دمشق ترحب بالتعاون الدولي ضد «داعش» في إطار قرار مجلس الأمن 2170
أعلن وزير الخارجية في حكومة تسيير الأعمال السورية وليد المعلم، أمس، أن بلاده مستعدة للتعاون مع جميع الدول، ومن بينها الولايات المتحدة، من أجل مكافحة الإرهاب، لكنه شدد، مثل نظيره الروسي سيرغي لافروف، على ضرورة الحصول على موافقة السلطات السورية والتنسيق معها قبل شن أي ضربة عسكرية، وإلا فإن دمشق ستعتبر هذا الأمر عدوانا عليها.
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست أن الرئيس الأميركي باراك أوباما «لم يتخذ بعد قرارا» بشأن توجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» في سوريا.
وذكر الجيش الأميركي أنه يعد خططا عسكرية للضغط على «داعش» في سوريا. وقال المتحدث باسم رئيس أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي النقيب اد طوماس أن الخيارات ضد «داعش» ما زالت قيد الدراسة، مشددا على الحاجة إلى تشكيل «تحالف من الشركاء الإقليميين والأوروبيين القادرين».
وأضاف أن ديمبسي «يجهز مع القيادة المركزية خيارات التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا عبر مجموعة من الأدوات العسكرية، بما في ذلك الضربات الجوية. الخلاصة هي أن قواتنا في موضع جيد لإقامة شراكة مع حلفائنا الإقليميين ضد الدولة الإسلامية». وأعلن أن ديمبسي يعتقد أنه لا بد من ممارسة ضغط على «داعش» في العراق وسوريا، وأن هزيمة التنظيم تستلزم جهدا متواصلا على مدى زمني طويل «وأكثر بكثير من (مجرد) عمل عسكري».
وأكد مسؤولان أميركيان تجهيز خيارات توجيه الضربات ضد «داعش» في الأراضي السورية. وقال أحدهما إن التخطيط للأمر جار منذ أسابيع. وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع «لم نتخذ هذا القرار بعد» في إشارة إلى بدء الغارات.
وقال المعلم، في مؤتمر صحافي في دمشق، «نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب في إطار قرار مجلس الأمن» الرقم 2170.
وعما إذا كانت هذه الجهوزية تشمل التنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، قال: «أهلاً وسهلاً بالجميع»، مضيفاً أن دمشق مستعدة للتعاون «من خلال ائتلاف دولي أو إقليمي، أو من خلال تعاون ثنائي»، معتبرا أن سوريا يجب أن تكون مركز «الائتلاف الدولي بسبب موقعها الجغرافي والعملاني، وإلا هل يحاربون داعش بالمناظير؟ لا بد أن يأتوا إلى سوريا للتنسيق معها من أجل مكافحة داعش والنصرة، إذا كانوا جادين».
وبشأن ضربات جوية أميركية محتملة في سوريا، قال المعلم «إننا جاهزون للتنسيق والتعاون، لأننا نحن أبناء الأرض، ونعرف كيف تكون الغارة مجدية أو غير مجدية»، لكنه شدد على ضرورة التواصل مع دمشق وإلا فإن الضربات ستعتبر عدواناً.
واعتبر المعلم أن الغارات الجوية لن تقضي لوحدها على «داعش» و«جبهة النصرة»، مكررا الدعوة إلى «تجفيف منابع الإرهاب، ووقف التحريض الفكري على الإرهاب، والتزام دول الجوار بضبط الحدود وتبادل المعلومات الأمنية معنا»، مضيفاً: «لا بد من وقف التمويل والتسليح».
وفي موسكو، دعم لافروف قرار واشنطن استهداف «داعش» في العراق وسوريا، لكنه شدد على أن على الحكومات الغربية والعربية العمل مع السلطات السورية للتصدي لمسلحي التنظيم. وقال إن «الأميركيين والأوروبيين بدأوا الآن يعترفون بالحقيقة التي كانوا يقرون بها في أحاديثهم الخاصة، وهي أن الخطر الأساسي على المنطقة، وعلى مصالح الغرب، لا يتمثل في نظام (الرئيس) بشار الأسد، وإنما في احتمال استيلاء الإرهابيين في سوريا ودول أخرى في المنطقة على السلطة».
ميدانيا، تصاعد التوتر في الزبداني، بعد فترة من تسرب أنباء عن مساع يقودها وسطاء لإجراء تسوية في المدينة، وذلك مع شن مسلحين ينتمون إلى «كتائب خالد» هجوما من داخل المدينة، بالتوازي مع هجمات شنها عناصر من «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» من الخارج، مستهدفين نقاطا للجيش السوري في محيط المدينة، الأمر الذي أدى إلى مقتل 9 جنود، وفق ما ذكر مصدر ميداني.
وقالت مصادر أهلية من داخل المدينة إنه وبالتزامن مع هجمات المسلحين، شنت طائرة حربية غارتَين ما أدى إلى مقتل نحو 15 مسلحاً، كما كثف الجيش قصفه المدفعي لمواقع داخلها.
ويأتي هذا التصعيد بعد اختراق «جبهة النصرة» للمدينة، وتمركز مقاتلين تابعين لها بداخلها، الأمر الذي «عسّر التسوية»، حسب ما ذكر مصدر أهلي، مشيراً إلى أن المدينة تشهد حركة نزوح كبيرة، وانتشاراً كبيراً للمسلحين في شوارعها، في حين استقدم الجيش السوري تعزيزات له، ما قد يمهد لعملية عسكرية واسعة، خصوصا بعد وصول «النصرة» و«أحرار الشام» إلى نقاط قريبة من «حاجز الشلاح»، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية-»سانا» أن «وحدة من الجيش أحبطت محاولة مجموعة التسلل إلى إحدى النقاط العسكرية عند حاجز الشلاح.
وعلى الرغم من ارتفاع وتيرة المعارك في المدينة، إلا أن مصدراً أهلياً أشار إلى أن المساعي تتواصل لإعادة التهدئة إلى المدينة، معتبرا أن الحكومة تريد التوصل إلى ضمان سلامة سكان المدينة التي كانت تعتبر من أهم المدن السياحية في ريف دمشق.
وفي ريف حلب الشمالي، تتواصل المعارك العنيفة بين الفصائل المسلحة وعناصر «داعش». وقالت مصادر معارضة إن الفصائل المسلحة تمكنت من استعادة السيطرة على مجموعة قرى على محور أخترين هي: العادلية، الظاهرية، السيد علي، الحصية، التقلي، في حين تستمر المعارك العنيفة على محور بلدة صوران.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع إعلان مجموعة فصائل «إسلامية» متشددة تشكيل غرفة عمليات مشتركة للتصدي إلى «داعش»، تحت عنوان: «نهروان الشام». ومن أبرز الفصائل، التي وقّعت على البيان وانضمت إلى «غرفة العمليات»: «الجبهة الإسلامية»، التي تضم أيضا «لواء التوحيد»، «جيش المجاهدين»، «حركة حزم»، «حركة نور الدين الزنكي»، بالإضافة إلى مجموعة من الفصائل الأخرى الصغيرة، في حين غابت «النصرة» عن «غرفة العمليات»، وقامت بسحب عناصرها من مناطق التماس والتمركز في أعزاز قرب الحدود التركية.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد