منشورات سورية 33 : أنكر الأصوات
الجمل ـ عمار سليمان علي:
"الثورات" التي تحتاج إلى سنوات أو إلى عقود كي تصحّح نفسها وتعالج مشاكلها وتشفى من أمراضها وتداوي عقدها... لا يمكنها بأي حال من الأحوال, ولا بأي معيار من المعايير, أن تكون أفضل حالاً من أي نظام من الأنظمة التي "أسقطتها" أو بدّلت طرابيشها!!
***
عندما قال بشار بن برد عن جارته:
لها عشرُ دجاجاتٍ وديكٌ حسنُ الصوتِ
لم يكن يمدح الديك لحسن صوته, بل كان يمدح الجارة لاقتنائها ديكاً ذا صوتٍ حسن!
فمتى تفهم هذه التي تسمي نفسها "ثورة" أننا يمكن أن نمتدحها عندما تقتني ديوكاً حسنة الأصوات, ولكننا لا يمكن إلا أن نهجوها ونذمَّها مادامت تحضن وتربّي أنكرَ الأصوات؟!
***
حسب المثل الشعبي: الإبرة التي فيها خَيطان (اثنان) لا تخيّط!
طيب ماذا عن "إبرة الثورة" التي فيها "كيلو" خِيطان؟!
***
ميشيل كيلو في مقالته (صحيفة السفير) يسجل للنظام عقلانيته وتخطيطه واستراتيجيته, مؤنباً من يرى فيه "مجموعة مجانين يخبطون في هذه الحياة الدنيا خبـط عشواء.." ويقر أن خطط النظام (كما تخيلها كيلو) قد نجحت تماماً.. لكنه يقع فيما وقع فيه من أنّبهم حينما يفترض أن النظام سيصبح ضعيفاً وسيمكّن كل بلد إقليمي من فرض ما يريده عليه!
الرد ببساطة يا كيلو: أليس لدى النظام برأيك خطط كي لا يصل لذلك الوضع أو على الأقل كي يتجاوزه بسرعة؟! ثم: من يفرّق المجتمع المدني عن المجتمع الأهلي ـ حسب نظريتك المسلّية جداً ـ أليس قادراً على لحمهما من جديد؟!
أليس نظام هذه قدراته أفضل لسوريا من مليون كيلو بل من مليون طن "ثورة"؟!
***
الأمور بخواتيمها ... وليس بالكيلو!!
***
زعم المنشق رياض حجاب في حديث صحفي أنه انشق لرفضه الحل العسكري الذي اكتشف أنه غير مجدٍ...
وقال المذكور في نفس الحديث حرفياً: "لن يكون هناك حلّ في سوريا إلا كما تقوم به الآن الكتائب الثورية والجيش الحر"!
يبدو أن مرض الانشقاق يصيب الدماغ أيضاً!!
***
"مجلس حكماء" ترعاه قاهرة مرسي مشكوك في حكمته!
"مجلس حكماء" مؤلف من طرف واحد فقط مطعون في حكمته!
"مجلس حكماء" يراعي التمثيل الطائفي ملعون أبو حكمته!!
***
نُقل عن الأخضر الإبراهيمي قوله إنه في الماضي كان يقال ان استقالة الرئيس سليمان فرنجية هي الحل لإنهاء الحرب في لبنان، لكن فرنجية استقال وانتهت رئاسة الياس سركيس وأمين الجميل ولم تنته الأزمة اللبنانية.
***
"لا يوجد نزاع أو حرب إلا وتنتهي بمفاوضات"
هكذا حكى برهان غليون, متقمصّاً دور "الحكيم" الذي رشحه له المخرج محمد مرسي في فيلم "مجلس الحكماء"!
وتتجلى الحكمة في أن يوصف ما يجري في سوريا بالنزاع أو الحرب, ولكن حتماً ليس "الثورة"!!
***
هم أساساً لفرط كراهيتهم لبشار الأسد وفائض حقدهم عليه لا يقبلون فقط بالشرع, بل يقبلون بالشّرّ بحد ذاته لو كان شخصاً, ويقبلون بأي واحد أو واحدة يبدأ اسمه/اسمها بنفس الأحرف!!
***
يتهمون الآخرين بعبادة الشخصية وهم غارقون "لشوشتهم" في عبادة النهج أو عبادة الفكرة أو عبادة الحلم أو عبادة النفس أو عبادة الحقد أو عبادة الوهم الخ الخ... وكلها أسوأ وأخطر بدرجات لو كانوا يدركون!
***
يخيّروننا ظاهراً بين "شرع" و"حجاب"
وخيارُهم باطناً ليس إلا "ابن عبد الوهاب"!!
***
كل شيء بوقته حلو
فإذا كان الحوار "شيئاً"
فالنتيجة: الحوار بوقته حلو!
وإذا كان الحوار ليس شيئاً
تكون نتيجته: لا شيء!
***
تبين بالدليل الملموس وبالتجربة المباشرة وبالبرهان القاطع أن "العرب" بدون "ثورات" يكونون أقل وساخةً!
***
تقول الأخبار الاقتصادية إن أوربا تعاني من أزمة نبيذ هذا العام..
رب ضارة نافعة, فنحن بأوربا وهي صاحية وبردانة "مو مخلصين", فكيف بنا معها وهي سكرانة وحميانة؟!
***
يستحق الاتحاد الأوربي بكل جدارة جائزة نوبل للسلام لأنه لا يفتأ يعمل على إيصال الكثير من الشعوب للقول: على بلدنا السلام. أو: على الدنيا السلام!
***
أمر عادي أن يحترق مشعل بعد سنوات طويلة من الاشتعال واللهلبة"!
***
حماس تأسف ليس لتفجيرات حلب (لا يروح ذهنكم لبعيد) بل لوصف التلفزيون السوري لخالد مشعل "بالمقاوم المشرّد" دون توضيح أين يكمن الخطأ في الكلمة الأولى أو الثانية!
***
لأن سوريا كانت ومازالت وستبقى من يمنح شهادات المقاومة للمقاومين..
فلها وحدها كامل الحق بسحبها من كل من يخون شرف الشهادة وشرف المقاومة!
***
أحدث إبداعات "الربيع" العربي:
المقاوم يتحول إلى مراقب!!
***
آخر "تخبيصاتهم" المنشورة في الديلي تلغراف أن الأسد أوقع بالقذافي وسلمه للفرنسيين...
لا تستغربوا غداً إذا ما قرروا ملاحقة الأسد بتهمة قتل القذافي, ولا تستغربوا أن يصبح القذافي بمثابة رفيق الحريري, وكما ضموا الأخير قسراً بعد وفاته إلى أبطال "ثورة" الأرز المخفيين, فقد يضمون القذافي كذلك إلى أبطال "الربيع العربي" المخفيين!!
تبقى المشكلة الرئيسية لهم: من سيقوم بدور سعد الحريري ووليد جنبلاط غير القابلين للتكرار ولا للتقليد؟!
***
نائبة أميركية تصف أقراص الفلافل بأنها "أقراص إرهاب" و "وجبة جهادية" وتزعم أن "اللـه يكره الحمّص"
فعلاً إنها نائبة!!!
***
الفتنة "نائبة"
لعن اللـه من انتخبها!
***
زيارة المالكي لموسكو وصفقات الأسلحة التي وقّعها وتصريحاته حول لجم تركيا... هل هي بداية انتقال للمحور الذي يمثله من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم؟!
***
سؤال لغير الجادين فقط:
ممن يخاف حزب اللـه أكثر؟
من ميشيل كيلو؟ أم من فارس سعيد؟!
***
محمد مرسي يكرّم أبطال حرب أكتوبر الأموات (السادات والشاذلي) ويغفل الأحياء وأولهم سلفه المخلوع حسني مبارك!
فبأي مكيالٍ يكيل؟ ومن يغازل؟ ولمن يقدّم أوراق الاعتماد؟!
***
الرئيس المنصف المرزوقي (أول رئيس عربي من فئة الربيع) يوافق على محاكمة يقوم بها قضاء بلاده لفتاه اغتصبها شرطيان بتهمة "التجاهر عمداً بفعل فاحش"!
