مذبحة إسرائيلية جديدة في الجولان: 23 شهيداً و350 جريحاً

06-06-2011

مذبحة إسرائيلية جديدة في الجولان: 23 شهيداً و350 جريحاً

منح 23 شهيداً وأكثر من 350 مصابا أمس، معنى اضافيا لـ«ذكرى النكسة»، عندما لبّوا عزّلاً في وجه آلة القتل الإسرائيلية دعوة الأرض في ذكرى اغتصابها، للعودة من بوابات الجولان المحتلّ، التي ستتحول الى مركز لاعتصام سوري فلسطيني مفتوح استقطب اعتبارا من مساء امس الالاف من الشبان، في خطوة جديدة سارعت اسرائيل الى تحميل دمشق المسؤولية عنها، فيما ايدت واشنطن المذبحة واعتبرتها دفاعا مشروعا عن النفس. شبان سوريون وفلسطينيون في مواجهة جنود الاحتلال الإسرائيلي في الجولان المحتل أمس (رويترز)
ولم يتمكن فلسطينيو لبنان من المشاركة في مسيرة العودة الجديدة بعدما منعتهم السلطات اللبنانية من الاقتراب من الشريط الحدودي، واكتفوا باحياء ذكرى النكسة داخل مخيماتهم. فيما كان فلسطينيو الضفة الغربية وقطاع غزه ينظّمون مسيراتهم التقليدية في اتجاه مواقع الاحتلال الاسرائيلي الذي ردّ ايضا باطلاق النار وإسقاط عدد من الجرحى من المتظاهرين.

وذكرت وكالة «سانا» السورية للأنباء، أن 20 شاباً استشهدوا، فيما جرح أكثر من 280 آخرين، جرّاء إطلاق الرصاص عليهم من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي عندما احتشدوا على مشارف الجولان السوري المحتل، وحاولوا قطع الأسلاك الشائكة، وتجاوز حقول الألغام التي تزرعها قوات الاحتلال لمنع المواطنين من العودة إلى أرضهم المحتلة وديارهم».
ونقلت «سانا» عن مدير مستشفى ممدوح أباظة في القنيطرة إن الشهداء هم: عزت مسودة، وثائر حميد، ووسيم دواة، وشادي حسين، وإبراهيم عيسى، وجهاد أحمد عوض، وإيناس شريتح، محمود عوض الصوان، وأحمد محمود السعيد، ومجدي زيدان، وعلاء حسين الوحش، وأحمد ياسر الرجدان، وسعيد حسين أحمد، وأحمد محمود الحجة، ومحمود ديب عيسى، وعبد الرحمن الجريدة، ورمزي سعيد، وفايز أحمد عباس، وفادي ماجد نهار، فيما بقي شهيد مجهول الهوية.
وذكر مراسل «سانا» في القنيطرة أن «قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت الرصاص الحي لمواجهة مئات الشبان السوريين والفلسطينيين المتظاهرين، الذين يريدون العودة إلى أرضهم المحتلة، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الفوسفورية، ونشرت قناصة على الشريط الشائك، كما أشعلت النيران بالقرب منه لمنع الشبان من الاقتراب»، مضيفاً أن «جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي على طواقم الإطفاء والإسعاف وتجمعات الشبان في محاولة منها لمنعهم من الوصول إلى الجولان المحتل إلا أن ذلك لم يمنع المتظاهرين من تكرار محاولاتهم في أكثر من مكان».
وقال محمد شحيبر، وهو أحد الشبان الذين اقتحموا الشريط الشائك قبالة مجدل شمس المحتلة، «إننا نعلم مسبقا أن قوات الاحتلال زادت عدد الألغام وأنها ستواجهنا بالرصاص لكننا مصرّون على العودة رغم إطلاق الرصاص علينا بكثافة»، مؤكدا أن زميله استشهد إلى جواره ومع ذلك فإن «العزم ما زال قويا على مواصلة الطريق باتجاه الجولان المحتل». وفي مكان قريب كان يقف الشاب جان الأخرس من مدينة دمشق الذي قال «أتينا إلى هنا نحمل بأيدينا العلمين السوري والفلسطيني فاستقبلنا جنود الاحتلال بالرصاص ظنا منهم أننا سنخاف لكن هيهات فنحن لن نتراجع ونتمنى أن نرفع العلم السوري في الجولان قريبا».
وقال رئيس لجنة دعم الأسرى، الأسير المحرر علي يونس، إن «المشهد الذي نراه اليوم يُشعِر المرء بالفخر والاعتزاز والشموخ لأن لحظة التحرير قادمة وقريبة جداً، فالأرض ستعود لأصحابها، ولذلك فإن هؤلاء الشبان وهم يقتحمون بشجاعة الأسلاك الشائكة يعبّرون عن توقهم للحظة العودة إلى الجولان محررا».
وقرر الشبان السوريون والفلسطينيون في القنيطرة البدء باعتصام مفتوح، وقد توافد الآلاف إلى المنطقة للمشاركة فيه.
وآزر المئات من الشبان في مجدل شمس إخوانهم، حيث تجمعوا على التلال وعلى أسطح المنازل، ورفع بعضهم الاعلام الفلسطينية والسورية، ورشقوا الآليات المدرّعة وسيارات الجــيب التابعة لقوات الاحتلال، والمتوقفة بين خطين من الأســلاك الشائكة على طول السياج الحدودي بالحجارة. وتدخلت وحدات من شرطة مكافحة الشغب لتفريق المحتجين، بينما حاول مشايخ في البلدة إعادة الهدوء وإبعاد الشبان.

