تعرف على الآلهة اليونانية القديمة وقصة كل إله
من جوف كرونوس، لرأس زيوس، والد هرقل ومنبع أثينا ربّة الحكمة، وصولاً إلى سهم أفروديت، قيثارة أبولو، وكانثاروس دينوسوس، يتجلّى جمال الأساطير الإغريقية التي تؤلّه المرأة بقوتها وحكمتها وحبها العظيم، وتعظّم الرجل بجبروته الذي لا ينهيه عن تقدير الحب وروعة الاحتفال، والانحناء أمام عظمة الأنثى، على عكس أساطير المستقبل التي تتم كتابتها في الحاضر، وما من منتصر سوى هايدز، إله الموت…
1. زيوس Zeus
ملك الآلهة، باستطاعته التحكم بالمناخ. دعاه هيسيود شاعر الإغريق القديم، بـ”جامع السحب“ و”صانع الرعد“، وتعد ”الصاعقة“ من أقوى أسلحته.
آمن الإغريق القدامى أنه عندما يصعق البرق الأرض، فإن ذلك يعد إشارة لحضور زيوس. كما اشتهر زيوس بحسن ضيافته، وتعد معاملة أحدهم ضيفه أو الغريب بطريقة سيئة، ازدراءً بحرمة زيوس.
– زيوس وكرونوس:
كان كرونوس، ملك الجبابرة، يخشى كثيراً أن يُقتل من قبل أحد ابنائه، كما قُتل أباه في السابق. ولشدة قلقه من الأمر، بدأ كرونوس بأكل أطفاله بعد ولادتهم، مما سبب خوفاً شديداً لدى زوجته ريا.
وبعد ولادة زيوس، إبنهم السادس، قامت ريا بخداع كرونوس، حيث أعطته حجراً ليبتلعه بدلاً من ابنه. ثم قامت ريا بتخبئة زيوس في كهف، حيث قام ماعزٌ هنالك بتربيته. وعندما كبر زيوس، طالب بأن يصبح حامل كأس كرونوس. حيث وضع جرعة فريدة في نبيذ أبيه، جعلته يتقيّأ جميع أبنائه الذين قام بابتلاعهم سابقاً إضافة إلى الحجرة التي قام بابتلاعها بدلاً من زيوس. حينها، قاد زيوس أخوته وأخواته في معركة ضد كرونوس وجبابره، حيث انتصروا على أبيهم، وأصبح زيوس ملك الآلهة.
– أهم رموزه:
تعد الصاعقة من أهم الرمزيات التي تعبر عن زيوس، كما يتم تصويره أحياناً جالساً على العرش.
أهم رموزه الصاعقة والجلوس على العرش
– أهم الأدوات والأماكن المكرّسة له:
تم نقش الرمح ذو العقب تخليداً للإله زيوس، إضافة إلى الخوذة البرونزية، لشكر زيوس على انتصاره في المعركة. ويعتقد بأن الكهف الذي ترعرع فيه زيوس بعد أن خبأته أمه يوجد في جبل ديكتيه أو جبل إيدا في كريت.
– الألعاب الأولمبية:
تعد مهرجاناً مكرّساً لزيوس. كان يتم عقدها كل أربع سنوات في أولمبيا، حيث كانت تعتبر المسابقات الرياضية الجزء الأهم في ذلك الاحتفال. وكان الرجال من جميع أنحاء العالم الإغريقي يتنافسون في أنواع مختلفة من الرياضات، وكان الفائزون في المبارزات يعدّون بمثابة الأبطال.
2. هيرا Hera
زوجة زيوس، ملكة الآلهة، وإلهة الزفاف والزواج. كانت تغار كثيراً من العلاقات المتعددة لزوجها زيوس، حيث انتقمت بشكل فظيع من حبيباته، وأقرّت بعدم شرعية أطفاله منهن.
– هيرا وهرقل:
وقع زيوس بغرام ألكمينيه، المرأة الفانية، التي أنجبت طفل زيوس المدعو هرقل، مما أثار غيرة هيرا، فقامت هيرا بمنعه من أن يصبح ملكاً وذلك عبر تأخير يوم ميلاده لتجعل من طفل امرأة أخرى ملكاً بدلاً منه، كما وضعت ثعبانين في سريره. نجا هرقل من ذلك عبر خنق الثعبانين، حيث كان هرقل يمتلك قوّة خارقة منذ صغر سنه.
– أهم الرموز التي تدل عليها:
الپولوس: تاج عال. والصولجان: دلالة على منصب ملكي.
– أهم الأدوات والأماكن المكرّسة لها:
يعد رأس الفأس البرونزي مكرّساً لهيرا. حيث نقش عليه كتابة تقول ”أنا، الملكية المقدسة لهيرا في السهل، كينيسكوس الجزّار كرّسني لها، عشر من أعماله.“ كما يحتوي الدبوس الفضي على نقوشات مخصصة لهيرا.
يعتقد بأن ساموس هو مكان ميلاد هيرا. حيث تم بناء الهيرايون، وهو معبد كبير، مكان ميلادها، ويعد الهيرايون من أقدم المعابد الإغريقية في اليونان.
– مهرجان هيرايا:
كان احتفال الهيرايا مكرّساً للإلهة هيرا، وكما في الألعاب الأولمبية، تخلل الاحتفال مسابقات رياضية. وتم عقده في أولمبيا، إلّا أنه لم يسمح التنافس فيه إلّا للنساء.
3. أثينا Athena
إلهة الحرب والحكمة الماكرة، كما أنها إلهة صناعة الأوعية وأعمال الصوف. كانت مرتبطة بالمدينة، حيث تضمنت كل قرية تقريباً في اليونان معبداً مكرّساً للإلهة أثينا. اخترعت المركبة واللجام وقامت ببناء أول سفينة. وتعد شجرة الزيتون مقدسة بالنسبة لها.
– ميلاد أثينا:
كان زيوس والد أثينا، وكانت والدتها ميتيس، أي الحكمة. وقد قيل لزيوس قبل ميلاد أثينا أن أي طفل مولود من ميتيس سيكون أكثر قوة من أبيه مما أثار خوف زيوس، الذي قرر أن يبتلع ميتيس قبل أن تلده أثينا.
بعد حين، بدأ زيوس يصاب بوجع شديد في الرأس، وقد تفاقم الوجع كثيراً مما اضطر زيوس أن يطلب من هيفايستوس أن يفتح رأسه ليرى ما الخطب. وحين قام هيفايستوس بذلك، خرجت أثينا من جمجمة زيوس، كبيرة ومهيئة للمعركة.
– أهم الرموز التي تدل عليها:
يتم تصوير أثينا مدرّعة بالكامل مع خوذة.
الدرع: عبارة عن عباءة من جلد الماعز مخاطة بشراشيب ذات أفاعي. كما أنها مرتبطة بالبومة.
– أهم الأدوات والأماكن المكرّسة لها:
الأولوس؛ نوع من أنواع الآلات النفخية، قيل أن أثينا اخترعتها، وحين رأت كم يبدو وجهها قبيحاً وهي تعزف على تلك الآلة، رمتها بعيداً باشمئزاز.
معظم المدن الاغريقية تتضمن حرماً أو معبداً مكرساً لعبادة أثينا لاعتبارها حامية المدينة. وهي مرتبطة بشكل خاص بمدينة أثينا. وتقول الأساطير أن هدية أثينا للمدينة هي شجرة الزيتون، التي تنمو فوق الأكروبوليس، أمّا أشجار الزيتون الأخرى فكانت تمنو بجانب أكاديمية أفلاطون، حيث يتم تأمين الزيت اللازم للهدايا التي توزع في ألعاب الباناثينايك (عموم أثينا).
في القرن الخامس قبل الميلاد، تم بناء معبد عظيم لعبادة أثينا على هضبة الأكروبوليس الاغريقية، حيث دعي ذلك المعبد البارثينون.
– مهرجان الباناثينايا (عموم أثينا):
يعد مهرجاناً كبيراً، يعقد في مدينة أثينا تكريماً للإلهة أثينا. تضمن جميع فئات المجتمع الاغريقي: رجال، نساء، مواطنين، عبيد والأجانب الذين يعيشون في أثينا.
تألف الاحتفال من أضاحي ومسابقات وموكب ضخم لتقديم رداء جديد لتمثال أثينا التاريخي على هضبة الأكروبوليس.
4. أبولو Apollo
إله الشمس، الحقيقة، الموسيقا، الشعر، الرقص والشفاء. وضع الشعراء أنفسهم تحت حمايته.
– أبولو و دافني:
كان أبولو يسخر كثيراً من إيروس، إله الحب، ولمعاقبته، قام أيروس برماية أبولو بإحدى سهامه الذهبية، مما جعل أبولو يغرق في حب الحورية دافني، إلهة من إلهات الطبيعة.
ولسوء حظ أبولو، قام أيروس أيضاً برماية دافني بسهم قيادي معاكس، مما جعلها ترفض أبولو. كان أبولو يلاحق دافني التي كانت تحاول الهرب منه، مما جعلها تطلب مساعدة أبيها، إله النهر.
وحين كان أبولو على وشك الإمساك بها، قام والدها بتحويلها إلى شجرة غار، مما حطّم قلب أبولو. وحتى عندما تحولت دافني إلى شجرة، كانت ترتعد من لمسة أبولو لها.
– أهم الرموز التي تدل عليه:
تمثال أبولو، نقش على رجليه ”غانياريداس كرّسني لأبولو.“
– أهم الأدوات والأماكن المكرّسة له:
القيثارة المستعادة، كانت أوتارها تقطع من قبل العازف، وكانت عظام ظهر السلحفاة بمثابة صندوق الصوت. الموسيقا، والآلات الوترية بوجه التحديد، كانت مرتبطة بأبولو.
مكان ولادة أبولو وأخته أرتمينيس هو جزيرة ديلوس، التي بقيت مقدسّة لأبولو.
كانت ديلفي مرتبطة بقوة بالإله أبولو، وتعد من أهم المناطق المتّسمة بالوحي الإلهي في اليونان. كان الناس يقصدنوها طلباً لنصيحة أبولو في العديد من المسائل.
– الألعاب البيثيادية:
كانت تعقد في ديلفي، وعلى عكس باقي المهرجانات الرياضية كالأولمبياد والهيرايا، كانت تتضمن مسابقات في الموسيقا والشعر. وكان يتم تتويج الأبطال عن طريق أكاليل من أوراق الغار، والتي كانت تعد مقدسة بالنسبة لأبولو.
5. ديميتر Demeter
إلهة الخصوبة والزراعة. كانت إلهة مهمة بالنسبة للمزارعين والنساء، وكانت أيضاً مرتبطة بعالم الرذيلة السفلي، عالم الأموات أو الجحيم.
– ديميتر وبيرسيفون:
في أحد الأيام، وحين كانت بيرسيفون ابنة ديميتر تجمع الأزهار، قام هايدز؛ إله عالم الرذيلة السفلي (الجحيم)، بأسرها، حيث لم يعلم أحدٌ أين ذهبت أو ماذا حلّ بها.
مرضت ديميتر لشدة قلقها وحزنها على ابنتها، وقررت أن تسأل هيليوس، إله الشمس، عمّا حصل. حينما علمت أن هايدز أسر ابنتها، غضبت كثيراً، ولعدة سنوات، جعلت جميع المحاصيل والنباتات تذبل وتموت، ونتيجة لذلك، اجتاحت الأرض مجاعة كبيرة.
فأمر زيوس هايدز أن يحرر بيرسيفون، التي فرحت كثيراً. إلّا أن هايدس قام بخداعها لتأكل بذور الرمان قبل أن تغادر العالم السفلي، حيث علم أنها في حال أكلت أي شيء من عالم الأموات، ستتحتم عليها العودة إليه لمدة معينة سنوياً. فرحت ديميتر كثيراً لعودة ابنتها إليها، وعلى الرغم من ذلك، كان على بيرسيفون العودة إلى هايدز، مما أفجع ديميتر مجدداً. ولهذا السبب، فإن في فترة معينة من كل سنة، تتوقف المحاصيل والنباتات عن النمو. وحين تعود بيرسيفون إلى الأرض، تنبض الأرض بالحياة مجدداً.
– أهم الرموز التي تدل عليها:
امرأة ناضجة، ويتم تصويرها ممسكة بحزمة من نبات القمح.
