مساعٍ عربية لإنجاح قمة دمشق
حركة دبلوماسيّة نشطة عرفتها العلاقات العربية ــــ العربية في اليومين الماضيين، ومن المرجَّح أن تستمرّ حتّى موعد انعقاد القمّة العربية في العاصمة السوريّة في نهاية شهر آذار المقبل، وسط تلميحات لدبلوماسيّين عرب إلى أن الأوضاع الأمنيّة في دمشق غير مستقرّة، مستدلّين على ذلك بعمليّة اغتيال الشهيد عماد مغنيّة، ما قد يكون سبباً موجباً، بنظرهم، لعدم تمثيل عربي رفيع المستوى، في انتظار نتائج مبادرة ليبيّة ــــ أردنيّة ــــ كويتيّة بدأت تلوح في الأفق، لإقناع الرئيس المصري حسني مبارك بالحضور.
ولم تستبعد مصادر مصرية وعربية واسعة الاطلاع إمكان عقد محادثات قمّة قريبة ومفاجئة بين مبارك والرئيس السوري بشار الأسد، قبل الموعد المقرَّر للقمّة العربية في نهاية الشهر المقبل في دمشق. وأوضحت المصادر أنّ عواصم عربية عديدة، بينها الكويت وطرابلس الغرب، تسعى لترتيب هذه القمّة في محاولة لثني مبارك عن تهديداته المبطَّنة بمقاطعة القمة، إذا لم يُنتخب رئيس لبناني جديد قبل موعدها.
وكان الرئيس المصري قد اجتمع، أوّل من أمس، مع الملك الأردني عبد الله الثاني، في لقاء لم يسبق الإعلان عنه، بينما أشارت معلومات إلى أن الضيف الأردني بحث مع مبارك إمكان فتح حوار عاجل مع سوريا استباقاً لقمّة دمشق، رغم نفي المتحدّث باسم الرئاسة المصرية، السفير سليمان عوّاد، أن تكون مباحثات الزعيمين قد تطرّقت بالتفصيل إلى موضوع القمّة.
وفي ما يتعلّق بالأزمة اللبنانيّة، أوضح عوّاد أنّ الطرفين أكّدا «ضرورة إنهاء الوضع الحالي في لبنان، على نحو يحقّق وفاق شعب لبنان بمختلف طوائفه وقواه السياسية على مقتضيات الاستحقاق الرئاسي»، وأوضح أنّ مبارك وعبد الله أعادا تأكيد تأييدهما المبادرة العربيّة. كما كشف عوّاد أنّ القمّة المصرية ــــ الأردنيّة، ركّزت على 3 قضايا أساسية، هي تطوّرات الأوضاع على الساحتين الفلسطينية واللبنانية، وكذلك العلاقات الثنائية.
غير أنّ مصادر عربية واسعة الاطّلاع، كشفت عن أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، يسعى لإقناع مبارك بحضور هذه القمّة، تجنّباً لمزيد من الخلافات بين الدول العربيّة، ولإظهار التضامن العربي مع سوريا، التي تعتقد طرابلس بأنّها باتت مستهدفة أميركيّاً وإسرائيليّاً.
وأبدى دبلوماسيّون خشيتهم من أنّ اغتيال الشهيد مغنية في دمشق، قد يدفع بعض الدوائر العربية إلى التشكيك في قدرة السلطات السورية على تأمين سلامة القمّة على أراضيها.
وفي هذا السياق، لفت دبلوماسي سعودي في القاهرة إلى أنّ هذه العملية «تبرهن أن لا أمن في دمشق، وأن الأمن السوري مخترق إلى حدّ كبير، ولدينا تساؤلات حقيقية عن قدرة سوريا على توفير الأمن اللازم».
وفي السياق، استبعد دبلوماسيون آخرون أن يحضر الملك السعودي عبد الله القمة «إلا إذا جرى حسم الأزمة في لبنان». وأكّد هؤلاء أنّ زعماء عرباً آخرين قد يحذون حذوه، «وهو ما سيضيّع الفرصة على دمشق لدعم وضعها الإقليمي في مواجهة الضغوط الأميركية عليها» باعتبارها «دولة مارقة».
وتأكيداً لهذه المعلومات، قال دبلوماسي رفيع المستوى في الرياض «ما سمعناه هو أنه إذا لم يكن هناك رئيس للبنان، فإن الملك عبد الله و(الرئيس المصري) حسني مبارك لن يحضرا». وأضاف أن «السعودية تريد إقناع روسيا بإبلاغ السوريّين التنحّي جانباً (عن الملف اللبناني) والسماح بانتخاب رئيس».
وسلّم وزير الخارجية السوري وليد المعلم، كلاً من القذافي والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في طرابلس والجزائر العاصمة، دعوة الأسد لحضور القمّة، من دون أن توضح وكالة الأنباء الليبيّة ما إذا كان القذافي سيشارك أم لا.
إلى ذلك، يزور رئيس وزراء الإمارات، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في منتصف الأسبوع المقبل، إيران وسوريا لبحث الملف النووي الإيراني والأزمة اللبنانية، وموضوع القمّة العربيّة.
وكشف مصدر إماراتي عن أنّ بن راشد، وهو نائب رئيس دولة الإمارات أيضاً، سيبحث مع الأسد الأزمة في بيروت، والوضع في العراق وسبل إنجاح القمة العربية، بينما سيبحث في طهران «الملف النووي الإيراني والعلاقات الثنائية والنزاع بين البلدين بشأن السيادة على الجزر الثلاث» (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى).
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد