الانتخابات في حمص ندرة في الناخبين وكثافة في المندوبين مع حب وغرام
الجمل- حمص- يامن حسين: عمرت موائد المتة، وبزر ميال الشمس,والسهرات الحمصية طيلة يوم الأحد 22/4/2007 بحكايا الإنتخابات، وإشاعاتها فمن إشاعة توزيع الموبايلات في احدى المراكز الإنتخابية إلى أحاديث عن مصادر التمويل، والدعم المالي, والمعنوي للمرشحين من قبل مسؤولين, وتجار كبار,حتى أنواع الأطعمة، والدعم اللوجستي الذي قدمه المرشحين لمندوبيهم شَغِل بال الحماصنة, فالمرشح فلان قدم لمرشحيه الكباب, والكولا مماسبب احباط، وسيلان لعاب عند مندوبي المرشح علتان الذي جلب لهم فلافل, والكازوز أو (القاظوظ)، أما عملية الإنتخاب فقد بدأت مع فتح صناديق الإقتراع الساعة السابعة,واختلفت نسب المشاركة من مركز لمركز فبعضها بات باهتاً، والبعض الأخر متوسط الشدة من حيث الكثافة, وشهدت شوارع حمص خلال هذا اليوم حركة سير عادية, لكن ماكان واضحاً هو كثافة أربع أشياء:
1_ عدد المندوبين حيث ينبغي لك للوصول إلى الغرفة المخصصة للإنتخاب معارك طاحنة، وتعبئة جيبك بأوراق الإنتخاب الملونة، والموزعة من قبل المندوبين خارج هذه الغرفة
2_ عدد رجال الأمن والشرطة
3_كثافة روائح العرق التي فاحت من المندوبين
4_عدد الإشاعات, والقيل, والقال, وخاصة من المرشحين, وعنهم
أمام أحد مراكز الإنتخاب في ثانوية نظير نشيواتي بحي الزهراء كان ملاحظاً أنه حتى الأطافيل (جمع تكسير لكلمة طفل) شاركوا كمندوبين, ومنشّطين لبعض المرشحين, وما أن تقترب من المركز الإنتخابي حتى يقفزوا من كل فج عميق، يدزّون أوراق مرشحيهم في جيبك، ويديك مع عبارات( الله يخليك, الله يجوزك، الله ينجحك), وحينها تتذكر كلام المذيعة فلانتينا اسماعيل في تلفزيوننا الحبيب قبل برامج الأطفال (عصافير الجنة، ملائكة الأرض أهلاً بكم)، وأغنية ماجدة الرومي ( طيري طيري يا عصفورة أنا متلك حلوة زغيورة)
وإضافةً للأطفال, فإن الجنس اللطيف كان حاضراً, ولطيفاً جداً، ويُشهد لهن مقارعتهن للمندوبين الذكور في معارك الكر، والفر (بفتح الكاف) للحصول على أصوت الناخبين، وعلى غرار اللافتات، والصور التي اهترأ بعضها، وشوه المطر بعضها الآخر كان ملاحظاً أن الشوارع التي تقع أمام المراكز الإنتخابية غطتها طبقة من أوراق الإنتخاب الممزقة، والتي يوزعها المندوبون على الناخبين، والمارة كما تناثرت هذه الأوراق على أرضيات المراكز الانتخابية. من ناحية أخرى فإن الجديد في انتخابات هذه الدورة ليس الوجوه أو البرامج الإنتخابية بل كاميرات التصوير التي وضعت لمراقبة الإنتخابات، والحبر السري المستخدم، والكمبيوترات التي استعملت لتسجيل أسماء الناخبين
وبعكس الهواجس، والاشاعات، والتساؤلات التي عمت المدينة خلال الأيام السابقة عن نماذج الأوراق الانتخابية, والتي ستعتمد داخل المراكز فقد وجد في المراكز الإنتخابية نموذجين فقط . يضم الأول جدولاً يحوي أسماء مرشحي الجبهة الوطنية التقدمية، و4 أماكن شاغرة للمستقلين في الفئة - أ-، و5 للمستقلين في الفئة - ب -, أما النموذج الثاني فيضم جدولاً يحوي 11مكاناً شاغراً للمرشحين عن الفئة - أ -، و12 عن الفئة - ب - .أما خارج الغرف الانتخابية فقام المندوبون بصوغ التحالفات وبعض هذه التحالفات كانت نتيجة اعجاب مندوب عن أحد المرشحين بمندوبة عن مرشح آخر وتبدلت بعض التحالفات خلال وقت قصير وكان ملاحظاً وجود قوائم انتخابية ضمنية غير القائمة الوحيدة المستقلة التي أعلنت في حمص وهذه القوائم الضمنية كانت معروفة منذ بداية الدعاية الإنتخابية لكنها لم تصاغ كقوائم علنية واضحة, ومن ناحية أخرى ووفقاً لبعض المرشحين فمن المرجح أن تشهد مراكز حمص الإنتخابية كثافة أكبر يوم الإثنين 23/4/2007، وربما يكون السبب أنه يوم عطلة الحلاقين.!!
الجمل
إضافة تعليق جديد