من دول أوروبا الشرقية التي فيها مقامات ومزارات لليهود وعدد من الدول الآسيوية التي يزورها الإسرائيليون للسياحة.
وأشارت صحيفة »إسرائيل اليوم« إلى أن اسرائيل تتخوف من قيام منظمات، بينها »حزب الله«، باختطاف أولئك المسؤولين الذين يعملون في شركة اميركية يملكها رجل اعمال إسرائيلي سابق. وكما نشر، فإن الحديث يدور عن عشرات الضباط الذين يكسبون مبالغ طائلة واختطافهم من شأنه ان يلحق ضرراً امنياً كبيراً بالدولة.
وأوضحت »هآرتس« أن التحذيرات الأخيرة تعلقت بجنرال احتياط احتل مناصب عليا في هيئة الأركان وهو يعمل برفقة ضباط كبار آخرين من المتقاعدين. وكانت وسائل إعلامية إسرائيلية قد ذكرت أن هذا الجنرال الذي لم يذكر اسمه، لم يصل أبدا الى الدولة الإسلامية التي جرى تحذيره من الوصول إليها. ولكن »هآرتس« أفادت أنه يقيم حاليا في الولايات المتحدة ونقلت عنه قوله إن »قدميَّ لم تطآ أبداً أرض أي دولة إسلامية«. ومع ذلك، اعترف بأن له أعمالا تجارية عديدة مع دولة إسلامية وأن اللقاءات معه بشأن هذه الأعمال تتم في دولة أوروبية. وأكد أن نشاطه هذا يتم بالتنسيق مع طاقم مكافحة الإرهاب ومع وزارة الدفاع. وشدد هذا الجنرال لـ«هآرتس« على أنه لا يعمل وحيدا في تلك المنطقة التي يجري تحذيره من الوصول إليها، وإنما هناك ١٥ شركة إسرائيلية، بينها شركات أمنية، تعمل فيها. وذكرت »هآرتس« أنه يعمل في الشركة التي يعمل فيها هذا الجنرال، عدد من الجنرالات السابقين الذين أنهوا علاقاتهم مع رجل الأعمال الإسرائيلي الذي يمتلك هذه الشركة. وتتخصص هذه الشركة في بيع منظومات سلاح متطورة من صنع إسرائيلي، وقد تعاظم نشاطها بشكل كبير مؤخراً.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد