حماس 2 في الضفة لإضعاف حماس 1 في غزة
قالت مصادر مطلعة إن هناك مخططا يجري العمل على تنفيذه في الضفة الغربية حاليا ويهدف إلى تشكيل «حماس ثانية» مرادفة لحركة حماس الأم في محاولة لإحداث شرخ في صفوف الحركة الاسلامية وإضعافها جماهيريا، واستباق أي انتخابات فلسطينية مستقبلا بتوافق جميع الأطراف.
وحسب المصادر فإن الحــديث عن اتصـالات سرية بين قيادات من حركة فتح وأخـرى من حماس، تتمتع بتأثير قوي داخل الضــفة الغـربية، هدفها التوصل إلى نقاط التقاء من شأنها أن تؤثر على هؤلاء، عبر ضغوطات مختلفة الى جانب الاغراءات المالية، وتدفعــهم إلى الانفصال عن حركة حماس الام، تمهيدا لإعلان «ولادة جديدة» لحماس قائمة على نبذ «التطرف والإرهاب الفكري الانقلابي»، في حين ان الواقع هو انها ستكون بمثابة «فتح اخـرى» حتى لو أبقت على شعاراتها الرئيسية القائمة على «عدم الاعتراف بإسرائيل وتبني المقاومة لإنهاء الاحتلال تمهيدا لإقامة دولة فلسطينية مؤقتة على أراضي الـ67».
المصدر الذي رفض الكشف عن أسمـاء قادة حماس في الضفة الذين يجرون الاتصالات مع قيادات فتح اكتفى بالقــول إن غالبيــتهم من قيادات «الصف الثاني في حماس» لكنــهم يتمتعون بعلاقات وطيدة مع قواعد الحركة، وهم مؤمنون بأن ما حصل في قطاع غزة «هو خارج عن نهج حماس الاصلي، وخطأ استراتيجي أضر بسمعة الحركة».
وذكر المصدر بالمؤتمر الصحافي الذي عقد امس الاول في مدينة نابلس ـ أقوى مواقع حماس العسكرية في الضفة ـ وظهر فيه عدد من كوادر حماس بينهم موسى الخراز ورامز أبو صالحة وزهير لبادة وعدد آخر ممن كانوا معتقلين في سجون السلطة الفلسطينية، حيث طالب هؤلاء حركتهم بتسليم سلاحها «للسلطة الشرعية تحت قيادة الرئيس محمود عباس». وقال الخراز «نستنكر ما قامت به حركة حماس من حسم عسكري في قطاع غزة»، مضيفا انه بعدما «جرت المشاورات بين أعضاء الحركة الإسلامية في نابلس، وبعد إنهاء حالة الفلتان الأمني التي كانت سائدة في المدينة، نطالب بتسليم سلاح حماس الشخصي».
وكشف الخزار بعد مؤتمره ان السلطة الفلسطينية أصدرت ترخيصاً للمدرسة الاسلامية في نابلس، وستعمل بشكل تدريجي على فتح العديد من مؤسسات الحركة التي تم إغلاقها كما أفرجت عن أربعة عشر من المعتقلين من سجون الاجهزة الامنية في المدينة.
وردت حماس عبر متحدث باسمها، أيمن طه، بأن هذه التصريحات ناجمة عن ضغوطات مارستها الاجهزة الامنية على أعضاء الحركة المعتقلين سياسيا في سجونها، واعتبرت ان كلامهم لا يمثل سوى أنفسهم.
ومن جهته، لم ينف عضو رفيع المســتوى في حركة حماس في الضفة رفض الكشف عن اسمه، وجود هذه الاتصالات لكنه قلل في الوقت ذاته من أهميتها «معتبرا أن ما يجري هو محاولات لشرخ صفوف الحركة وإضعافها والضغط عليها لإعادة الوضع في غزة الى ما كان عليه قبل 14 حزيران 2007»، مؤكدا «ان حماس مستعصية أمام كل المؤامرات».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد