إعادة تأهيل شارع الملك فيصل ستؤهل قاطنيه لدخول العصفورية
الجمل – تحقيق – حسان عمر القالش : عقد يوم (الاثنين 5-2-2007) اجتماع في غرفة تجارة دمشق حضره وفد كبير من تجار شارع الملك فيصل ورئيس الغرفة د.راتب الشلاح، لبحث مسألة استملاك الدولة لمحلاتهم و متاجرهم...والمنازل في شارع الملك فيصل أي "قـشّة لـفـّة".
بدأ السيد الشلاح الاجتماع بكلام هادئ, يبـرّد فيه قلق التجار" سنتحمل كل همومكم..ومستعدين لكل خدمة تريدونها", ويمهد لهم بأن المطالب لابد أن تكون معقولة "نفسيا وماديا واداريا.. لابد أن يعطى مجال للتطوير..وأطلب منكم أن تساعدوننا في طلب ما يمكن تحقيقه" .
الى العصفورية
بدأ التجار بعرض مشكلاتهم على مستويين انساني وعملي واقعي, فالمهندس مطر الذي ترك العمل بهندسة الإلكترون ليحافظ على محل والده الذي ورثه عن جده رأى أن هذا الاستملاك "سيجلب أمراضا نفسية وعقلية لكل شخص متضرر.. أنام وأستيقظ وأنا أهذي..وكما كتبوا في جريدة الثورة أن العمل جار على تأهيل سـور مدينة دمشق سيؤهلوني أنا أيضا الى مشفى الامراض العقلية" وبأنه سيطرد من هذا الشارع مقابل حديقة "حقيرة يقعد فيها كم واحد..نحن لسنا بحاجة لحدائق..حديقة تشرين لا أحد فيها".
استهل جميعهم تقريبا كلامه بعبارات من مثل " نحن لسنا ضد التطوير التحديث" لكن ضد "تشريد سكان و تجار شارع الملك فيصل" كما قال ماجد جمال الدين الذي استملك محله وصار "في الشارع".. في مقابل الاستملاك عرضت عليهم المحافظة قطعة أرض في المعضمية, لكن التجار لم يوافقوا عليها, قال ماجد " أنا ابن مدينة دمشق أذهب الى المعضمية ويأتي الغريب المستثمر العربي ليأخذ محـليّ؟!..أنا أستثمر أرضي..لماذا أحضر الأجنبي ليستثمر أرضي".
وتتالت المداخلات والقصص, الى أن قدم المهندس عرفان الطباع الذي اعتبر أن د.الشلاح يملك "قلماً أخضراً" وهو "الشخص الوحيد القادر على حل المشكلة والوصول للسيد الرئيس"..قدم عرضا منهجيا مختصرا للمشكلة, حيث هناك نوعان من المتضررين " المالك والشاغل ونحن بمعظمنا من الشاغلين" والشاغل – المستأجر - لا يقبض من التعويض الا 10% من القيمة "التخمينية" للعقار, وبأن أرض "المعضمية" التي قدمتها المحافظة فيها خطـّي توتر عالي حيث حصل التجار على نسخة كتاب من وزارة الكهرباء بمنع الإعمار بهكذا مناطق، وبأنهم قالوا لمدير التخطيط العمراني بمحافظة دمشق "أعطنا مقاسم من الأرض التي ستقوم عليها المجمعات التجارية تكون لنا" لكن السيد المدير أغلقها في وجه التجار وقال "لا هذه ليست لكم انها استثمارات لدول الخليج..هل يعقل أن يأتي ابن الخليج يقعد بدلاً عني وأنا أبعد إلى المعضمية..هذه أملاكي..مالي..مال الناس". وأضاف بأن التجار قد ألفوا جمعية للمتضررين في شارع الملك فيصل وتم إشهارها..وقال البعض بأن المحافظة أعطت تعليمات: " ممنوع أن يسرب شيء عن الموضوع"..
وتحدثت د.ناديا خوست عن أن "المخطط الذي يجري على أساسه تخريب هذه المنطقة المعروفة على أساس مخطط ايكوشار والذي أوقف فيما بعد"..وأن لجنة (أتولييه دو داماس) في الثمانينات "أوصت بالتواصل بين دمشق داخل السور ودمشق خارج السور..والآن باسم الاستثمارات الخليجية يجري إلغاء هذا الرأسمال الوطني".
اعلان الاستملاك
الرقم : 9417 – ص 15 ق
التاريخ : 25-2-2007
استنادا لأحكام المرسوم التشريعي رقم (5) لعام (1982) وتعديلاته والقانون (41) لعام 2002 واستنادا للقرار (116) م.ت تاريخ 4-2-2007.
تعلن محافظة دمشق عن المخطط التنظيمي رقم (440) لتعديل الصفة العمرانية للعقارات وأجزاء العقارات المشمولة بالمناطق التالية: ( باب السلام – جورة – عمارة برانية – مسجد أقصاب – قيمرية – بحصة سنجقدار) الواقعة بين استملاك شارع الملك فيصل – المرحلة الثانية وسور مدينة دمشق لصالح محافظة دمشق من طريق (D) منطقة خضراء و(L) تجاري الى سياحي وخدمي وساحات وحدائق عامة.
خربان بيوت
في "أسواق" شارع الملك فيصل الواقع في الحضن الدمشقي العتيق, الحكاية ليست حكاية شارع عادي على جنباته عدة محلات كما قد يتخيل البعض خاصة بالنسبة لمن لا يعرف جغرافية المدينة, بل ان هذه المنطقة التي ستزال عن بكرتها وبكرة أبيها وأمها هي أشبه ببستان كبير من الأسواق والشوارع والحارات..على مدخل "سوق المناخلية القديم" والأثري, المغطـّى بمظلة مقوّسـة كبيرة استقبلنا التجار وأصحاب المحلات, دخلنا الى محل السيد محمد غياث بدير الذي ورثه عن أبيه وجده, قال "يدعون بأن هناك تعدّيات كما كان في سوق القرماني, مع أن محلاتنا كلها لها واجهة ولها أقواس ونظامية..!!" و ذكـّر بأن أهالي السوق قاموا في 1993بترميم وتجميل السوق بالتنسيق مع المحافظة وعلى نفقتهم الخاصة حيث تكلفوا حوالي 20 مليون ليرة.
وتحدث التجار عن أنهم هددوا بأن "التركسات – الجرافات - ستأتي قريبا للهدم" وبأن هناك استعجالا لهدم المنطقة بحجة جهوزيتها مطلع العام القادم مع احتفالية (دمشق عاصمة للثقافة العربية) وقد وجه السيد بسام أيوبي عبر "الجمل" دعوة للدكتورة حنان قصاب حسن رئيسة الاحتفالية لتعاين هذا الخـد الشامي العريق الذي سيلطم ويشوه علها تنقذه.
وأثناء ذهابنا الى محل السيد أبوصفوان صفوح السمان مررنا بواجهات لبيوت عربية أثرية وحارات دمشقية قديمة عرفنا أنها مشمولة بمخطط الإزالة, شرح لنا السيد أبو صفوان رئيس جمعية "المناخ" للمتضررين في شارع الملك فيصل عملية الاستملاك والإزالة بأن "هناك مرحلتين, الأولى تبدأ من سوق الهال حتى جامع المعلق, والثانية من جامع المعلق وصولا الى باب توما". أي أن السائح أو المواطن – لا فرق – سيمر بسيارته من شارع الثورة بـ"سوليدير دمشقي" الى أن يصل باب توما بعد أن يكون قد مر مرور الكرام على ديكور تراثي "أجرد ومقلّم" ( باب الفرج – باب الفراديس – باب السلام – باب توما).
وتحدث أبو صفوان عن أن كثير من التجار في مناطق استملكت سابقا ماتت بـ"الجلطة" بعد أن خسرت مورد رزقها " أنا أعيل 30 عائلة إضافة إلى أسرتي المكونة من 6 عائلات..أرسلوا لنا خبرا بأن التركس قادم وسيكسر..ماذا نفعل؟..نحن لسنا قطاع طرق". وبالسؤال عن الجهات التي لجؤوا اليها أجاب أبو صفوان :" الأمين القطري المساعد بخيتان الذي حولنا الى رئيس الوزراء الذي حولنا بدوره إلى وزارة الإدارة المحلية التي أعادتنا الى إلى المحافظ..وعلى أساس التقيد بالأنظمة المرعية..ولم نستفد شيئا..".
وعدد لنا الأسواق كما كانت تسمى تاريخيا : سوق الحدادين, سوق النحاسين, سوق السكابين, سوق المناخلية القديم...واتفق التجار على أن واقع الأسواق يجب اعادة النظر فيه من ناحية جماليته ونظافته وترميمه وهو الرأي الذي يردده كل من يزور هذه المنطقة, لا أن يزال على الخالص.
لا أحد يسمع
خالد الادلبي الذي كان مهاجرا في أميركا ووصلت لقمة الـ"غرين كارد" الى فمه, عاد من سنوات الى الوطن واستأجر مستودعا كبيرا هنا مساحته 1100متر مربع ليعمل في الأدوات الصحية الحديدية الثقيلة قال بصوت خال من الأمل :" هذا جنى عمري وغربتي يضيع..ولو كلمتهم سيكلمونك بالقيم والوطنيات.." ونظرنا الى بضاعته المهولة المتكتلة فوق بعضها وسألنا كم يكلف نقلها من هنا فأجاب " أقل تقدير بين3 – 4 ملايين ليرة", وكان 14 عنصرا من البلدية قد زاروه قبل أيام "كأنهم آتون الى عرس" كما قال ومعهم 4 مهندسين لأنه وضع بعض الحجارة " بلوك" لغرض مؤقت.
كان لافتا أو ربما مخزيا أن لا أحد من نواب دمشق "المستقلين" في مجلس الشعب السعيد قد التفت الى هذه القضية مع أنها رابحة لهم من ناحية التصويت والشعبية وانتخاباتهم – هم – على الأبواب, ما عدا الدور الخجول الذي قام به النائب بهاء الدين حسن, واذا عرفنا نظرية الناس "المجرّبة" بأن أي نائب حتى لو كان مستقلا لا يجرؤ على زعل وخصام محافظ مدينته وخاصة في مواسم الانتخابات.
الجمل
التعليقات
والله شيء يصدم
السلام عليكم,
هذا فقط الذي
العصفورية؟و هل
من بسام الايوبي
السلام عليكم من
نتمنى من الذى
إضافة تعليق جديد