تكريم عبد اللطيف عبد الحميد في أيام الثقافة السورية
تحظى أفلامه بإقبال الجمهور وبجوائز المهرجانات ليكون الفنان الشامل عبد اللطيف عبد الحميد صاحب التجربة الفريدة في عالم الإخراج السينمائي لما اتسمت به أعماله من البساطة والعفوية ومقاربة حكايات الناس البسطاء بتفاصيلها المغرقة.
وتقديراً لمسيرته الفنية كان المخرج والكاتب عبد اللطيف عبد الحميد أحد المكرمين الستة في أيام الثقافة السورية لما حملته أفلامه من فرح وطفولة وبراءة وخفة ظل وحبه الكبير لسورية حاصدا من خلالها عشرات الجوائز محلياً وعربياً وعالمياً.
تميز عبد الحميد التي أنتجت معظم أفلامه المؤسسة العامة للسينما بقدرته على الدمج بين الكوميديا والتراجيديا في آن معاً وكانت البيئة الريفية البسيطة هي السمة الأساسية لمعظم أعماله ورغم انتقاله لاحقاً إلى المدينة ظل يبحث عن وجوه ريفية طيبة.
وشهد النصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين انعطافة في مسيرة السينما السورية كانت الأفلام الجماهيرية التي حققها المخرج عبد اللطيف عبد الحميد إحداها والتي حصل فيها المخرج للمرة الأولى على أرباح من شباك التذاكر.
ولد عبد اللطيف عبد الحميد في العام 1954 لأسرة من لواء اسكندرون السليب نزحت إلى قرية البهلولية في ريف اللاذقية هرباً من بطش النظام التركي وقضى المخرج المبدع سنوات طفولته متنقلاً بين حمص والجولان السوري المحتل بحكم عمل والده في الجيش العربي السوري وكانت السينما شغفه الأول فكان لا يترك فيلما عربياً وأجنبياً تعرضه صالات مدينة اللاذقية.
عندما حصل عبد الحميد على الشهادة الثانوية درس الأدب العربي في جامعة تشرين حيث أشبع هوايته الفنية بالعمل في المسرح الطلابي وسعى لدراسة الموسيقا في مصر ولكن ثمة عوائق حالت دون تحقيق حلمه.
وأخذت مسيرة حياة عبد الحميد طريقها الصحيح كما يقول عندما حصل على منحة لدراسة السينما في المعهد العالي للسينما بموسكو وتخرج منه عام 1981 منجزاً خلال سنوات دراسته ثلاثة أفلام وهي “تصبحون على خير”و”درس قديم” و”رأسا على عقب” وبعد عودته إلى دمشق أنجز للمؤسسة العامة فيلمين تسجيليين هما “أمنيات” و”أيدينا”.
تعرف جمهور السينما السورية على عبد الحميد عندما عمل مخرجاً مساعداً في رائعة محمد ملص “أحلام مدينة” سنة 1983 وفي العام 1987 أدى الشخصية الرئيسة في فيلم “نجوم النهار” لأسامة محمد لينال مع فيلمه الأول “ليالي ابن آوى” إنتاج عام 1989 سيف مهرجان دمشق السينمائي الذهبي وجائزة أفضل ممثل للفنان اسعد فضة والزيتونة الذهبية في مهرجان حوض المتوسط في كورسيكا والجائزة الذهبية من مهرجان الفيلم الأول الدولي في انوناي بفرنسا.
واتبع عبد الحميد عمله الأول بثلاثة أفلام صنفها النقاد مع ليالي ابن آوى ضمن رباعية ريفية تناولت بيئة الساحل السوري في حقبة الستينيات مع “رسائل شفهية” إنتاج 1989 الذي نال جوائز عديدة في مهرجانات فالنسيا ومونبليه ثم “قمران وزيتونة إنتاج 2001″ و”ما يطلبه المستمعون 2003”.
وقام عبد الحميد عبر فيلمه “نسيم الروح” إنتاج سنة 1998 بخطوة غير مسبوقة في السينما السورية والعربية عندما خصص هذا العمل تحية لروح الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي.
ولم تطفئ نيران الحرب وآلامها جذوة الإبداع عند عبد الحميد من كتابته وإخراجه للعديد من الأفلام التي صورت الحرب بصورة متعددة تطرق في بعضها لتأثيراتها السلبية على المجتمع السوري بشكل عام والأسرة بشكل خاص من فيلم “أنا وأبي وأمي وأنت” و “طريق النحل” عام 2017 و”عزف منفرد” عام 2018.
وشهد العام الحالي عودة عبد الحميد بجمهوره إلى عوالم البيئة الريفية البسيطة التي قدمها في معظم أعماله من خلال فيلمه الروائي الجديد “الطريق” و”الإفطار الأخير” الذي نال جائزة أفضل سيناريو في مهرجان الاسكندرية السينمائي الأخير.
عبد الحميد الذي أخرج للسينما السورية 15 فيلما جميعها من كتابته سحر الجمهور أيضاً بأدائه التمثيلي المعبر والبارع في الأفلام التي شارك فيها مقدما شخصيات فريدة بدءاً من نجوم النهار مروراً بـ “ما ورد” إخراج أحمد إبراهيم أحمد و”بانتظار الخريف” لجود سعيد و”أمينة” لأيمن زيدان مثبتاً بحق بأنه الفنان الشامل.
سانا
إضافة تعليق جديد