لماذا أطاح الدبيبة برئيس مؤسسة النفط ؟

13-07-2022

لماذا أطاح الدبيبة برئيس مؤسسة النفط ؟

رأى متابعون للشأن الليبي أن إقالة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة لرئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط مصطفى صنع الله، تعود بالأساس إلى قرب الأخير من مجلس النواب الليبي.

ورجح المتابعون أن القرار، الذي اتخذه الدبيبة في وقت مُبكر من اليوم الثلاثاء، بإقالة صنع الله وتعيين فرحات بن قدارة خلفا له، قد يزيد من إرباك حكومة الدبيبة.

وقال وزير النفط في حكومة الوحدة الوطنية محمد عون في تصريحات بثتها قناة ”ليبيا بانوراما“، إن ”قبول صنع الله من عدمه بقرار الإقالة أمر شخصي يعود له ولن يؤثر ذلك على عمل المؤسسة وله الحق في اللجوء للقضاء“.


وهناك خلافات قوية بين صنع الله ووزير نفط حكومة الوحدة الوطنية، لكن التزامه بقرار الإقالة من عدمه هو ما سيختبر على الأرجح قوة الرجل والأطراف الداعمة له، وفق مراقبين.

ويثير تصريح الوزير الليبي تساؤلات حول قبول صنع الله من عدمه بقرار حكومة الدبيبة خاصة أن مصادر سياسية مطلعة قالت لـ“إرم نيوز“، إن القرار جاء بسبب قرب صنع الله اللافت في الآونة الأخيرة من مجلس النواب، الذي حاول إزاحة رئيس حكومة الوحدة الوطنية.

وبينت المصادر أن صنع الله قد يرفض بالفعل تسليم رئاسة مجلس إدارة المؤسسة لا سيما أنه يتمتع بدعم دولي قوي، ما يهدد بفتح الباب أمام معركة سياسية جديدة قد تخوضها حكومة الدبيبة، التي تواجه وضعًا معقدًا.

إرضاء الشارع

وقال رئيس حزب المؤتمر الوطني الحر في ليبيا بشير السعداوي، إن ”صنع الله يحظى بالقيمة نفسها التي يحظى بها الصديق الكبير (محافظ مصرف ليبيا المركزي)، لكن القرار الذي أقدم عليه الدبيبة كان لا بد منه بالنسبة له بعد انقطاع الكهرباء“، معتبرًا أن الدبيبة ”وجد نفسه في ورطة ولا بد من أن يتصرف لإرضاء الشارع“.

ورجح في تصريحات، أن ”لا يستجيب صنع الله للقرار فهو مدعوم من البرلمان وأطراف دولية لذلك هي قفزة في الهواء من الدبيبة ولن تجدي نفعا وحتى من يأتي لن يجد أي حلول في ما يخص إغلاق النفط أو غيره من الأزمات“.

وأوضح السعداوي أن ”الدبيبة يستهدف امتصاص غضب الشارع، لأنه لم تكن أمامه خيارات أخرى لذلك أقدم على هذه الخطوة، ويحاول استغلال القرار حتى يقول للشارع إنه تحرك لحل أزمة الكهرباء خاصة ونحن نقترب من 17 يوليو / تموز الجاري، الذي يتم التحشيد له في الشارع فيحاول شأنه شأن البقية التحرك وإصدار مواقف إيجابية تبدو منحازة للشارع“.

خطوة جوهرية

من جهته، قال المحلل السياسي يوسف البخبخي، المقرب من حكومة الدبيبة، إن ”إقالة صنع الله تعد خطوة جوهرية في سياق الأداء لأن صنع الله أحد العناصر التي لم تقتصر على محاولة استغلال القرارات الفنية للمؤسسة بل حاول إضفاء طابع سياسي على مؤسسة النفط ودخل في صراع مع مصرف ليبيا المركزي، قبل أن يتوافق مع مجلس النواب الليبي“.

وأشار إلى أن ”صنع الله تحول إلى شخصية جدلية وأضحى عنصرا معيقا لتحقيق التوازن على صعيد القرار السياسي وحتى الفني لتحقيق إنتاج النفط“.

وبين البخبخي أن ”النقطة الأهم هي عوائد النفط التي تنزل في حساب مؤسسة النفط، التي تفترض قانونا أن تحال في غضون 48 ساعة لمصرف ليبيا المركزي، لكن جراء الاصطدام بين صنع الله والكبير قام الأول بدعم من مجلس النواب في طبرق بتجميد العائدات في مصرف ليبيا الخارجي على الضد من القانون“.

وذكر أن ذلك ”أدى إلى إشكالية واسعة جدا واليوم حكومة الوحدة تمتلك الكثير من التوافق مع مصرف ليبيا حول الإنفاق لكن صنع الله ليس على وفاق مع الطرفين، لكنه في وفاق أكبر مع مجلس النواب في ما يتعلق بآلية الإنفاق“.

واعتبر البخبخي أن ”الأطراف الدولية قد لا تكون على وفاق كبير مع قرار إقالة صنع الله؛ لأنها ترى أن أي إثارة لحالة من اللغط في المشهد الليبي غير مرغوب فيه وأي مساس بالمشهد قد يعيق العملية الانتخابية“.

إرم نيوز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...