في المقابل، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي «على الرغم من العديد من التحذيرات الشفوية وإطلاق أعيرة تحذيرية في الهواء، استمر عشرات السوريين في الاقتراب من الحدود، ولم يبق أي خيار للجيش سوى إطلاق النار في اتجاه أقدام المتظاهرين في محاولة لردع أي تصرفات أخرى». واستخدم الجيش الإسرائيلي مكبّرات الصوت لتحذير المتظاهرين من الاقتراب من الحدود وخاطبهم باللغة العربية إن «من يقترب من السياج سيكون مسؤولا عن دمه».
وحمّل الجيش الإسرائيلي دمشق مسؤولية ما حصل. وقال متحدث باسمه إن النظام السوري «مسؤول عن هذا الاستفزاز»، مشيراً إلى أن ما جرى «يستهدف تحويل الانتباه عن القمع الدموي الذي يمارسه بحق التظاهرات المناهضة له».
من جهته، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال اجتماع وزاري: «للأسف تحاول القوى المتطرفة من حولنا اختراق حدودنا وتهديد تجمعاتنا ومواطنينا. لن نسمح لهم بذلك»، مضيفا أن القوات الأمنية تلقت الأمر بإظهار «أعلى درجة من ضبط النفس».
وفي وقت لاحق أصدر مكتب نتنياهو بياناً جاء فيه إن «إسرائيل تحمّل سوريا كامل المسؤولية عن أحداث العنف على الحدود في شمال هضبة الجولان»، مشيراً إلى أن «إسرائيل مثلها مثل أي دولة أخرى في العالم تدافع عن حدودها وسيادتها بوجه أي محاولة لاقتحام أراضيها».

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان «إننا قلقون للغاية من الاحداث التي وقعت في هضبة الجولان والتي أدت الى قتلى وجرحى»، مضيفة «ندعو كل الاطراف الى ضبط النفس. ينبغي تفادي اعمال استفزازية مماثلة». ورأت أن «من حق اسرائيل، اسوة بكل الدول ذات السيادة، ان تدافع عن نفسها».

أما في لبنان، فلم يتمكن فلسطينيو المخيمات من التوجه صوب أرضهم المحتلة في ذكرى سقوط الضفة الغربية وغزة والجولان بايدي قوات الاحتلال الاسرائيلية في العام 1967 كما فعلوا في الخامس عشر من أيار الماضي، اذ حالت الإجراءات الأمنية المشددة، التي اتخذها الجيش اللبناني، دون تكرار مشهد «مسيرة العودة» في خطوة أصابت الكثيرين منهم بالإحباط، بالرغم من محاولات قام بها عدد من الشبان.
أحيا فلسطينيو مخيمات اللجوء في لبنان ذكرى نكسة العام 1967 في أزقة تلك المخيمات بأسى، في ضوء تلك الاجراءات الامنية، وقرار لجنة التنسيق الفلسطينية لحق العودة، استبدال التظاهرة باعتصامات جرت في المخيمات، فيما شهدت الحدود الجنوبية أمس، حالة استنفار متبادلة، إثر استقدام الجيش الإسرائيلي تعزيزات بشرية، وآليات مدرعة، انتشرت في مواجهة المناطق اللبنانية المحررة، و في المقابل عزز الجيش اللبناني انتشاره عند الحدود.
وأعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية واللجان الشعبية، في بيان مساء أمس، اليوم الاثنين 6 حزيران، يوم حداد عام في كل المخيمات الفلسطينية في لبنان «استنكاراً للجريمة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني الأعزل في الجولان».

وفي الضفة الغربية المحتلة، اشتبك مئات من الشبان الفلسطينيين مع الجيش الإسرائيلي بالقرب من حاجز قلندية العسكري الفاصل بين مدينتي رام الله والقدس المحتلتين. وقالت مصادر طبية إن عشرة مصابين نقلوا إلى مستشفيات رام الله بعد إصابتهم بالرصاص المطاطي الذي أطلقه الجنود الإسرائيليون، فيما أصيب عشرات المتظاهرين بحالات اختناق نتيجة تنشقهم للغاز المسيل للدموع.
واعتلى جنود إسرائيليون سطوح البنايات القريبة من منطقة المواجهات، وأطلقوا كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع في اتجاه المتظاهرين.
واعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة سبعة فلسطينيين في أحياء سلوان والطور بعد اشتباكات بين الشبان والشرطة خلال إحياء الذكرى الـ44 للنكسة، وقد أغلقت قوات الاحتلال البلدة القديمة في القدس المحتلة أمام المواطنين الفلسطينيين غير المقيمين فيها.
وذكر شهود عيان، أن جنود وشرطة الاحتلال منعوا دخول المواطنين للقدس القديمة ونصبوا متاريس وحواجز عسكرية على بواباتها وخاصة باب العمود. ووقعت مشادات كلامية واسعة بين عدد من سكان المدينة وجنود الاحتلال لمنعهم من دخول القدس القديمة رغم أنهم من سكانها.
وكانت نساء مقدسيات قد نظّمن اعتصاما على درجات باب العمود تحت عنوان «العودة»، رددن خلاله هتافات وطنية، ودعين إلى إنهاء الاحتلال وإزالة آثاره.
وفي قرية الولجة غرب بيت لحم قمعت قوات الاحتلال مسيرة خرجت لإحياء الذكرى وأطلقت عليها الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ما أوقع عددا من الإصابات بحالات اختناق.
وفي قطاع غزة، اعتقلت شرطة حركة «حماس» عشرات الشبان الذين حاولوا الوصول الى معبر بيت حانون بعد تظاهرة نظــمت لاحياء ذكرى النكسة. وافاد شهود ان مشادات بالايدي وقعت بين عناصر شرطة «حماس» والشبان الذين تمكنوا اختراق الحواجز التي وضعتها حماس في الطريق المؤدية الى المعبر.

المصدر: السفير+ وكالات

التعليقات

أيهما أصعب مذبحة الكيان الصهيوني أم مذبحة جسر الشغور ؟ يوم أمس تم ذبح أكثر من 80 عنصر من عناصر الأمن العسكري في جسر الشغور على أيدي عصابات صهيونية من الداخل السوري فأيهما أصعب أن تموت على يد صهيوني احتل الجولان أم ان تموت على يد صهيوني من بلدك يذبحك على الهوية؟

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...