في ذكرى الراحل سعدو الذيب

07-02-2019

في ذكرى الراحل سعدو الذيب

Image
 الذيب

رحل الفنان المبدع سعدو الذيب في شباط العام المنصرم وتمّ تشييعه في مدينته السويداء، في يوم الحادي عشر منه، رحل عن دنيانا بعد أن خلّف لنا إرثاً فنياً زاخراً بالإبداع المتنوّع. وككثير من المبدعين لا تنتهي حياته الإبداعية برحيله، إذ قد يترك المبدع أعمالاً ومخطوطات تحتاج لمن يهتم بها ويصدرها فيما بعد، وإن كانت هذه المسألة تتفاوت بين مبدع وآخر، وبين ورثة هذا المبدع وذاك، لكن في حال مبدعنا الراحل سعدو الذيب نحتاج إضافة لما سبق إلى حفظ ما تركه لنا من إرث لئلا يضيع، والأهم لتستمر دائرة فائدته للأجيال التالية لخصوصية إبداعه.


 فللمبدع سعدو الذيب شعر بالفصحى، وشعر بالمحكية، ومجموعة من الأغاني تأليفاً وألحاناً أكثر من 200 أغنية، منها غناء الفنان الراحل فهد بلان « يوم على يوم، يا طير وناشدك بالله، سفرهم طال، دمعي اليوم» 


كما أعطى أكثر من فنان من كلماته وألحانه: رفيق سبيعي، فؤاد غازي، داوود رضوان، الياس كرم، إيهاب بلان، سمارة السمارة، نادية منفوخ. وكتب عدة مسلسلات وثائقية ودرامية وبرامج وثّقت للتراث الشعبي والأغنية السورية، منها برنامج «حكايات وأغاني ع البال» المكوّن من ثلاث وثلاثين حلقة تلفزيونية، الذي ساهم معه في إعدادها مبدعون من المحافظات التي تم التوثيق والتصوير فيها، ما زالت ذاكرتي تحتفظ بأسماء الباحث والكاتب المسرحي عبد الفتاح قلعه جي، من حلب.

الشاعر عبد الكريم الناعم، والباحث المسرحي والموسيقي محمد بري العواني، وهما من حمص. وغيرهم، والبرنامج في زعمنا يأتي في مقدمة البرامج التي أنتجتها مديرية الإنتاج في التلفزيون السوري، وهذا ما أكدته الحرب، فالتوثيق من أهم الفنون التي تحفظ للأمم هويتها فكيف إن كان التوثيق عن فنون الغناء ( اللالا، الموليا، العتابا، الموشح، الميجانا، الدلعونا، النايل، السويحلي، القد….) والدبكات والرقص، التي تعد ركائز أساسية من مقومات الهوية. 

والبرنامج عمل مضن وقد استغرق سنوات وجهد اختصاصيين كثر في أكثر من مجال ساهموا في إعداده، وكان الإخراج للفنان محمد زاهر سليمان. وقد عُرِضَ البرنامج على كل القنوات السورية الأرضية (الأولى والثانية) والفضائية (السورية، دراما، تلاقي). ونعتقد أن مثل هذه البرامج ثمة ضرورة في إعادة عرضها لما تقدمه من معلومات ومعرفة وفي الإعادة يتم تكريسها، وإتاحة الفرصة أمام المواهب الجديدة لمشاهدته أو لكل من لم تسعفه ظروف حياته وعمله على مشاهدته، فالبرنامج وضع تراثنا بين أيدي الموسيقيين من أجيال مختلفة خصوصاً الشباب منهم لعلهم ينهلون منه وينتبهون إلى ضرورة الاستفادة منه فيما سوف ينتجون من أعمال موسيقية. أمّا كيف تكون الفائدة منه فعلى غرار ما فعلت حركة تمدين الغناء الريفي لبلاد الشام التي تمت في البدء على يد الموسيقيين صبري الشريف وحليم الرومي، ثم أُكملت على يد زكي ناصيف، الأخوين رحباني، عفيف رضوان، فيلمون وهبي، وتوفيق الباشا الذي اشتغل في التوزيع الموسيقي وقيادة الفرق الموسيقية، ومن سورية الموسيقي محمد محسن.

ولكي تتضاعف فائدة هذا البرنامج نقترح على وزارة الثقافة توثيق ما يمكن توثيقه من هذا البرنامج بشكل مدوّن ومرفق بقرص مضغوط عليه حلقات البرنامج، لما في ذلك من قدرة على نشره عبر أجيال وأجيال، وهذا التوثيق ليس تكريماً للمبدع الراحل سعدو الذيب وحسب، بل هو تكريم لأحد مكونات الهوية الثقافية السورية، وذلك بحفظه في مدونة الإبداع السوري.

 


نضال بشارة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...