نتنياهو يرفض خطة فرنسية لـ «حل الدولتين»: محاولة لحشرنا في حدود لا يمكننا الدفاع عنها

22-06-2015

نتنياهو يرفض خطة فرنسية لـ «حل الدولتين»: محاولة لحشرنا في حدود لا يمكننا الدفاع عنها

قبيل استقباله وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، انتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشدة نية باريس تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي قريباً، واعتبر ذلك «محاولة لحشرنا في حدود غير قابلة للدفاع عنها».
وكانت هذه وسيلة نتنياهو للإعراب عن عدم ارتياحه من الموقف الفرنسي، والنية لتقديم مشروع قرار يرسم حدود الدولة الفلسطينية في إطار حل الدولتين مع إسرائيل.
ووصف نتنياهو خطة فابيوس بأنها «إملاء»، معتبراً أنها تضر بتل أبيب.نتنياهو وفابيوس خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في القدس المحتلة امس (ا ب ا)
وفي مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية، قال نتنياهو إن السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق هو المفاوضات. وأضاف «ليس في الاقتراحات الدولية أية إشارة حقيقية لمتطلبات دولة إسرائيل الأمنية. إنهم يحاولون حشرنا في حدود غير قابلة للدفاع عنها، عبر تجاهل تام لما سيكون عليه الجانب الآخر من الحدود. وقد خبرنا النتائج، لأسفنا أيضاً من قطاع غزة ومن لبنان. وسوف نرفض بشدة محاولات فرض إملاءات دولية علينا، سواء من أجل الأمن أو من أجل السلام».
وكان فابيوس قد وصل، مساء أمس في زيارة خاطفة إلى تل أبيب ورام الله، كي يعرض على الطرفين خطته لإقرار مبادئ التسوية في قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي. وتعارض إسرائيل بشدة كل مشروع قرار في مجلس الأمن يتعلق بالتسوية، وهذا ما أبلغته إسرائيل لفابيوس بلسان مستشار الأمن القومي يوسي كوهين الذي اجتمع لهذا الغرض مع فابيوس قبل بضعة أسابيع.
وأشارت «هآرتس» إلى أن نتنياهو سيبلغ فابيوس الموقف ذاته عند لقائهما، وأمام الكاميرات قبل اللقاء. وأضافت أن زيارة فابيوس تتم على خلفية توتر يتفاقم بين تل أبيب وباريس حول الانتقادات الفرنسية للحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة واستمرار الاستيطان.
وقال فابيوس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي بعد اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، «من غير الوارد فرض أي حل لن يقبل به أحد». وأضاف «يجب اقتراح أمور استناداً إلى فهم جيد للأطراف، وان تكون لدينا فكرة واضحة عن الهدف، ثم القيام بعمل لتسهيل الأمور». وتابع «علينا أن نضمن أمن إسرائيل، وفي الوقت ذاته منح الفلسطينيين حق أن يكون لديهم دولة».
وتقضي خطة فابيوس التي عرضها على قيادتي إسرائيل وفلسطين بتحديد جدول زمني لعام ونصف العام من المفاوضات، التي بعدها إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام فإن الأمم المتحدة تعترف بفلسطين دولة مستقلة في حدود العام 1967 مع تبادل أراض، على أن تكون القدس عاصمة للدولتين. ويدعو مشروع القرار الفرنسي إلى إنشاء دولة فلسطينية «تستند إلى خطوط 4 حزيران العام 1967 مع تبادل أراض متساوية، وبموافقة الطرفين».
وتنوي فرنسا عرض هذه الخطة على شكل مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بعد شهور قليلة، في أعقاب طلب أميركي بتأجيل عرض المقترحات، حتى لا تؤثر على الموقف من الاتفاق النووي مع إيران. وكان فابيوس قد دعا، في القاهرة، إلى استئناف المفاوضات وحذر من استمرار الاستيطان، مؤكداً أهمية حماية أمن إسرائيل، والاعتراف بالحقوق الفلسطينية. وأدار فابيوس في القاهرة محادثات مكثفة مع مسؤولين مصريين حول السلام الإسرائيلي - الفلسطيني.
وتؤمن فرنسا بأنه بسبب الطريق المسدود الذي بلغته المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بات على الأسرة الدولية، خصوصا دول أوروبا، أن تتدخل تدخلاً أشد فعالية من أجل تحريك العملية السلمية. وتؤيد المشروع الفرنسي دولاً عربية وأخرى في الاتحاد الأوروبي، لكن الإسرائيليين والفلسطينيين لا يزالون يعارضونه من زوايا مختلفة. فإسرائيل تعارض المشروع الفرنسي من حيث المبدأ وسبق لنائبة وزير الخارجية تسيبي حوتبولي أن أبلغت صحيفة «لوفيغارو» بأن «المبادرة الفرنسية في الأمم المتحدة لا تجدي نفعاً في تحسين الوضع». وقالت إن «المبادرة الفرنسية لا تساعد بل تضر بالجهود، لأنها تخلق وهماً في صفوف الفلسطينيين بأنهم ربما ينالون من الأسرة الدولية، من دون أن يطلب منهم تقديم تنازلات». ولكن الفلسطينيين قد يقبلون بالمشروع إذا تضمن اشتراطاتهم التي سبق للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن أعلنها، وبينها الدولة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط 1967. ولكن الفلسطينيين يرفضون القرار إذا اشترط الاعتراف «بيهودية إسرائيل».
تجدر الإشارة إلى أن الفرنسيين حاولوا قبيل الانتخابات الإسرائيلية تقديم مشروع مشابه، لكنهم فشلوا بسبب إصرار الفلسطينيين على تقديم صيغتهم الخاصة. وسعى الفرنسيون لعرض مشروع قرار جديد أمام مجلس الأمن في حزيران وتموز، إلا أنهم أجلوا ذلك بسبب طلب أميركي. وقد طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري من نظيره الفرنسي تأجيل عرض المقترح إلى ما بعد انتهاء المفاوضات النووية مع إيران. وهناك اعتقاد بأن باريس ستعرض مشروعها على مجلس الأمن الدولي في أيلول المقبل أثناء الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وفي محاولة لإنجاح المبادرة، يعمل الفرنسيون على أساس كسب التأييد لها أساسا في الدول العربية وأميركا، بعدما نالت تأييداً واسعاً في الاتحاد الأوروبي. وقبيل وصول فابيوس إلى الشرق الأوسط تحادث هاتفيا مع كيري بغرض تنسيق المواقف. وأعرب فابيوس عن ذلك، في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة، قال فيه «هناك حاجة لاتفاق دولي بشأن عملية السلام، ونحن نعتقد أن للدول العربية دوراً مهماً في المفاوضات».
عموماً، اعتبر موقع «والا» أن زيارة فابيوس لتل أبيب ورام الله هي محاولة للقول للفلسطينيين والإسرائيليين إن هذه هي فرصتكم الأخيرة للسلام.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...