تهويل تركي من معركة الموصل: اشتباكات طائفية وأزمة لجوء

05-10-2016

تهويل تركي من معركة الموصل: اشتباكات طائفية وأزمة لجوء

فيما تحثّ بغداد الخطى للبدء بعملية تحرير الموصل، تلقفت أنقرة تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي دعا فيها إلى إبقاء «العرب السنة والتركمان حصراً في الموصل بعد تحريرها»، فحذّر رئيس الحكومة بن علي يلديريم من احتمال نشوء «اشتباكات طائفية» في المدينة بعد معركة تحريرها من «داعش». بينما أعرب رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي عن خشيته من ان تتحول «المغامرة التركية» في بلاده إلى حرب إقليمية.
يلديريم لم يجد حرجاً من اقتراف المزيد من التهويل على العراقيين إن هم هزموا «داعش»، وكأن وجود القوات التركية على الأراضي العراقية لم يعد كافياً لتنفيذ أجندة مريبة ويبدو أنها أخذت تتضح شيئاً فشيئاً، خاصة بعدما أكد العبادي، في وقت سابق، أن وجود تلك القوات يعرقل جهود القضاء على «داعش».
وفي كلمة أمام مجلس النواب التركي، حذر يلديريم مما سماها «اشتباكات طائفية جديدة» في العراق بعد معركة تحرير الموصل، معتبراً أن الخطط التي تقودها الولايات المتحدة لشن الهجوم على المدينة «ليست واضحة».
وقال إن مشاركة «منظمات إرهابية في تحرير الموصل هي خطوة خطأ، لا نوافق على أي عملية تؤدي إلى تغيّر ديموغرافي لأن ذلك سيكون سبباً لحروب أهلية في تلك المنطقة»، مشيراً إلى وجود «تهديد بتحوّل الموصل إلى ساحة اشتباكات طائفية جديدة بعد أي عملية للقضاء على داعش في المنطقة».
بدوره، لوَّح وزير الدفاع التركي فكري ايشيق بورقة اللاجئين في وجه أوروبا، فحذر من أنّ الهجوم على الموصل قد يؤدي إلى نزوح أكثر من مليون شخص، الأمر الذي قد يضع عبئاً كبيراً على تركيا وستكون له تبعات على أوروبا.
وقرر البرلمان التركي، مطلع تشرين الأول الحالي، تمديد مهمة القوات العسكرية في سوريا والعراق لعام واحد.
وفي هذا الإطار، صوَّت مجلس النواب العراقي على رفض قرار البرلمان التركي، داعياً الحكومة إلى اعتبار القوات التركية «محتلة ومعادية»، مطالباً بغداد بـ «اتخاذ ما يلزم للتعامل معها وإخراجها من الأراضي العراقية» واستدعاء السفير العراقي من أنقرة.
إلى ذلك، أبدى العبادي خلال مؤتمر صحافي في بغداد، عدم رغبته باللجوء إلى الحل العسكري مع القوات التركية المتوغلة في شمال العراق، قائلاً: «طلبنا أكثر من مرة من الجانب التركي عدم التدخل في الشأن العراقي، وأخشى أن تتحول المغامرة التركية إلى حرب إقليمية».
وتابع «وضعنا خططاً لضمان عدم استغلال القوات التركية للفراغ بعد الانتصار على داعش في الموصل»، مشيرا إلى أن «تصرف القيادة التركية غير مقبول بكل المقاييس، ولا نريد أن ندخل مع تركيا في مواجهة عسكرية».
إلى ذلك، قال مصدر في قيادة عمليات الأنبار، إن «قطعات من الفرقة العاشرة وفوجاً من عمليات الأنبار تمكنا من تحرير منطقة الطرابشة شمال الرمادي ورفع العلم العراقي فوق أبنيتها».
وقد دعا أردوغان في حوار على قناة «روتانا خليجية» السعودية، الأحد الماضي، إلى إبقاء العرب «السنة» والتركمان حصراً في الموصل بعد تحريرها من «داعش».
وأوضح أنه «حريص على عدم السماح بأي سيادة طائفية على الموصل، لأن الهدف فقط هو تطهيرها من داعش»، مضيفاً «الموصل لأهل الموصل وتلعفر (مدينة قرب الموصل يقطنها التركمان) لأهل تلعفر، ولا يحق لأحد أن يأتي ويدخل هاتين المنطقتين، يجب أن يبقى في الموصل بعد تحريرها أهاليها فقط من السنة العرب والسنة التركمان والسنة الكُرد».
وشدد أردوغان على أنه «لا يجب أن يدخل الحشد الشعبي إلى الموصل»، داعياً إلى تعاون تركيا والسعودية والولايات المتحدة والتحالف الدولي لتحقيق ذلك.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...