من خسر الدعم في سوريا يحاول تعويضه من جيوب الناس.. ؟!

يبدو أن تداعيات إلغاء الدعم مازالت تلقي بظلالها على السوريين، وارتفاع الأسعار هو سيد الموقف حالياً في ظل غياب رؤية اقتصادية واضحة للحكومة السورية.

أمين سر جمعية حماية المستهلك في سوريا عبد الرزاق حبزه قال إنه «لاحظ بعد القرار الحكومي باستبعاد التجار من الدعم أن هناك محاولات لتعويض المبلغ الذي خسره التجار من الدعم وخاصة في مواد البنزين والمازوت والمواد التموينية المدعومة، والتي تقدر تكلفتها شهرياً بأكثر من 230 ألف ليرة بتحصيل الفرق من الناس المدعومة، أي من المعترين لكون التاجر يعمل بنظرية أنا لا أخسر».

وأوضح حبزه أن «الارتفاع بالأسعار خلال هذا الأسبوع طال معظم السلع بنسب مختلفة بحدود 10 %، وتختلف الأسعار بين الأسواق والمحال التجارية، موضحاً أن «الارتفاع جاء بعد الأسعار التأشيرية التي حددتها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بأسبوعين، والتي رفعت خلالها الأسعار ومن ثم عادت للارتفاع اليوم من جديد بعد استبعاد بعض الشرائح من الدعم».

وبيّن حبزه أن «المسوغات حول ارتفاع الأسعار بسبب الصقيع والبرد غير مقنعة، لأن الارتفاع طال مختلف المواد وليس فقط الخضر والفواكه، وأجور النقل أصبحت تلعب دوراً لا يمكن تجاهله في ارتفاع الأسعار».

في المقابل، قفزت أسعار الفروج والبيض في الأسواق السورية كغيرها من المواد نحو أرقام جديدة، مسجلة ارتفاعاً ملحوظاً خلال الفترة الحالية، ليتجاوز سعر طبق البيض في المحال 12 ألف ليرة، والفروج ما بين 12 ألفاً وما فوق لكيلو الفروج المذبوح و22 ألفاً وما فوق لكيلو الفروج المشوي حسب نوعه ووزنه.

ووفق النشرات التموينية الأخيرة، سجل سعر كيلو الجوانح 8 آلاف ليرة، وكيلو الفخذ 9500 ليرة، وكيلو الصدر 11200 ليرة وكيلو القوانص 5200 ليرة، كما يسجل سعر طبق البيض 10500 ليرة، وكيلو الشاورما 30150 ليرة.

في السياق ووسط عجز الحكومة السورية عن ضبط أسعار المواد الأساسية في أسواق البلاد، وتزامناً مع الأزمات المعيشية التي تسببتها بعد قرار رفع الدعم، لجأت شريحة واسعة من العائلات السورية إلى شراء الخضار والفاكهة بـ”الحبة” تزامناً مع القفزة غير المسبوقة في أسعارها.

وتتصاعد وتيرة الأزمة الاقتصادية في سوريا، بالتوازي مع الانتقادات اللاذعة للحكومة إثر قرار رفع الدعم عن مئات الآلاف من العائلات السورية، القرار التي تتوالى ردات الفعل عليها بشكل يومي.