أنقرة تجدّد تودّدها إلى دمشق وعمليات أمنية لقسد لحماية قوات الإحتلال
في خطوة جديدة نحو تعزيز العلاقات الإعلامية مع دمشق، أعلن رئيس البرلمان التركي، نعمان كورتولموش، استعداده للقاء رئيس مجلس الشعب السوري، حمودة صباغ، مشيراً إلى أن “الشعبين السوري والتركي لا يحملان أي عداء تجاه بعضهما”.
جاءت هذه التصريحات في وقت كانت فيه وزارة الدفاع التركية قد كرّرت تأكيداتها حول ارتباط وجودها العسكري غير الشرعي في سوريا بالحل السياسي ومكافحة الإرهاب.
تتزامن التصريحات التركية مع تصريحات الرئيس بشار الأسد التي ألقاها أمام مجلس الشعب السوري، والتي شدد فيها على ضرورة أن تستند أي مفاوضات مع تركيا إلى “مبادئ السيادة”.
كما تأتي في ظل التصعيد المستمر على جبهات القتال بين الفصائل المدعومة من تركيا و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، خاصة بعد تصعيد العمليات الجوية التركية ضد الأكراد، الذين كانوا قد تلقوا تعزيزات دفاعية جديدة لم تنجح في التصدي لهجوم عبر طائرات انتحارية على القاعدة الأميركية في حقل غاز كونيكو ولم ترد أنباء عن إصابات في صفوف القوات الأميركية.
وفي تصريحات تلفزيونية، اعتبر كورتولموش أن تعزيز السياسة الخارجية التركية يساهم في قوة تركيا ضمن النظام العالمي الجديد، مؤكداً على أهمية تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن “إسرائيل هي المستفيد الأكبر من الأحداث في المنطقة خلال السنوات الماضية، وأنها لم تعد تواجه تحديات كبيرة”.
على الرغم من عدم صدور أي رد فعل من دمشق بشأن الدعوة التركية، يبدو أن موقفها يتماشى مع سياستها المعلنة بعدم الرد على التصريحات الإعلامية والتركيز على المسار السياسي والدبلوماسي.
كذلك، تتناقض تصريحات كورتولموش في بعض الأحيان مع خطوات تركيا على الأرض، مثل عدم وفائها بفتح معبر يربط بين مناطق سيطرة الحكومة السورية والفصائل في ريف حلب، بعد محاولتين فاشلتين.
فيما يتعلق بالوجود العسكري التركي، أكدت وزارة الدفاع التركية تمسكها بوجود قواتها غير الشرعي في سوريا، مشيرة إلى أنه مرتبط بمحاربة التنظيمات الإرهابية، وبالحل السياسي الذي يضمن وحدة سوريا وعودة اللاجئين إلى منازلهم.
وأوضحت الوزارة أن هذه الأهداف يمكن تحقيقها من خلال الحوار المزمع بين مسؤولي البلدين، تحت الوساطة الروسية والعراقية بدعم إيراني، على أن تعقد هذه اللقاءات في بغداد، وفقاً لتصريحات سابقة لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني.
في الشأن الميداني، أعلنت “الأسايش” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” التي تقودها “قسد”، أنها أحبطت مخططاً لتنفيذ هجوم واسع على قواعد “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة.
وأوضحت في بيان أنها نفذت عمليتين أمنيتين في ريف الحسكة الشرقي، أسفرتا عن القبض على زعيم مجموعة كانت تخطط لاستهداف القواعد، والعثور على أسلحة وذخائر بحوزته.
تشير المصادر الكردية إلى أن إعلان “الأسايش” يتماشى مع استراتيجية “الإدارة الذاتية” التي تروج لنفسها كطرف أساسي في محاربة الإرهاب، ويوافق التصريحات الأميركية حول أهمية دور القوى الكردية في حماية قواعد “التحالف” في سوريا، خاصة في ظل الانتقادات التركية لاستقدام منظومات دفاع جوية جديدة إلى سوريا وتدريب الأكراد على استخدامها.
الأخبار
إضافة تعليق جديد