دينس روس إلى إسرائيل الأسبوع القادم لاتخاذ القرار بشأن الحرب مع سورية
الجمل: تحدث دينس روس مبعوث السلام السابق في الشرق الأوسط، محذراً من مخاطرة الحرب مع سورية في هذا الصيف، وانتقد ما سماه بمواقف الولايات المتحدة (اللينة) مع دمشق، وأضاف قائلاً: إن حركة فتح سوف تفقد الضفة الغربية لصالح حماس، إذا تغيرت أوضاعها.
• خلفيات دينس روس:
يعتبر دينس روس من الناشطين البارزين في الساحة الأمريكية حالياً في مجال شؤون الشرق الأوس، وتحديداً في قضايا الصراع العربي- الإسرائيلي، وسبق أن عمل دنيس روس في منصب المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط.. ولكن اللافت للانتباه أن روس، بعد انتهاء فترة عمله انتقل مباشرة ليكون أحد أبرز الناشطين في مؤسسات ومنظمات اللوبي الإسرائيلي، الأمر الذي يؤكد بأنه لم يكن بالأساس مؤهلاً للقيام بمهمة مبعوث السلام، التي تتطلب الحياد والنزاهة لأي من أطراف الصراع.
• تحركات دينس روس الأخيرة:
ظل روس يدلي بالكثير من التصريحات للفضائيات الأمريكية والعالمية حول شؤون الشرق الأوسط، إضافة إلى نشر الكثير من التحليلات في الصحف التابعة لجماعة المحافظين الجدد مثل نيوريبابليك وغيرها.. كذلك يعتب دينس روس من الباحثين الرئيسيين في معهد واشنطن لسياسية الشرق الأدنى التابع للوبي الإسرائيلي، ويلاحظ كثرة تردده على زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية بشكل مكثف، بمعدل مرتين أو ثلاثة شهرياً.
• دينس روس وسورية:
في لقاء أجراه موقع واي نيت الالكتروني، تحدث روس بأنه سوف يزور إسرائيل الأسبوع القادم لحضور مؤتمر خاص بمستقبل السكان اليهود في أورشليم.
قال روس: حتى الآن لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن الدخول في حرب مع سورية، وأضاف قائلاً: إن السوريين هم الذين يعدون أنفسهم للحرب.
كذلك انتقد روس إدارة بوش قائلاً بأنها تشدد في لهجتها الخطابية ولكنها عملياً (لينة) مع دمشق. وأضاف قائلاً: لقد وصلنا لما هو أسوأ –وبرأيه- فإن السوريين لا ينظرون لما يمكن أن يخسروه إذا لم يغيروا سلوكهم، ولا ينظرون لما يمكن أن يكسبوه بتغيير سلوكهم.
قال روس أيضاً: (لقد أعادت سورية تسليح حزب الله حتى الأسنان- ويجب أن يكون هناك ثمناً يتوجب دفعه مقابل ذلك). كذلك قال روس بأن إدارة بوش قد فشلت في تنفيذ وتطبيق قانونها المتعلق بمحاسبة سورية، وأضاف قائلاً: إن الولايات المتحدة واوروبا يتوجب عليهما العمل من أجل ممارسة الضغوط على الاقتصاد السوري واستخدام العصا قبل الجزرة في تعاملهم مع دمشق.
• دينس روس وفتح:
حذر روس من المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها إسرائيل من جراء استيلاء حركة حماس على قطاع غزة، وقال بأنه لا يشترك في وجهة النظر مع رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت الذي قال بأن استيلاء حماس على غزة يخلق فرصة جديدة لإسرائيل. وتعليقاً على ذلك قال روس بأن المنافسة بين فتح وحماس يمكن أن تكون في غاية الأهمية إذا أدى استيلاء حماس إلى تحويل الصراع إلى صراع ديني، وذلك لأن إسرائيل سوف يكون لها رهان كبير وفق طبيعة هذا النوع من الصراع.
سوف تبقى فتح على موقع المسؤولية في الضفة الغربية إذا قامت بإجراء التغييرات والتعديلات على نفسها.
وأضاف روس: إن فتح قد خسرت الانتخابات لأنها بالأساس فقدت ثقة الشعب الفلسطيني، وبالتالي يتوجب على فتح أن تضع حداً للفساد الذي شوّه صورتها، وان توضح للفلسطينيين بأنها قادرة على أن تقدم لهم حياة أفضل وتحقق الطموحات الوطنية الفلسطينية، وإذا لم تفعل فتح ذلك، فإنها سوف تخسر الضفة الغربية أيضاً.
قال روس: إن المسؤولية يقع عبأها الحالي على فتح، لكي تقوم بـ(محاربة الإرهاب) خاصة وأنها ملتزمة مع إسرائيل حول ذلك، وأضاف: إذا لم تقم فتح بـ(محاربة الإرهاب) والقضاء عليه، فإن الوضع الأمني سوف لن يتغير وبالتالي فإن الكلمات اللطيفة المعبّرة عن النوايا الطيبة لن تقدم نفعاً لفتح، وفقط على فتح هذه المرة أن تنسق وتتعاون تعاوناً كاملاً مع إسرائيل.
• دينس روس وطوني بلير:
نشر دينس روس على صحيفة نيوريبابيك الأمريكية التابعة لجماعة المحافظين الجدد تحليلاً حمل عنوان (التحديات أم طوني بلير كمبعوث للشرق الأوسط).
قال روس بأن ما سوف يواجه طوني بلير في مهمته الجديدة هو ليس السلام، بل بالأحرى القيام بمعالجة أشياء (تتعلق) بحل الصراع، وقال روس بأنه كمبعوث سلام فإنه يرحب بطوني بلير ضمن (أعضاء النادي).
وأضاف قائلاً: إن طوني بلير سوف يواجه الأخبار السارة، وأيضاً الأخبار غير السارة، وفيما يتعلق بالأخبار السارة فإنه سوف يواجه الكثير من الأشياء المحبطة، فمثلاً يتوجب على طوني بلير أن لا يبدأ الدخول في موضوع السلام لأن هناك الكثير من المواضيع التي يتوجب عليه القيام بها، في مساعدة الأطراف المعنية بحيث تكون (مؤهلة) للدخول في موضوع السلام، فمثلاً يتوجب عليه مساعدة حركة فتح وجعلها تستعيد عاقبتها حتى تقف على رجليها بحيث تكون قادرة ومؤهلة للخوض في موضوع السلام، وعلى طوني بلير أن يعرف بأن (إعادة تأهيل) فتح سوف تتطلب منه الكثير من الوقت والجهد، فمثلاً عليه أن يتابع عملية إصلاح حركة فتح من الداخل ويمارس الكثير من الضغوط على محمود عباس حتى يرضخ ويذعن تماماً.
كذلك –كما أشار دينس روس- فإن على طوني بلير أن يجد حلاً لمشكلة قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس حالياً، وأن يبني استراتيجية متكاملة للتعامل مع حماس من جهة وفتح من الجهة الأخرى.
وعموماً، لقد زود دينس روس طوني بلير بالكثير من أدوات المماطلة وتسويف الوقت، وتوجيه المسارات في الاتجاه الخاطئ، وهي بالفعل تمثل الوسائل التي تقود مبعوثي السلام في الشرق الأوسط إلى استخدامها في التعامل مع العرب، الذين ظلوا (يرحبون) بهم دائماً، ولم نسمع حتى الآن أن مبعوثاً للسلام كان جاداً ويمضي بالمشاورات والتفاهمات ضمن الاتجاه الصحيح الذي يحقق الهدف والغاية المنشودة.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد