ضغط أمريكي مباشر لانتخاب رئيس للبنان

16-12-2007

ضغط أمريكي مباشر لانتخاب رئيس للبنان

وسط شكوك قوية ترجح تأجيل جلسة مجلس النواب اللبناني غداً لتعديل الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية، وعلى منوال “تهديد” الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أول أمس، أعلن مسؤول الملف اللبناني في الخارجية الأمريكية ديفيد وولش في بيروت أمس “وجوب” انتخاب البرلمان الرئيس الجديد، حيث لا داعي لتأجيل الجلسة الخاصة بذلك غداً، بحسب قوله. وزاد على ذلك إعلانه دعم الولايات المتحدة أي قرارات تتخذها قوى الأكثرية في تكتل “14 آذار” إذا ما تم التأجيل ولم يتم الانتخاب. ومع اشتداد التأزم في قنوات الحوار بين الموالاة والمعارضة، وتبادل تصريحات مضادة بينهما، بشأن أولويات تعديل الدستور وآليته وسلة المطالب التي تطرحها المعارضة، أفيد أمس بأن مؤشرات تلوح باتجاه تيسير ذلك، بعد اتصالات قامت بها دمشق، أبدت فيها استعدادها لتسهيل الوصول إلى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية قبل نهاية الشهر الحالي.

 وعقب اجتماعيه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري والبطريرك الماروني نصر الله صفير، صرح مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ديفيد وولش، والمعروف بأنه مسؤول الملف اللبناني في الوزارة، بأن “على البرلمان اللبناني أن يلتئم، وعلى النواب أن يقوموا بواجباتهم لانتخاب رئيس جديد”، وذلك بحسب قوله “لإعادة الكرامة والاحترام إلى أعلى منصب مسيحي” في لبنان، وأضاف أنه “حان الوقت لاستكمال الجلسة، ولا داعي لتأجيلها”.

 وصرح المسؤول الأمريكي في وقت لاحق، بعد لقائه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بأن الولايات المتحدة ستدعم أي قرارات ستتخذها قوى الأكثرية النيابية في تكتل “14 آذار” إذا تم تأجيل جلسة الغد، وتأجل انتخاب رئيس الجمهورية.

 وكان بري كان قد حدد يوم غد الاثنين موعدا لعقد جلسة للبرلمان من أجل انتخاب رئيس الجمهورية في تأجيل ثامن، وهو موعد من المرجح أن يتأجل للمرة التاسعة، بحسب مصادر في بيروت، وهو موعد اعتبره الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أول أمس “الفرصة الأخيرة”، وهدد بمقاطعة من “سيعطلونها”. وجاء تصريح وولش أمس يؤكد ذلك، في أول دخول أمريكي مباشر على المستوى الرفيع الذي يمثله، بعد تولي باريس طويلا الملف نفسه، وتعدد زيارات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. وقد صرح بعد لقائه أمس وزير الدفاع اللبناني إلياس المر بأن “ساركوزي على حق، وآن الأوان لانتخاب رئيس، وأعتقد أن الشعب اللبناني يريد ذلك، ورئاسة الجمهورية مؤسسة مهمة لهذا البلد، وقد تم الاتفاق على المرشح وآن الأوان لانتخابه”.

وتحدثت مصادر سياسية في بيروت من أن من المحتمل أن يصل إلى بيروت خلال ساعات الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان، للمساهمة في حلحلة الأزمة الرئاسية اللبنانية، طبقا للمبادرة الفرنسية. وقال رئيس الهيئة التنفيذية ل”القوات اللبنانية” سمير جعجع بعد لقائه وولش إن واشنطن لن تسير بأية تسوية على حساب لبنان، وإن علاقاتها مع دمشق ما زالت كما في السابق.

 ويذكر أن مفاعيل استجدت دفعت إلى وجود شكوك قوية بانعقاد جلسة البرلمان غدا، ومنها إصرار المعارضة اللبنانية على “سلة مطالب” ترى أنه ينبغي التوافق عليها قبل تعديل الدستور لتتاح عملية انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وإصرار فريق الموالاة على مرور تعديل الدستور عبر حكومة فؤاد السنيورة، ورفضها البحث في أي موضوع قبل انتخاب الرئيس الجديد، وما أفيد عن انقطاع قنوات الحوار بين بري ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، وتفويض المعارضة رئيس التيار الوطني الحر النائب العماد ميشال عون للتفاوض مع قوى الأكثرية النيابية. وفيما أرخت هذه العوامل تشنجا في الفصل المستجد في الأزمة، أفيد أمس بأن اتصالات إقليمية ودولية نشطت في اتجاه سوريا من أجل إحداث انفراج لبناني داخلي، يتحقق في أثنائه انتخاب رئيس الجمهورية قبل نهاية الشهر الحالي، فالتأجيل إلى الربيع المقبل حيث تبدأ الدورة العادية المقبلة لمجلس النواب يفتح المجال أمام زيادة التعقيدات والإرباكات السياسية والأمنية.

 وقالت مصادر في الأكثرية ل”الخليج” إن دمشق عاودت اتصالاتها في الساعات الماضية مع باريس وأنقرة، في محاولة حثيثة لإعادة فتح الحوار حول لبنان، وأبلغتهما أنها مستعدة لتسهيل الوصول إلى انتخاب رئيس الجمهورية، وأنها تركز على موضوع حكومة الوحدة الوطنية فيكون فيها للمعارضة 13 وزيرا للمعارضة من أصل 30 وزيرا، مع التخلي عن مطلب اختيار قائد الجيش ومدير عام الأمن العام منذ اليوم، وغيرها من المطالب.

 وعزت المصادر مبادرة دمشق هذه إلى أن تأخر انتخاب الرئيس أدى إلى تماسك الموقف الأوروبي والأمريكي وحتى الروسي، وبالتالي تخشى دمشق من أن يتطور ذلك إلى موقف موحد لكل أطراف المجتمع الدولي “بما يحشرها في الزاوية”.

 وكان لافتا قول رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي، بعد لقائه بري أمس، إنه لمس أن أجواء رئيس مجلس النواب توحي بوجود مؤشرات إلى أن بعض الحلول للأزمة نضجت، من دون أن يشير إلى أهميتها. 

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...