معهد العالم العربي يحتفل بعيده العشرين

01-12-2007

معهد العالم العربي يحتفل بعيده العشرين

على غرار أسلافه الذين تناوبوا على رئاسة معهد العالم العربي في باريس، وجد دومينيك بوديس الذي تولى منصبه قبل بضعة أشهر نفسه أمام معضلة الحفاظ على استمرارية المعهد ونشاطه والتعامل مع مشكلة التمويل المزمنة للمؤسسة التي تحتفل في كانون الأول (ديسمبر) المقبل بعيدها العشرين.

والمعهد الذي اريد له أن يكون واجهة للعالم العربي في الغرب وحلقة وصل وتعارف، أدى وظيفته على أكمل وجه، فبلغ عدد زواره سنوياً حوالى مليون شخص وهو يعتبر من المقرات الثقافية الأكثر رواجاً في فرنسا، نظراً الى تنوع نشاطاته.
لكن هذا المعهد يعاني منذ تأسيسه مشكلة مالية وعجزاً متراكماً تحول الى دين بلغ 15 مليون يورو، مما هدده بالتوقف عن العمل، لكن مجمل الذين ترأسوا هذه المؤسسة على مدى العقدين الماضيين عملوا كل على طريقته على تطبيق اجراءات وخطوات أتاحت الحفاظ عليه.

وعلى رغم ان الدين لا يزال عبئاً قائماً على المعهد، فإن الجديد الذي كشف عنه بوديس خلال مؤتمر صحافي هو ان المعهد سينهي عام 2007 الحالي من دون مراكمة أي عجز بل ربما بتحقيق فائض ضئيل يقارب 300 ألف يورو.

وقال ان هدفه هو العمل المتوازي للحفاظ على صحة الوضع المالي واستمرارية المعهد من خلال التنويع والتغيير في موارد التمويل.

وفصّل بوديس تصوره بالقول انه يعتزم العمل على تعزيز نسبة التمويل الذاتي للمعهد، من خلال رفع مستوى العائدات التي يؤمنها الجمهور، بتأجير قاعات المعهد المختلفة، والتشجيع على رفع قيمة التقديمات الخاصة التي يحصل عليها لمناسبة نشاطات معينة.

وفي الوقت ذاته، فإن المعهد يعمل على تأمين تقديمات خاصة طويلة المدى، وقد تمكن حتى الآن من الحصول على تعهدات بـ200 مليون يورو تقريباً ستخصص لإعادة تأهيل مقر المعهد، خصوصاً المتحف الذي يعتزم بوديس اضفاء طابع تربوي عليه بحيث يكون أداة فعالة في متناول المجموعات المدرسـية من الزوار.

وهناك ايضاً التمويل العربي، الذي واجه المعهد صعوبات بالغة على صعيده، بسبب إحجام عدد من الدول الأعضاء على مدى الحقبة الماضية عن تسديد مستحقاتها في الموازنة السنوية وهو ما يعمل بوديس على تسويته، كاشفاً على سبيل المثال عن زيارة سيقوم بها نهاية الأسبوع الى ليبيا لتوقيع اتفاق حول المتأخرات الليبية.

وعبر بوديس عن عزمه على إرساء علاقة مالية جديدة مع الدول العربية، تقضي بالعدول عن التمويل السنوي للموازنة واستبداله بتمويل نشاطات ومشاريع تهم هذا البلد أو ذاك.

والوسيلة الأخرى التي ستعتمد لتعزيز أوضاع المعهد تقضي برفع حصة وزارة الخارجية الفرنسية في موازنته من 8 ملايين يورو، لم تتغير منذ عام 1990 الى 11 مليون يورو.

في هذه الأثناء، لم يعد هناك ما يحول دون ان يحتفل المعهد بعيده العشرين بقدر من الصفاء، وعلى مدى أيام متتالية تبدأ بمحاضرة يلقيها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في 6 كانون الأول، تليها زيارة يقوم بها الرئيس نيكولا ساركوزي للمرة الأولى الى المعهد لافتتاح معرض حول الحداثة والتعددية لرسامين ونحاتين من غالبية الدول العربية.

ولمناسبة هذا العيد يفتح المعهد أبوابه مجاناً، امام الجمهور يوم 8 كانون الأول، باستثناء معرض فينيقيا.

وتتزامن الاحتفالات مع معرض قطري يقام في قاعة «لا ميدينا» الملحقة بالمعهد ويتناول مشاريع ثقافية وتربوية ومعمارية إضافة الى النشاط الصناعي والطاقة في قطر.

وأكد بوديس، التزامه باستراتيجية جديدة تقضي بتحريك المعهد الى خارج مقره لتأمين تداخل بينه وبين المناطق الفرنسية البعيدة من باريس وبينه وبين الدول العربية عبر تنظيم معارض ونشاطات ثقافية مطابقة لتلك التي يشــهدها الـــمعهد في مدن العالم العربي.

ارليت خوري

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...