هكذا قيمت رويترز زيارة بايدن للسعودية وموقف الأمير محمد بن سلمان
رأى تحليل نشرته وكالة ”رويترز“ للأنباء أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنهى زيارته للسعودية التي غادرها، أمس السبت، دون تحقيق كثير من المكاسب الكبرى.
وبحسب الوكالة، فقد استهدفت رحلة بايدن التي استمرت 4 أيام إلى إسرائيل والسعودية، وهي الأولى له إلى الشرق الأوسط منذ توليه الرئاسة، إعادة العلاقات مع عملاق النفط العربي الخليجي، والتأكيد على التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة، ومواجهة النفوذ المتزايد لإيران، وروسيا، والصين.
وذكرت الوكالة أنه في حين حاول الرئيس الأمريكي مواجهة ولي العهد السعودي بالاتهامات المزعومة حول حادثة مقتل الصحفي جمال خاشقجي، ”لم يظهر الأمير محمد ضعيفًا أمام بايدن، وقال له إن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء أيضًا“.
وأشارت كذلك إلى أن بايدن غادر الشرق الأوسط دون الحصول على تعهد فوري من السعودية بزيادة إنتاج النفط أو دعم الجهود الأمريكية لإنشاء محور أمني في المنطقة من شأنه أن يشمل إسرائيل.
وكان الأمير محمد بن سلمان قال، في وقت سابق اليوم السبت، خلال كلمته الافتتاحية في ”قمة جدة للأمن والتنمية“، إن ”المملكة العربية السعودية زادت مستوى طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميًا، وبعد ذلك لن تكون لدى المملكة أي قدرة إضافية لزيادة الإنتاج“.
ونقلت الوكالة عن بروس ريدل الباحث في شؤون السياسات الخارجية بمعهد بروكينجز قوله: ”جاء بايدن إلى السعودية على أمل إقناعها بزيادة إنتاج النفط من خلال أوبك، لكن المملكة تمسكت بإستراتيجيتها التي تقضي بضرورة العمل في إطار تحالف أوبك+، الذي يضم روسيا، وعدم التصرف من جانب واحد“.
وأدت أسعار البنزين المرتفعة إلى زيادة التضخم في الولايات المتحدة والعالم، مما أدى إلى تراجع التأييد لبايدن في استطلاعات الرأي، بينما يتجه إلى انتخابات الكونغرس الحاسمة، في نوفمبر/ تشرين الثاني.
لكن الوكالة قالت إنه ”مع ذلك، فإن مسؤولي البيت الأبيض واثقون من أن جهودهم الدبلوماسية ستساعد في سير المحادثات عندما يعقد أعضاء أوبك+ اجتماعهم المقبل“.
وقال بن كيهيل محلل شؤون الطاقة بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: ”كل الأنظار تتجه إلى اجتماع أوبك+ في الثالث من أغسطس، وإذا أراد السعوديون والإماراتيون زيادة الإنتاج، سيفعلون ذلك عبر أوبك+… لست متأكدًا من أن هذه الدول مقتنعة بأن السوق بحاجة لمزيد من المعروض من الخام“.
وعرج تحليل ”رويترز“ على مسألة العلاقات السعودية الإسرائيلية، معتبرة أن الزيارة شهدت تحسنًا طفيفًا في العلاقات بين الرياض وتل أبيب، بعد أن أعلنت الرياض أنها ستفتح مجالها الجوي أمام جميع شركات الطيران، بما فيها الإسرائيلية.
وقالت إن الولايات المتحدة وإسرائيل تأملان أن تساعد هذه الخطوات والقمة في بناء زخم نحو دمج إسرائيل بشكل أكبر في المنطقة بما في ذلك مع السعودية.
ولكن وزير الخارجية السعودي استبعد أي تطبيع وشيك مع إسرائيل، قائلًا إن هذا ليس مقدمة لخطوات أخرى. وقال إن الرياض ليست طرفًا في أي مناقشات بشأن إقامة تحالف دفاعي خليجي-إسرائيلي لمواجهة إيران.
إضافة تعليق جديد