الاحتلال يفشل في اجتياح مدينة الصدر فيقصفها بالطيران

15-04-2008

الاحتلال يفشل في اجتياح مدينة الصدر فيقصفها بالطيران

طالب الزعيم العراقي مقتدى الصدر، أمس، بتكريم الجنود وعناصر الشرطة الذين أعلنت السلطات العراقية طردهم، أمس الأول، لعدم قتالهم ميليشيا «جيش المهدي»، بعد إعادتهم إلى مراكزهم.
وأجبرت المقاومة الضارية لعناصر ميليشيا «جيش المهدي» قوات الاحتلال الأميركي على استبدال عمليات التوغل في مدينة الصدر بالغارات الجوية، بحجة وقف إطلاق الصواريخ من المنطقة على المنطقة الخضراء، وذلك بعد ساعات من قتلها ستة «مسلحين» في قصف من الدبابات وغارات جوية.
إلى ذلك، وافق المشاركون في الاجتماع الثاني للجنة التعاون والتنسيق الأمني لدول جوار العراق، في ختام أعمالهم التي استمرت يومين في دمشق، على تكثيف التعاون الأمني، وأشادوا بالتعاون بين العراق ودول الجوار، وخصوصا سوريا، في مكافحة الإرهاب. وأكدوا أن ضبط الحدود مسؤولية مشتركة بين الجميع.
وفي الرياض، بحث وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل مع سفير الولايات المتحدة لدى العراق ريان كروكر وقائد قوات الاحتلال ديفيد بتراوس تطورات الأوضاع العراقية. وكان الرئيس الأميركي جورج بوش أعلن انه سيرسلهما إلى الرياض للضغط عليها من اجل إعادة فتح سفارتها في بغداد.
وقال الصدر، في بيان أصدره مكتبه في النجف، «إن جميع الإخوة في الجيش والشرطة الذين تخلوا عن سلاحهم لأخوتهم (في جيش المهدي)، إنما كان طاعة لاوامر مراجعهم الدينية العليا وقادتهم وحوزتهم لوازع ديني ليس إلا». وأضاف «أدعو جميع الجهات المختصة إلى إعادة النظر بقرارها طرد أولئك الأشخاص من سلك الجيش والشرطة. أنا أطالب بإعادتهم (إلى وظائفهم) بعد تكريمهم على طاعتهم لدينهم وإخلاصهم لوطنهم».
وكانت وزارة الداخلية قررت، أمس الأول، طرد 1300 شرطي وجندي عراقي في البصرة والكوت بسبب عدم قيامهم «بواجبهم» خلال عملية «صولة الفرسان» في آذار الماضي.
وقال قائد قوات الاحتلال الأميركي في بغداد الرائد جيفري هاموند إن القوات الأميركية والعراقية لا تخطط لمزيد من التوغل داخل مدينة الصدر حيث تتواصل الاشتباكات المتقطعة. وأوضح أن قوات الاحتلال تتمركز حاليا في القسم الجنوبي من المدينة، و«ليست هناك خطط للذهاب ابعد من ذلك».
وأكد هاموند أن الهدف الأساسي لدخول مدينة الصدر يتمثل في وقف إطلاق الصواريخ باتجاه المنطقة الخضراء. وقال «هدفي هو إبعاد الصواريخ من عيار 107 ملم عن المدى» كي لا تصل إلى المنطقة الخضراء، موضحا أن الاستراتيجية التي تتبعها القوات الأمنية بدأت تؤتي ثمارها، بحيث أصبحت عملية إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون أصعب من السابق.
وأوضح ضابط رفيع المستوى في قوات الاحتلال أن التكتيك الذي سيتبع مستقبلا لمنع شن هجمات بصواريخ من عيار 122 ملم، التي يبلغ مداها 20 كلم، سيكون عبر «الدعم الجوي». وقال إن «أي تهديد مصدره نيران غير مباشرة من مدينة الصدر سيتم التعامل معه بواسطة الدعم الجوي».
وأعلنت قوات الاحتلال الأميركي أنها قتلت ستة «مسلحين» في معركة جرت ليل أمس الأول قرب مدينة الصدر، بعدما أطلقت دبابات «ام 1» ومروحيات نيرانها على مقاتلين هاجموا دورية.
وفي البصرة، تواصل القوات العراقية، بدعم من القوات البريطانية، محاصرة مناطق القبلة والكرمة والحيانية، التي تشكل معاقل لجيش المهدي. وأوضح الجيش الأميركي، في بيان، أن عملية «صولة الفرسان مستمرة، ودخلت في طور جديد. بدأت عملية تطهير المعاقل التي كان يسيطر عليها المجرمون، من خلال عمليات تفتيش لكل منزل في حي القبلة» جنوبي غربي المدينة، مشيرا إلى أن «قوات التحالف مستمرة في تقديم الدعم الجوي والاستطلاع في البصرة لمدة 24 ساعة في اليوم».
إلى ذلك، حررت القوات العراقية المصور الصحافي البريطاني الذي يعمل لحساب شبكة «سي بي اس» الأميركية ريتشارد بتلر الذي اختطف مع مترجمه العراقي في البصرة في شباط الماضي، ثم أفرج بعد أيام عن المترجم بعد وساطة من التيار الصدري.
وأعلن الجيش الأميركي مقتل جندي في انفجار عبوة في محافظة صلاح الدين، وتوفي آخر جراء اصابته بجروح في انفجار شمالي شرقي بغداد. وقتل 21 عراقيا، وأصيب ,30 في انفجارات وهجمات في بغداد وتلعفر والموصل. كما قتل 12 من عناصر البشمركة في انفجار بالقرب من مدينة ربيعة قرب الحدود السورية. وعثر على مقبرة جماعية في المقدادية تضم 30 جثة دفنت قبل حوالى ثمانية أشهر.
«العلاقة الاستراتيجية»
إلى ذلك، قال مسؤولون عراقيون إن هناك خلافات أساسية بين المفاوضين الأميركيين والعراقيين حول اتفاق «العلاقة الاستراتيجية»، الذي يحدد العلاقات الثنائية بين البلدين على المدى الطويل، ويضع اتفاقا منفصلا بشأن «وضع القوات» وأحكاما لأنشطة الاحتلال والحصانة التي تتمتع بها.
وقالت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في بغداد ميرامبي نانتونغو إن واشنطن وبغداد تبادلتا «عددا من المسودات والاقتراحات»، فيما أعلن مسؤولون عراقيون إن هناك خلافات جوهرية حول قضايا رئيسية، منها الحصانة لعناصر القوات الأميركية والمتعاقدين، والسلطة التي تصدر أوامر المداهمات والهجمات وسجن الأشخاص الذين يعتقد أنهم يشكلون خطرا امنيا.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد قال إن حكومته ستسعى للحصول على موافقة البرلمان على الاتفاق، وان «توقعت جدلا حاميا في المجلس» حوله، مشيرا إلى وجود اقتناع قوي من جانب القيادة العراقية بأن الاتفاق في مصلحة العراق.
من جهة اخرى، أعلن القائد في مجالس «الصحوة» في بغداد لقناة «الجزيرة» أبو عزام التميمي تشكيل حركة سياسية باسم «جبهة الكرامة العراقية»، تضم قادة «الصحوة» في مناطق العامرية والغزالية والخضراء والتاجي وأبو غريب وغيرها بالإضافة إلى عدد من ضباط الجيش السابق ووجوه عشائرية. ويأتي إعلان التميمي عن التشكيل السياسي الجديد بعد يوم من إقرار الحكومة العراقية مشروع قانون مجالس المحافظات.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...