الحزن هل يمكنه أن يكسر القلب؟

د. مجد نزار بريك هنيدي:

علميا، لماذا الحزن يكسر القلب؟ ماذا يحدث فيزيولوجيا في أجسامنا ؟ .

عندما نقول إن الحزن "يكسر القلب"، فإننا نعني تأثير الحزن العميق أو الإجهاد العاطفي الشديد على الجسم، خصوصاً على الجهاز القلبي الوعائي.

علمياً، هناك تفسيرات فيزيولوجية لهذه الظاهرة:

1. زيادة إفراز الهرمونات المرتبطة بالإجهاد:
عندما يواجه الشخص حزناً شديداً أو ضغطاً عاطفياً، يستجيب الجسم عن طريق إفراز هرمونات الإجهاد، مثل الأدرينالين والكورتيزول.
الأدرينالين يزيد من سرعة ضربات القلب وضغط الدم.
الكورتيزول يرفع مستوى الالتهاب في الجسم ويؤثر على وظيفة الأوعية الدموية.

2. متلازمة القلب المنكسر :
(Takotsubo Cardiomyopathy - Broken Heart Syndrom )
تُعرف أيضاً باعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد، وهي حالة تُشبه النوبة القلبية تحدث نتيجة التعرض لصدمة عاطفية شديدة.
يتسبب الارتفاع المفاجئ في مستويات الأدرينالين في تقلص الأوعية الدموية وتضرر عضلة القلب، خصوصاً في البطين الأيسر.
قد يشعر المصاب بألم في الصدر وضيق في التنفس يشبه أعراض النوبة القلبية.

3. التأثير على الجهاز العصبي اللاإرادي:
الحزن يؤثر على الجهاز العصبي السمبثاوي (Sympathetic Nervous System)، مما يؤدي إلى:
-تسارع ضربات القلب.
-انقباض الأوعية الدموية.
-تقليل تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية، مما يزيد من الشعور بالإرهاق والتعب.

4. التأثير على جهاز المناعة:
الإجهاد العاطفي المزمن يُضعف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض والالتهابات. كما أن الالتهاب المزمن يؤثر سلباً على صحة القلب والأوعية الدموية.

5. التأثير النفسي والجسدي التراكمي:
الحزن المزمن قد يؤدي إلى تغييرات سلوكية مثل قلة النوم، فقدان الشهية، وتغير في النشاط البدني، وكلها عوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

- هل الحزن قد يؤدي فعلاً إلى الوفاة؟
نعم، في حالات نادرة، يمكن للحزن الشديد أن يتسبب في وفاة الشخص، وهو ما يُعرف بـ"الموت بسبب القلب المنكسر". هذه الحالة تحدث غالباً لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات قلبية سابقة، لكنها قد تحدث أيضاً للأشخاص الأصحاء.

- كيف يمكن تقليل هذا التأثير؟
* التنفيس عن المشاعر: التحدث إلى شخص مقرب.
* الرياضة والمشي : تُقلل من مستويات هرمونات الإجهاد.
* الاسترخاء: مثل التأمل والتنفس العميق والقراءة .
* طلب المساعدة الطبية إذا استمرت الأعراض الجسدية أو النفسية لفترة طويلة.

اختصاصي التحاليل الطبية وعلم المناعة.
عضو الجمعية الأوروبية لأمراض الدم EHA.