جنرالات بريطانيا ينتقدون "هراء" و"قصر نظر "السياسة الأمريكية
انتقد عدد من كبار ضباط الجيش البريطاني السياسة الأميركية في العراق وعبروا عن استيائهم من ممارسات الولايات المتحدة هناك، وهو ما يزيد من الفجوة بين لندن وواشنطن اللتين كانتا أبرز حليفين خلال غزو العراق.
ومن أبرز من شنوا هجوما لاذعا على السياسة الأميركية رئيس الأركان البريطاني أثناء احتلال العراق الجنرال سير مايك جاكسون. فقد نقلت صحيفة ديلي تلغراف عنه وصفه للمنهج الذي تبناه وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رمسفيلد بأنه "مفلس فكريا".
وفي تعليقه على قول رمسفيلد إنه ليس من مهمة القوات الأميركية "بناء الأمم", قال الجنرال جاكسون إن ذلك الكلام نوع من "الهراء", وأكد أن التعامل الأميركي مع الإرهاب العالمي "غير ملائم", لأنه يعتمد أكثر مما ينبغي على القوة العسكرية على حساب بناء الدولة والدبلوماسية.
كما انتقد جاكسون بشكل خاص قرار الرئيس الأميركي جورج بوش تسليم إدارة شؤون العراق بعد الحرب لوزارة الدفاع, قائلا إن "جميع الخطط التي أعدتها وزارة الخارجية أهملت".
وهاجم الجنرال البريطاني أيضا قرار واشنطن حل الجيش العراقي بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين ووصفه بأنه "قصير النظر للغاية", موضحا أن قوات التحالف كان عليها الاحتفاظ بأجهزة الأمن العراقية ووضعها تحت قيادتها.
لكنه مع ذلك دافع عن أنشطة الجيش البريطاني في البصرة بقوله "ما حصل في الجنوب كما في باقي العراق هو أن مسؤولية ضمان الأمن كان يجب أن تسند إلى العراقيين فور تحقق السلطات العراقية وقوات التحالف من أن مستوى التدريب والتطور أصبح مرضيا", مستدلا بأن قواته سلمت ثلاث محافظات إلى العراقيين بموجب تلك الإستراتيجية ولم يبق سوى البصرة.
وفي أعقاب الانتقادات التي وجهها رئيس الأركان البريطاني السابق, انضم جنرال بريطاني آخر لركب المنتقدين لسياسة واشنطن بالعراق.
فقد نقلت صحيفة صنداي ميرور عن الجنرال تيم كروس الذي كان أعلى مسؤول يعنى بالتخطيط لما بعد الحرب قوله "ليس هناك أدنى شك الآن بعد مرور الوقت في أن الخطة الأميركية لمرحلة ما بعد الحرب خاطئة تماما وأن عددا كبيرا منا كنا نخشى ذلك في تلك الفترة".
كما ركز كروس في هجومه على وزير الدفاع الأميركي السابق بقوله إنه "منذ البداية كنا قلقين جدا لنقص الدقة في خطة ما بعد الحرب وليس هناك أدنى شك في أن رمسفيلد كان في صلب العملية".
وأضاف كروس الذي عمل مساعدا لرئيس قسم المساعدة الإنسانية وإعادة الإعمار في التحالف عام 2003, أنه عبر لرمسفيلد عن ضرورة تدويل إعادة إعمار العراق والعمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة، وكذلك عدد القوات الضروري لحفظ الأمن والمساعدة على إعادة الإعمار", وأكد أن الوزير الأميركي لم يصغ لتلك الرسالة بل رفضها.
وتأتي تلك الانتقادات اللاذعة في وقت تستعد فيه القوات البريطانية للانسحاب من آخر قاعدة لها بمدينة البصرة جنوبي العراق بعد أربعة أعوام ونصف من دخولها.
ودافع القادة البريطانيون عن سياستهم بالبصرة قائلين إنهم لا يريدون الاستمرار في حكم المدينة بدلا من العراقيين.
وقال قائد القوات البريطانية جوك سيتروب في تصريحات الأسبوع الماضي إن مهمة قوات بلاده كانت "إيصال المدينة والشعب إلى حال يستطيع عندها العراقيون إدارة البلاد, إذا اختاروا ذلك, ونحن قريبون من هذه المرحلة". وقتل 159 جنديا بريطانيا في العراق منذ احتلاله.
ولم يحدد بعدُ موعد مغادرة القوات البريطانية البصرة وقوامها هناك 500 جندي, لكن تقارير صحفية أشارت إلى أن "الموعد قد يكون وشيكا".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد