التقسيطة الثالثة من أسماء المدن السورية ذات الأصول اليونانية
ملاتيوس جغنون:
الكورة والبلمند والسّقيلبيّة:
معروف قضاء الكورة إلى الجنوب الشرقي من طرابلس بلبنان. وهو الحاوي على الدير الشهير المعروف بدير البلمند. فالكورة أصلها Χώρα = "خورا" وتعني بالضبط المكان أو القرية خارج حدود أسوار المدينة. وكثيرون منا سيفاجَؤون بأن كلمة "خوري" الشائعة التداول في محيطنا السوري أَتَتْ بمعنى الأب الروحي الراعي للقرية خارج أسوار المدينة.
أما البلمند (دير البلمند في قضاء الكورة بلبنان) فأصل اللفظ يوناني أيضاً Παλαιά Μάνδρα "ﭘالِيَا مانذرا" أي "الدير العتيق" أو "البالي" باستخدام صفة بالعربية تُذَكِّرُنا بصفة "ﭘالِيَا" اليونانية. وتجدرُ الإشارة في هذا المقام أن لفظ "مانذرا" أيضاً يُذَكِّرُنا بكلمة "مِنْذَرَه" بمعنى مكان تقديم النذور والقرابين. أوليس الدير هو المكان المفضَّل لِتقديم النذور؟!. علماً إنّهُ يوجد أكثر من مكان في سورية يحمل اسم منذرا أو منطار إليكُم خارطة للطريق بين صافيتا والمنطار حيث عليه تقع رويسة المندرة و أترُكَ لكم البحث عن سواها أيضا
ونأتي أخيراً إلى مدينة السقيلبية بريف حماة الشمالي الغربي والمطلّةِ على سهل الغاب ليس بعيداً عن محردة. فالمدينة أصل اسمها أيضاً من اليونانية Σελευκοβηλος = سسلوقوبيلوس وتعني سلوقية التي على نهر بيلوس حيث "بيلوس" هو أحد أسماء العاصي (تَيَمُّناً بالإله السوري بيل) الذي اتخذها في الدور السلوقي ولا يخفاكُم أن سلوقوس الأول نيكاتور (أي المُظَفَّر) كان أحد قادة الاسكندر المكدوني الذين حكموا سوريا من بعده وسلوقية هي تيمناً به. وليست هي السلوقية الوحيدة على الجغرافيا السورية ولدينا سلقين أيضاً تحمل اسمه Seleucia ad Oronteum أي سلوقية العاصي وسلوقية البحر Seleucia ad Mare التي هي اليوم مدينة "سمنداغ" (لفظُ تركي يعني "جبل سمعان") عند مصب نهر العاصي.
إضافة تعليق جديد