أليس على المرزوقي وشركاه أن ينسجموا مع أنفسهم, ويوافقوا على محاكمة هذه التي تسمي نفسها "الثورة السورية" بعد أن اغتصبتها دول عديدة, وهي التي جاهرت وتجاهر عمداً, وعن سابق وعي وتصميم, بفعل أكثر فحشاً.. ناهيك طبعاً عن تهمة "انتحال صفة"؟!
***
"سلمية إلا بالدفاع عن النفس"
هذا ما قاله حسن عبد العظيم لصحيفة الوطن
فهل ننتظر إدانته وحزبه وهيئة تنسيقه وحلفاءه لتفجيرات حلب وغيرها؟! اللهم إلا إذا كانوا يعتبرونها دفاعاً عن النفس, فلا ننتظر عندها إلا إحالتهم إلى أحد أطباء النفس!
***
إلى أين عن حلبٍ بالمنى
وقد "غاب" من أفقها بدرُ أمن؟!
(شرف الدين الحلي ـ بتصرف)
***
وأبوسُ روحَكِ يا حلبْ
وأدوسُ روحَكَ يا جلبْ
يا جاهلاً يا جاحداً
يا حاقداً كأبي لهبْ
***
وتمخّض اجتماع "الناتو" الذي هدد به أردوغان عن شقفة بيان!!!
***
منذ استغنت سوريا عن شراء الكهرباء من تركيا قبل اسبوع وأردوغان مصر على أن "يكهرب" الأجواء!!
***
لا ينقص أردوغان وأوغلو إلا أن يكلفا منادياً ينادي بفرماناتهما, "الشرعية" منها وغير الشرعية, في شوارع دمشق, كما كان الأمر أيام السلطنة, ووقتها سوف يدخلان العصفورية بكل جدارة واستحقاق!
وغاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااق (بالإذن من الأستاذ الصديق باسم سليمان)!
***
السلطان طلع قرصان!!
***
اصحوا الترك إِياكُم أن تأمنوهم وَمَن يَأمن الأَتراك جاه بلاه
مَن عاشر الأَتراك مات منغّصا كَمَن مات مِنا بعنفوان صِباه
(الشاعر الزجلي شبلي الأطرش وكان من زعماء جبل العرب)
***
أهرمَ الدهرُ آلَ عثمان حتى
قد طوت حكمهم عواملُ غَصبِ
واستبدت بهم عصابة سوءٍ
ليس يُدرى أصلٌ لهم أو مربّي
حاربونا بل حاربوا اللَه فيما
أحدثوه ما بين تركٍ وعُرْبِ
كل دار قد أصبحت من أذاهم
كربلا فهي في بلاءٍ وكربِ
(عبد الحميد الرافعي)
***
فليبصرْ من لا يستبصرْ
سوريّانا خطٌّ أحمرْ
فليعلمْ من لا يتعلّمْ
سوريّا نحميها بالدمْ
***
بالإذن من زياد الرحباني (مع حفظ الألقاب) يمكن اختصار فيروز بكلمة واحدة (جواباً على سؤال غسان بن جدو) ففيروز هي فيروز!
***
فيروز صوتُ اللـه غنّانا
وانساب في أنحاء دنيانا
هل أنت يا رحمانُ مبدعُها
أم صوتُها سوّاكَ رحمانا؟!
فيروز غنّتْ بيننا فلما
أرسلتَ إنجيلاً وقرآنا؟!
هذه الأبيات من أشعاري الأولى التي أعتز بها جداً رغم أنها تعود لعشرين عاماً مضت, وأضعها هنا برسم من يتجرؤون اليوم على السيدة فيروز بسبب السياسة والحقد لعنهما اللـه!
***
من كان منكم بلا نصر فليرمني بحرب
(من مذكرات تشرين)
***
ملاحظة: هذه مختارات مما أنشره في صفحتي على الفيسبوك
التعليقات
قبيل الختام كان أجمله!
إضافة تعليق جديد