إلى مسلمي الشرق: سنبقى هنا.. من أجلكم
يا مسلمي الشرق، سنبقى في الشام والعراق ولبنان وفلسطين، فنحن ديانة ضربت جذورها في الشرق حتى النخاع.
باسمكم نضطهَد، باسمكم تحرق كنائسنا، باسمكم نُهجّر، باسمكم نُقتل، ولأجلكم يا مسلمي الشرق باقون، ولن نتخلى عنكم، مهما ثقل صليبنا، لأن قيامتنا بكم ومعكم.
هم يصرخون «الله أكبر» ويذبحوننا، ونحن نصرخ معا «الله أكبر» من حقدهم وليل قلوبهم.
لن نخرج منكم، وليس لنا وطن دونكم، لأن الله قد جعل مصيرنا مشتركاً، وألمنا مشتركاً، وفرحنا مشتركاً، وحتى صباحنا مشتركاً.
إن رحَّلونا من الموصل فالنجف الأشرف يصبح وطننا، وإن ذبحونا في الرقة فسنحطّ الرحال في دمشق، إن سقطت الموصل والرقة فحلب الشهباء والبصرى ستشهدان أن الرب واحد، وبيته بيت عبادة وصلاة أينما وجد.
يا مسلمي الشرق واجهنا معا جهالة الصليبيين وظلام العثمنة وطمع الغرب. معا سنعود للموصل ونينوى والرقة وحلب، نصوم رمضان ونستقبل ميلاد يسوع، قبل بناء الكنائس والمساجد المحروقة. نريد بناء الإنسان الذي خلقه الله على صورته، خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف ونبني علاقات الحب معه ومع بعضنا.
خلقنا مختلفين لحكمة عظيمة وحب لا متناهٍ. أرادنا أديانا ومذاهب لنعبده بطرقنا المتنوعة لنغني ونخدم بعضنا فنُظهر صورته هو ونعيش ثقافته، هو ثقافة الحب والعطاء.
لن نرحل يا مسلمي الشرق.
الحبل السري الذي جمعنا لقرون، لن تستطيع «داعش» ولا أسياد «داعش» أن يقطعوه.
كل طرقنا في الشرق تقودنا إليكم.
كل صلواتنا نرفعها معكم ولأجلكم.
هم حطموا الصليب المرفوع على كنائسنا، ولكنهم لن يستطيعوا كسر المصلوب لأنه قام حباً وغفراناً، هم أحرقوا الكنائس، ولكن لن يستطيعوا تفكيك جسد المسيح على الأرض لأن أبواب الجحيم لن تقدر عليه.
ونحن معكم أيدي الله وأقدامه وقلبه ووجهه على هذه الأرض. لا تخافوا فهولاكو انتهى وجنكيز خان سقط، وكل احتلالات الشرق والغرب انهزمت فقط لأننا أدركنا أن الأيدي المتشابكة تصنع المعجزات.
طريق دمشق الذي سار عليه بولس الرسول ورأى نور المسيح، يقود أيضا إلى بيروت والقدس وبغداد والرقة وغزة والموصل ونينوى. وطريق الجلجلة الذي سار عليه المعلم العظيم يسوع، انتهى بصليب، تماما كما هو طريقنا، عندما غادرنا بيوتنا في الموصل ونينوى وحلب. طريق الصليب لم يكن طريق الانكسار والضعف.
هو صلب ومات وقام. قام لنا ولكم.. غفر لنا ولكم.. أحبنا وأحبكم. إن رحلنا اليوم سنعود غداً لندق أبوابكم وندوس عتباتكم ونأكل من الرغيف ذاته، لأن المائدة ليست لنا إنما هي للإله الذي دعانا لنملأها فرحاً وحباً ونزرع أوطاننا خيراً وألف صباح.
من كلمة ألقيت في لقاء مع مسيحيي العراق وسوريا في لندن.
نديم نصار: السفير
إضافة تعليق جديد