– أهم الأدوات والأماكن المكرّسة لها:
وتكريساً لديميتر، يتم تصوير بعض الفواكه الموضوعة على صينية، متضمنة ثمرة الرمان وبعض الكعك.
تقول الأساطير أن ديميتر كانت تبقى في إلوزيس أثناء فترات حزنها على ابنتها بيرسيفون، حيث أعطت أسرار الزراعة والخصوبة لتريبتوليموس، ابن الملك. وكان الناس يأتون سنوياً من كافة أنحاء العالم الاغريقي ليتعلموا تلك الأسرار في مهرجان خاص، دعي بمهرجان الألغاز الإلوزينية.
نعلم قليلاً عمّا حدث في ذلك المهرجان، حيث كان على الناس الذين أخذوا بعضاً من الألغاز أن يحتفظوا بخيراتهم سراً عن العالم، ولذلك، كان من الصعب تحديد الأحداث التي حدثت في إلوزيس.
– مهرجان الثيسموفوريا:
كان مهرجاناً مخصصاً للنساء فقط واللاتي كن مكرّسات لديميتير، حيث كانت النساء تضحين بالخنازير لأجل الإلهة. وفي اليوم الثاني، كنّ يصمن، أما في اليوم الأخير، فيتم تحضير مأدبة كبيرة.
6. بوسيدون Poseidon
إله البحر والخيل، وهو أخ زيوس. كان معروفاً بطبعه الحاد، وكان يُخشى كثيراً وذلك لقدرته على إثارة الأعاصير. كما يعتقد بأنه كان قادراً على جعل المياه العذبة تتدفق صعوداً من الأرض.
– بوسيدون وأوديسيوس:
لم يسامح بوسيدون قط أوديسيوس، البطل الإغريقي، على التسبب بالعمى لابنه بوليفيموس العملاق. وحين كان اوديسيوس في طريق عودته إلى موطنه بعد أن تاه عدة سنين في البحر، ولّد بوسيدون إعصاراً هائلاً، مما جعل الأمواج ترتطم بسفينة اوديسيوس حينما كان يبحر فيها، الأمر الذي كان سيؤدي إلى مقتله لو أن أثينا لم تتدخل لمساعدته.
– أهم الرموز التي تدل عليه:
الرمح ثلاثي الشعب، وخيول بيضاء ومركبة ذهبية. كما يتم تصويره مع سمكة أو دلفين في يده.
كان يتم تقديم القرابين لبيوسيدون من قبل البحارة والصيادين، لأنهم أملوا أنه في حال أسعدوا الإله فسوف يباركهم ببحار هادئة.
– أهم الأدوات والأماكن المكرّسة له:
يعد المعبد الجميل في ”رأس سونيون“ أول ما يتم رؤيته من قبل البحارة أثناء إبحارهم إلى أتيكا في اليونان. حيث كان المعبد مكرّساً لعبادة بوسيدون. إضافة إلى وجود حرم كبير وهام للإله بوسيدون في إسميا بالقرب من كورينثوس.
– الألعاب البرزخية:
كانت مكرسة للإله بوسيدون، حيث كانت تُعقد كل سنتين في حرم الإله في إسميا. وتعد ثاني أهم ألعاب رياضية في اليونان بعد الألعاب الأولمبية.
7. أفروديت Aphrodite
إلهة الحب والجمال، زوجة هيفايستوس، إلّا أنها كانت واقعة في غرام الإله آريس.– حكم باريس:
أُهينت إيريس، إلهة النزاع، لأنها لم تُدعَ إلى زفاف بيلوس وثيتيس. وانتقاماً لذلك، رمت تفاحة ذهبية بنقوش تقول ”إلى الأعدل“، علماً منها أن ذلك سيسبب جدلاً بين الإلهات الأخريات. حيث طلبت كل من أفروديت وهيرا وأثينا من زيوس أن يقرر لمن منهن تنتمي التفاحة. لكن زيوس لم يرد أن يسبب مشاكل أكثر لأنه عبر اختياره لإحداهن سيجلب على نفسه امتعاض الأخرتين.
وبدلاً من ذلك، قرر أن يعطي مهمة الاختيار لباريس، الإله الخالد. حيث وعدت كل واحدة منهن الإله باريس بشتى الهدايا في حال قام باختيارها. وكانت إحدى الهدايا التي عرضتها أفروديت، هي هيلين، أجمل امرأة في العالم، وزوجة مينيلوس الاسبرطي. قامت أفروديت بجعل هيلين تقع في حب باريس، ثم هربت معه بعيداً. فجمع مينيلوس حلفاءه في اليونان للقبض على هيلين، واستمرت تلك الحرب لمدة 10 سنوات.
– أهم الرموز التي تدل عليها:
غالباً ما تكون مترافقة مع طيور خصوصاً الحمام والإوز وعصافير الدوري. كما يتم تصوريها غالباً مع إيروس، إله الحب، والذي يظهر على شكل طفل صغير ذو أجنحة.
– أهم الأدوات والأماكن المكرّسة لها:
ولأنها إلهة الحب والجمال، يتم استخدامها لتزيين المرآة، مثل تزيين المرآة البرونزية بشكل أفروديت وهي ممسكة بحمامة، ضافة إلى شكلين من هيئة إيروس.
خُلقت أفروديت في البحر، ووصلت إلى شاطئ بالقرب من بافوس في قبرص، ولذلك فتعد قبرص مركز عبادة أفروديت.
– مهرجان أدونيا:
يعد مهرجاناً مخصصاً للنساء، تخليداً لذكرى موت أدونيس، حبيب أفرروديت.
خلال الاحتفال، تغني النساء أغان حزينة معيدة تمثيل جنازة أدونيس. كما تقمن بزراعة الحدائق على أسطحة المنازل.
8. هيرمز Hermes
إله السفر، الأعمال، الأثقال، القياسات والرياضات. كان رسول الآلهة المرشد لأرواح الموتى في عالم الأموات. كما كان راعي الرعاة والسارقين والمهلكين والرسل. تقوم عصاه بجعل الرجال ينامون على الفور.
– هيرمز وماشية أبولو:
في يوم ميلاده، قام هيرمز بسرقة ماشية أبولو وتخبئتها. وحين جاء أبولو لاسترداد ماشيته، عاد هيرمز إلى فراشه مدعيّاً أنه طفل بريء. مما أثار غضب أبولو، الذي اشتكى إلى زيوس عن كيفية معاملته، إلّا أن زيوس رأى الحادثة مضحكة جداً.
– أهم الرموز التي تدل عليه:
قبعة المسافرين، وعصا هيرالد، وخفّ مجنّح.
– أهم الأدوات والأماكن المكرّسة له:
مزهرية تعد بمثابة نصب تذكاري لهيرمز يتم وضعها عند أبواب المنازل الإغريقية. كما تم استخدامها لتحديد الحدود.
كان هيرمز إله الحدود وانتهاكاتها، لذلك كان يوضع تمثاله في مداخل البيوت والقرى.
– يوم القدْر:
في يوم ميلاد أنثيستيريا، يوم القدور، كان يتم تقديم وجبات لهيرمز من العالم السفلي، نيابة عن الأموات.
وفي هذا اليوم، كانت أرواح الموتى تحوم حول الأرض، ولذلك كان الناس يقومون بتلطيخ مداخل الأبواب بالزفت؛ مادة سوداء بمثابة القار، لمنع الأشباح من الدخول إلى منازلهم. وفي نهاية اليوم، كان أهالي المنازل يخرجون و يدورن حول منازلهم قائلين: ”اخرجي يا عفاريت، لقد انتهت أنثيستيريا!“
9. أرتيميس Artemis
إلهة الصيد والرماية والولادة. كما كانت إلهة الحيوانات البرية، ولذلك كان يتم تصويرها تعيش في الضواحي. كان بإمكانها أن ترسل الأوبئة والبلاء أو الموت المفاجئ لمن هم فانين، كما كان باستطاعتها شفائهم أيضاً. وهي الأخت التوءم للإله أبولو.
– أرتيميس وأكتيون:
كان أكتيون صياداً، وحينما كان في أحد الأيام يجول في الأدغال، صادف أرتيميس وحورها أثناء استحمامهن.
غضبت أرتيميس لأن رجلاً فانٍ قد رآها عارية. وانتقاماً لذلك، قامت بتحويل أكتيون إلى أيل. حيث أن كلابه الخاصة بالصيد لم تستطع معرفته بهيئته الجديدة، فقامت باصطياده وقتله.
– أهم الرموز التي تدل عليها:
القوس والسهم والحيوانات البرية.
–أهم الأدوات والأماكن المكرّسة لها:
يوضح التمثال امرأة حامل، لأن الحمل و الولادة مرتبطان مع أرتيميس، على الرغم من أنها لم تلد أي طفل.
كان هنالك حرماً ضخماً مكرّساً لعبادة أرتيميس في إفسوس. يعتبر هذا المعبد المتمركز في آسيا الصغرى أحد أهم عجائب الدنيا السبع. والنسخة التي يتم عبادتها هنالك تختلف عن أرتيميس الإغريقية. حيث كانت أرتيميس تُغطّى بالعديد من الصدور الشبيهة بالبيض.
– مهرجان برورونيا:
يتم الاحتفال به كل سنة في برورون بالقرب من أثينا. ومن ميزاته غير المألوفة أنه كان يتضمن فتيات صغيرات عمرهن بين الخمس والعشر سنوات. حيث كانت الفتيات ترتدين زي الدببة لإشباع وتهدئة الإلهة أرتيميس.
10. آريس Ares
إله الحرب، وعلى عكس أثينا، لم يكن بارعاً في المعركة، حيث لم يكن إلهاً ذو شعبية لدى الإغريق.
في الإلياد؛ قصيدة غريبة عن نهاية الحرب التروجانية بين طروادة و عدد من البلدان الإغريقية، اشتكى زيوس من كون آريس أكثر إلهاً مكروهاً بين جميع أولاده.
– آريس وأفروديت:
كان آريس وأفروديت يحبان بعضهما، على الرغم من أن أفروديت كان متزوجة من هيفايستوس. وحين علم هيفايستوس بعلاقتهما قرر الانتقام، حيث بدأ بصنع شبكة معدنية فائقة الجودة كادت أن تكون غير مرئية، وعلّقها على فراش أفروديت.
في زيارة آريس التالية لأفروديت في غرفتها قام هيفايستوس بتحرير الشبكة، مما جعل آريس وأفروديت يعلقان فيها داخل الفراش. حيث جاء جميع الآلهة الآخرون ليسخروا منهما.
– أهم الرموز التي تدل عليه:
الدرع والخوذة.
– أهم الأدوات والأماكن المكرّسة له:
وبما أن آريس كان إله الحرب، كان المحاربين الإغريق يرتدون دروعاً برونزية ليحميهم في المعارك.
ترقيا: كان وجود أي حرم أو معبد مكرس لآريس يعتبر نادرا، ويُعتقد أن موطنه كان في ترقيا. حيث اعتبرها الإغريق مكاناً جامحاً وبربرياً.
– الأضاحي قبل المعارك:
كان هناك مهرجانات قليلة جداً مكرسة لآريس. إلّا أن المحاربين اعتادوا على تقديم الأضاحي لآريس قبل المعركة كتقليد شائع.
11. هيفايستوس Hephaistos
إله النار والبراكين والحدّادين والحرفيين. كان ضعيفاً مما أدى في النهاية إلى طرده من جبال أوليمبس. و كان متزوجاً من الإلهة أفروديت، ووالد إريكثوس، الملك الأسطوري لأثينا.
– هيفايستوس وهيرا:
كانت هيرا، والدة هيفايستوس، تهلع من عيوبه، فطردته من جبل أوليمبس باشمئزاز. حيث قامت حورية البحر ثيتيس بالاعتناء بالطفل الإله.
اكتشف هيفايستوس بعد حين أنه يمتلك موهبة عظيمة تتجلى في صناعة الأشياء الجميلة والمفيدة. وانتشر الخبر حول كونه حدّاداً ماهراً. وحين علمت هيرا بالأمر، رحبت بعودته إلى جبل أوليمبس. كما تم استدعاءه مرات عديدة ليصنع دروعاً للأبطال أمثال أخيل وهرقل.
– أهم الرموز التي تدل عليه:
رجل ملتوية وعدّة أدوات.
– أهم الأدوات والأماكن المكرّسة له:
كان هيفايستوس مرتبطاً بصنّاع المعادن الحرفيين.
