إخراج الدفعة الخامسة من مسلحي الوعر..وتعليق المرحلة الثانية من اتفاق البلدات الأربع
أكد مصدر مواكب لأعمال اللجنة الأهلية في بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب المشرفة على تطبيق اتفاق البلدات الأربع (كفريا الفوعة مضايا الزبداني)، أن الأخيرة علقت تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق إلى حين الكشف عن مصير مئتي شخص فقدوا أثناء الانفجار الإرهابي الذي استهدف حافلات الأهالي في منطقة الراشدين بريف حلب، متهما قطر وتركيا بالضلوع فيه مباشرة. وتم أمس إخراج الدفعة الخامسة من مسلحي حي الوعر بمدينة حمص الرافضين لاتفاق المصالحة وبعض أفراد عائلاتهم باتجاه منطقة جرابلس الواقعة بريف حلب الشمالي الشرقي، وذلك تمهيداً لإخلاء الحي من السلاح والمسلحين وعودة جميع مؤسسات الدولة إليه.
وقال مصدر مواكب لأعمال اللجنة الأهلية في بلدتي كفريا والفوعة بعد أن فضل عدم الكشف عن اسمه: أنه ونتيجة للعمل الإرهابي فقد 450 شخصاً من أهالي كفريا والفوعة الذين كانوا من الخارجين واستهدفهم التفجير السبت، وبالأمس أقرت التنظيمات الإرهابية ومن خلفها تركيا بوجود 250 شخصاً لديها وسلمت أسماءهم للهلال الأحمر العربي السوري الذي تواصل مع اللجان المشرفة على الاتفاق من ناحية أهالي كفريا والفوعة في حين تم إنكار 200 شخص آخرين بينهم أطفال ونساء ولم يكشف مصيرهم.
وأضاف: اللجنة الأهلية المشرفة على الاتفاق أعلنت تعليق تنفيذ المرحلة الثانية منه والتي تتضمن إخراج ما تبقى من أهالي كفريا والفوعة وتعدادهم 8200 شخص مقابل إخراج من تبقى من مسلحي الزبداني ومضايا وعوائلهم والترتيبات الخاصة بمخيم اليرموك وبلدات ببيلا والحجر الأسود التي تدخل ضمن المرحلة الثانية، وذلك حتى يكشف عن مصير المفقودين جميعاً ويتم تسليمهم لها.
وحين وقع الانفجار السبت الماضي أثناء تنفيذ المرحلة الأولى تمت إعادة 45 حافلة إلى كفريا والفوعة كانت تقل 3000 من أهالي البلدتين من أصل العدد الإجمالي المقرر إخراجه في المرحلة الأولى والبالغ 8000 شخص. وقال المصدر: من تمت إعادتهم الآن موجودون في الحافلات وسيتم إخراجهم في لحظة توفير خروج آمن لهم.
واتهم المصدر كلاً من تركيا وقطر بالوقوف وراء العمل الإرهابي وأن المنفذ هو «الخوذ البيضاء» وأن الهلال الأحمر التركي كان على علم بالحادثة، وقال: «الرؤية والشهادات واضحة المنفذون هم تركيا وقطر من خلال جماعة الخوذ البيضاء الذين جلبوا الشيبس للأطفال وصاحوا لهم كي يتجمعوا عند الحافلات الأولى في القافلة والتي كانوا يظنون أن المقاتلين من اللجان الشعبية في البلدتين يستقلونها حيث ينص الاتفاق في مرحلته الأولى على إخراج 8000 شخص منهم 2000 من مقاتلي اللجان الشعبية الذين يدافعون عن البلدتين، ومن ثم أقدم أحد الأشخاص وهو يرتدي حزاماً ناسفاً على تفجير نفسه، وعندما تجمع الناس، تبعه بدقيقتين تفجير آخر وسيارة قدمت مع سيارات الخوذ البيض التركية».
وفيما يخص الهلال الأحمر التركي بين المصدر، أن عناصره «قاموا بإخلاء موقع الانفجار قبل ربع ساعة من حدوثه واختبؤوا خلف السواتر الترابية، وتم إبعاد سائقي الحافلات حيث لم يصب أحد منهم ولا من الخوذ البيضاء أو من الهلال الاحمر»، وأضاف: «الطرف الآخر بالاتفاق كانوا متجهزين تماماً قبل العمل الإرهابي وكانت طواقمهم الإعلامية متحضرة، ورواياتهم وريبورتاجاتهم عن الانفجار كانت محضرة وسارعوا إلى بث إشاعة بين الناس بالقول لهم إن النظام استهدفكم من الجو بصاروخ». وتلقينا عدداً من بيانات الإدانة للعمل الإرهابي حيث أدان رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي جوزيف سويد التفجير وقال «هذا هو إرهابهم، تارة بيد الاصيل وتارة أخرى بيد الوكيل»، كما أدانه كل من تحالف قوى المقاومة الفلسطينية، ورئاسة أركان جيش التحرير الفلسطيني، وجبهة النضال الشعبي.
وفي السياق، قال محافظ حمص طلال البرازي من دمشق عصر أمس إن عملية إخراج الدفعة الخامسة من مسلحي الوعر الرافضين لاتفاق المصالحة وبعض أفراد عائلاتهم باتجاه منطقة جرابلس الواقعة بريف حلب الشمالي الشرقي جارية بشكل جيد.
وذكر البرازي، أن هذه الدفعة تتضمن إخراج أكثر 1500 شخص بينهم نحو 400 مسلح، مؤكداً أنه لا توجد أي عقبات تعترض إخراج هذه الدفعة وأن «الأمور تسير بشكل جيد كما هو مخطط لها».
وأوضح محافظ حمص أنه الأسابيع القليلة القادمة سيشهد حي الوعر إخلاء كاملاً للسلاح والمسلحين.
تأتي عملية إخراج الدفعة الخامسة استكمالاً لتنفيذ اتفاق المصالحة الذي تم في الـ13 من الشهر الماضي بين ممثلين عن الدولة السورية وممثلي حي الوعر برعاية روسية والذي يمتد لمدة تتراوح بين الـ6 والـ 8 أسابيع.
وتم في الثامن من نيسان الجاري إخراج الدفعة الرابعة من مسلحي الوعر وبعض عائلاتهم باتجاه جرابلس وشملت إخراج نحو 1500 شخص بينهم نحو 400 مسلح. ويعد حي الوعر آخر أحياء مدينة حمص الذي تنتشر فيه مجموعات مسلحة تحاصر المواطنين.
وتم في الأول من نيسان الجاري إخراج الدفعة الثالثة من مسلحي الحي وبعض أفراد عائلاتهم باتجاه إدلب، وبلغ اجمالي الخارجين 1860 شخصاً بينهم 538 مسلحاً. وخرجت في 18 الشهر الماضي الدفعة الأولى مع عائلاتهم إلى جرابلس، وبلغ عدد المسلحين الخارجين 423 مسلحاً في حين بلغ عدد أفراد عائلاتهم الخارجين معهم 1056 شخصاً، في حين خرج في الدفعة الثانية 1800 شخص بينهم أكثر من 530 مسلحاً.
مازن جبور
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد