مسلسل سوري عن غزو العراق واللاجئين العراقيين في سورية
الجمل- محمد قاسم: في وقت نقلت فيه وكالات الأنباء خبر اكتشاف بضائع إسرائيلية في الأسواق العربية ، ومنها خبر العربية نت في 24 كانون الأول ـ ديسمبر2007م بعنوان تسرب منتجات إسرائيلية إلى أسواق السعودية والبائعون يطمسون مصدر الإنتاج ، وخبر مصادرة أجهزة مراقبة إسرائيلية متجهة إلى العراق النشور في صحيفة تشرين السورية ( الأربعاء 26 كانون الأول 2007 ) وجاء فيه تمكن عناصر الجمارك ظهر أمس في منفذ باب الهوى على الحدود السورية ـ التركية من مصادرة أجهزة إسرائيلية الصنع ، وهي أجهزة مراقبة وتنصت محملة ضمن شاحنة تركية قادمة من الأراضي التركية ومتجهة إلى العراق وإنها دخلت الأراضي السورية بصفة عبور ترانزيت.
وقد تزامن هذان الخبران مع تصوير مسلسل تلفزيوني سوري بعنوان (خبر عاجل) من إنتاج مديرية الانتاج التلفزيوني في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ، وهو يعالج أهمية الإعلام وخاصة الصحافة المكتوبة، ومن خطوطه الدرامية البارزة موضوع الخبرين المذكورين ( دخول بضائع إسرائيلية إلى الأسواق العربية وغزو العراق )
كتب نص المسلسل بسام جنيد ويخرجه المخرج غزوان بريجان ، ويقوم ببطولته عدد من نجوم الدراما السورية نذكر منهم نادين ـ عبد الحكيم قطيفان ـ ميلاد يوسف ـ مجد نعيم ـ سليم كلاس ـ تولاي هارون ـ حسام عيد ـ صالح الحايك ـ عاصم حواط ـ جيهان عبد العظيم ـ ليليا الأطرش ـ سوسن ميخائيل ـ
الشخصية المحورية في المسلسل (هدى) صحفية ، افتتحت جريدة خاصة بعنوان (كلام الشارع ) وكان هاجسها الأكبر كشف الفساد ومحاربته ، لأن لها ثأر شخصي مع الفاسدين الذين كانوا السبب في اغتيال زوجها الصحفي المخضرم ( أحمد ) عندما كان يعمل ملحقا ثقافيا في سفارة سورية في أوروبا ، واكتشف أن البضائع الإسرائيلية تتسرب إلى البلاد العربية بأسماء شركات أوروبية ، فاغتاله اللوبي الصهيوني .
وحسب ما ذكره المخرج غزوان بريجان تبدأ أحداث المسلسل قبل غزو العراق بأشهر وتنتهي بعد سقوط بغداد بنحو سنة ، ويتناول فترة مهمة من تاريخنا المعاصر ولاسيما في الفترة الممتدة بين عامي 2003 و2004 والتي تم فيها الغزو الأمريكي للعراق وسقوط بغداد.
ويتحدث عن استشهاد صحفيين بطريقة همجية ، كقصف مقر الجزيرة ومقتل مراسها طارق أيوب وقصف فندق فلسطين للتغطية على الجرائم وإسكات الإعلام كي لا ينقل الحقيقة ، ويكشف صورة أميركا ويقول هذه هي الحضارة التي تريد ان تأتي بها أميركا .
وتابع المخرج يقول : نرى في المسلسل رد فعل سقوط بغداد عند الناس وكيف انهار ابطال المسلسل مع سقوط المدينة .
وبالمقابل هدى تحاول مكافحة الفساد ، نجد ان بيتها ينهار من الداخل لأنها لا تعطيه الاهتمام الكافي ، فابنها طارق تاجر أفلام جنسية ، وابنها الآخر يقضي وقته في مقهى ألعاب كمبيوتر ، بينما تأخذ ابنتها دور والدها في البيت .
واللافت في شخصيات المسلسل شخصية ( زاهر ) الذي كان كان ثوريا فانقلب على المبادئ التي ينادي بها وأصبح يتاجر بكل شيء ، وأقنع نفسه انه رجل هذا الزمان ، أولاده وزوجته مصاصي دماء الشعب وخيرات المجتمع ، ونراهم كيف ينهارون بموافقته .
ومن المحاور الأساسية ما يتعلق بالعراق ، شخصية عراقي يأتي إلى سورية قبل سقوط بغداد ، وهو احد العلماء المستهدفين ، يهرب من العراق لأنه مهدد بالتصفية ، لأن سورية هي العمق الحضاري والحضن الدافئ .
ويذكر على لسانه أن سورية استقبلت كل العرب ، الفلسطينيين واللبنانيين ، والعراقيين ، ويرد على لسان العراقي ما سبب لجوء العراقيين إلى سورية من معاناة اقتصادية ومعيشية للشعب السوري ، وبذلك يعالج المسلسل أحداثا ساخنة راهنة ، هو نبض الشارع ، ويعيش هم المواطن اليوم .
ويلخص المخرج المقولة التي يريد أن يوصلها المسلسل بقوله :
نريد أن نقول إن ( الصحافة ) السلطة الرابعة لها دور كبير في بناء المجتمع وكشف الجوانب السلبية والايجابية ويجب أن تعطى الحرية لكي تضع الإصبع على الجرح ، ولكي تتمكن من كشف الفساد ومعالجة المشكلات التي تهم الوطن والمواطن .
واختيار هذه الفترة لم يأت اعتباطيا ، ويحلو أن يوصل فكرة ان الفساد الداخلي يمكن ان يؤدي إلى سقوط أنظمة ودول .
وحول أسلوبه الإخراجي يقول لم أحاول الفذلكة ، فاستخدمت الأسلوب الهادئ ، الكاميرا كانت حيادية لكنها هادئة ، لأكثر من سبب ، فقد أردت أن تصل المقولات إلى المشاهد ببساطة ودون ان أحثه على التفسير والتأويل والبحث عن رمز اللقطة ومغزاها والمراد منها أو إشغاله بجمالية الصورة عن مضمونها .
ولكن طبعا كانت اللقطات مدروسة وفق قواعد التصوير الأساسية ، و ضبط الممثل وطريقة إدارته .
وإذا كنت قد استخدمت الأسلوب البسيط ، فهذا لا يعني السهولة أو العشوائية ، صحيح انه بسيط لكنه ليس سهلا ويمكن ان نطلق عليه الأسلوب السهل الممتنع .
واعتبر بريجان أن قيام التلفزيون السوري بإنتاج هذا العمل وطرح الموضوع جرأة كبيرة ، وحقيقة التعامل مع التلفزيون تعامل جميل ، ربما هناك بعض الاجراءات الروتينية ، لكن عندما يتم الاتفاق على عمل فإن جميع العاملين يعملون بارتياح كامل .
الجمل
إضافة تعليق جديد