سوريون محكومون بالقلق والأمل

22-01-2014

سوريون محكومون بالقلق والأمل

مع دخول الوفود الدولية والنظام والمعارضة قاعة الاجتماعات في مونترو السويسرية اليوم، سيكون العديد من السوريين منتظرين لنتائج مؤتمر تحدثوا عنه كثيراً، وباتت تختلط رؤاهم بين من يراه بداية النهاية لكابوس أطبق على البلاد منذ حوالي ثلاث سنوات وبين محبط لم يعد يتفاءل بأي تحرك.سوريون يجلسون في ساحة المرجة في دمشق امس (رويترز)
الحياة في دمشق كما هي. ازدحام خانق وحواجز متكررة مع تساقط لقذائف الهاون بين الحين والأخر، وأصوات القصف والعمليات العسكرية تسمع بوضوح على أطراف العاصمة التي أصبحت الطرق المؤدية لها سالكة في الفترة الأخيرة.
وفي قلب الفيحاء تضج الحياة حتى ساعات متأخرة من الليل في بعض الشوارع، بعد أن تأقلم جزء كبير من السكان مع الوضع الجديد، ليبقى حديث البلد في هذه الأيام هو مؤتمر جنيف لغزارة ما تحدث عنه الإعلام الحكومي بشكل متكرر، واخذ يرتبط لدى الناس بآمال متعددة لنهاية الازمة، خاصة بالنسبة لمن أثقلت الأزمة كاهلهم، مثل النازحين وأهالي المخطوفين وأولئك الذين فقدوا أعمالهم.
ويقول طلال (26 سنة - مهندس): «لقد تعبت. باختصار، أريد أن ينتهي هذا الوضع بأسرع ما يمكن». ويضيف: «نزحت من حمص إلى ريف دمشق، ثم إلى أطراف دمشق، واليوم ينتهي بي الحال في غرفة في قلب العاصمة بأجر خيالي، وفرص عمل تتضاءل ووضع اقتصادي خانق وغلاء ونقص في المواد، ومع كل هذا تبدو فرص الهجرة إلى الخارج ضعيفة جداً، لذلك سأتعلق ببصيص الأمل الصادر عن هذا المؤتمر، وأتمنى أن يحقق أي خطوة للأمام لإنهاء الازمة، فلا خيار لنا سوى ذلك، وأظن أن هناك الكثير مثلي».
في المقابل، يعتبر معتز (22 سنة - جامعي) أن العمل على الأرض لتحقيق الهدنة أو التسويات المحلية أهم بألف مرة مما يجري في جنيف. ويقول: «ما حصل في المعضمية وبرزة والقابون يبدو أكثر أولوية من مؤتمر دولي يهدف إلى بحث قضايا لن تمسنا كسوريين، فهناك عائلات تريد العودة إلى منازلها بعد أن هجرت، وثمة مقاتلون في المعارضة قرروا ترك السلاح، ويرغبون في العودة إلى حياتهم السابقة، ومناطق أنهكت وحان وقت التهدئة فيها، وهذا لن يحققه مؤتمر طويل الأمد محكوم باتفاقات دولية كثيرة بقدر ما يحققه الجهد الأهلي على الأرض، لذا لن أبيع نفسي الوهم».
بدوره، يعتبر الكاتب والناشط ماهر مونس أن الدمشقيين تعبوا وباتوا بأمس الحاجة إلى أي حل. وقال: «الدمشقيون ينزفون حزنا وهما وبكاء وشهداء ومفقودين، ويريدون أي طريق يوقف قليلا من سواد اللوحة القاتمة التي يلونونها كل يوم مرغمين».
ويضيف: «الدمشقيون يحتارون أي طرق يسلكون، فمن لم يمت بالهاون مات بالتفجير، ومن لم يمت بالتفجير مات بالبراميل، ومن نجا من البراميل لن ينجو من الصواريخ، ومن استطاع الإفلات من ذلك كله، فسيموت جوعا أو بردا أو حرقة على من رحل». ويتابع: «الدمشقيون يريدون جنيف بأقصر الطرق، بأقل التكاليف، بأية فاتورة، لكنهم يريدون الخلاص».
وتتخوف ندى (23 سنة - جامعية) من استمرار التصعيد الميداني في حال فشل المؤتمر، خاصة في مناطق يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وتنتشر حالات الخطف والتفجيرات والتصفية بشكل شبه يومي. وتقول: «أعول كثيراً على جنيف، وأتأمل أن يخرج بنقاط إيجابية، ولكن إن لم يحقق المؤتمر أي إنجاز أو اختراق في الوضع السوري فان الاقتتال سيتصاعد، وسيتحول العديد من المناطق السورية إلى مجرد خراب، يضاف إلى ما دمر في السنوات الماضية. بمعنى آخر لننسَ أي تقدم في البلاد خلال السنوات المقبلة».
أما عبد الله، وهو شاب في بداية العشرينيـــات يعمل كسائق لسيارة أجرة في دمشــق، فلا يتردد في إبداء رأيه بجنــيف بعد أن سمع عنه، وسأل الكــثير من زبائنــه ليصــل إلى نتيجـــة مختصــرة مفادها: إذا كان المؤتمر سيــضمن عودتــي لبلدتــي الأم في ريــف ادلب ويطلق سراح أفراد عائلـتي المختطــفين هنــاك فأهــلا به، وما عــدا ذلك لا يعـني لي شيــئاً.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...