معبد هيفايستيون في أثينا: كان معبداً مكرساً لهيفايستوس وأثينا، على حدود الأغورا (الميدان العام)، وكان مطلاً على أجزاء كبيرة تضمنت العديد من الدكاكين والأسواق في أثينا. حيث كان الحرفيون يدعون لهيفايستوس لكي يوفقهم في تجارتهم.
– مهرجان شالكيا وهيفايستيا:
مهرجان مخصص لعمّال البرونز، وبما أن هيفايستوس هو راعيهم، فكان يتم تكريمه كإله في المهرجان.
أما الهيفايستا فكان مهرجان مكرّس لهيفايستوس، ويعتبر سباق الشعلة من أهم ميزاته. حيث أصبح ذلك السباق مطروقاً في كثير من المهرجانات، إلّا أنه كان وثيقاً بهيفايستوس على وجه الخصوص، وذلك لارتباطه بالنار.
12. ديونيسوس Dionysos
إله المرح والروح المعنوية العالية والمشاعر القوية والنبيذ. كما كان مرتبطاً بالدراما والمسرح.
– ديونيسوس والدلافين:
تم القبض على ديونيسوس من قبل مجموعة من القراصنة حينما كان ثملاً لشربه النبيذ. وعندما صحا، وجد نفسه بعيداً في البحار حيث حاول إقناعهم بأنه إله، لكنهم سخروا واستهزؤوا به كثيراً.
إلّا أن واحداً من القراصنة صدق ديونيسوس وترجّى الآخرين لتحريره لكنهم رفضوا أن يستمعوا إليه. فقد ديونيسوس أعصابه، وملأ القارب بالنبيذ، حيث أصابت أغصان الكرمة صاري القارب ودمّرت الأشرعة مما أثار الرعب في نفوس القراصنة الذين ألقوا بأنفسهم في البحر. فحوّلهم الإله جميعاً إلى دلافين، عدا القرصان الذي صدق كلامه.
– أهم الرموز التي تدل عليه:
شجر الكرمة. كما يتم تصويره ممسكاً بالكانثاروس؛ كأس نبيذ خاص.
وغالباً ما يكون مترافقاً والسّاطير؛ إله من آلهة الغابات، له ذيل (وأذُنا) فرَس، والمينادة؛ امرأة تشارك في مهرجانات باخوس.
– أهم الأدوات والأماكن المكرّسة له:
الكانثاروس، كأس خاص للمشروب، كان يظهر ديونيسوس غالباً وهو يمسك هذا النوع من الكؤوس.
الثيبز: ولد ديونيسوس في الثيبز (الطيبة) مدينة في أتيكا. تمركزت العديد من الأساطير حول ديونيسوس في هذه المدينة. على سبيل المثال، حين عارض ملك ثيبز الإله ديونيسوس، جعل ديونيسوس نساء المدينة تفقدن صوابهن، حيث أخطأن الملك بالأسد و قمن بتقطيعه إرباً.
– مهرجان ديونيزيا وانثستيريا:
كان يعقد مهرجان ديونيزيا سنوياً في أثينا. كانت مسابقة المسرح ميزته الأساسية، حيث كان يتم عرض العديد من المسرحيات لكتّاب مختلفين وكان يتم اختيار الفائز في نهاية المهرجان.
أمّا مهرجان أنثيستريا، كان يُعقد على شرف الإله ديونيسوس عندما يتم فتح جرر النبيذ السنوية الجديدة. وخلال الاحتفال، كان يتذوق الأطفال، بعمر الثلاث سنوات، النبيذ لأول مرة في حياتهم.
وراء كل رجل عظيم إلهة أنثى، برحيلها سقطت طروادة، وبحزنها ماتت الأرض، بدعمه بُنيت حضارة صنعت التاريخ وعاشت معه طوال حياته. أمّا عن الآن، فليس لنا نحن، من ندعو صنّاع الحضارات بالأساطير، سوى أن نلطخ مداخل تاريخنا بقارٍ أسود، ونكتب عنوانه ”ادخلي أيتها العفاريت، نحن أنثيستيريا!“
المصدر: موقع ancientgreece
إضافة تعليق جديد