وزارة اسق العطاش تحت قبة العطاش
السياسة المائية اليوم مازالت هي نفسها قبل الحرب: هذا مافهمناه من وزير الموارد المائية الحالي وزير الإسكان السابق د. حسين عرنوس، مع تفصيل جديد هو تركيز وزارته اليوم على تعزيز مشاريع مياه دمشق، أما مشاريع مياه الساحل وعموم سورية فهي مؤجلة، لأنو مافي مصاري.. وقد تحدث 48 نائبا تحت القبة بلطافة مائية لاتتناسب مع الشح الذي تعاني منه البلاد، بما فيهم أنا، حيث استبدلت بياني الناري بآخر مائي، حتى لا أستفز بعض الرفاق من فرع دمشق للحزب حيث تناهى إلي أن بعض (الغيورين) قرروا التصدي لمداخلاتي، كوني أنتقد سياسات الدولة الداخلية .. وهكذا وجب التيمم كوني فردا مستقلا لاحزب ولاجبهة تدعمه:
سيدي الرئيس:
تتميز قرى جبال الساحل بأعلى نسبة هطول مطري في البلاد، وتنبع منها آلاف الينابيع وعشرات الأنهار، ومع ذلك مازالت هذه القرى عطشى لأن الحكومة تترك نصف هذه المياه تتسرب نحو البحر، وقد طالبت بسدات مائية منذ 2016 وقامت الوزارة بإقرار 8 سدات فقط في الساحل، في الوقت الذي يحتاج فيه إلى أكثر من مئة سدة.
وإذا أردنا أن نتحدث عن السياسة المائية في البلاد خلال العقود الماضية، فيمكن تلخيصها بما حصل في قريتي "قلعة بني قحطان" التي ينبع منها أكثر من مئة نبع عذب تغذي نهراً دائم الجريان، كان أهلها يسبحون بمائه إلى أن قامت وزارة اسق العطاش بمشروع جر المياه منها.. وهكذا أضيفت قريتنا إلى تعداد القرى العطشى في الجبل، حيث تأتي المياه في صنابيرها يوما في الأسبوع، كما أن أهلها يدفعون ثمن الماء الذي ينبع من أراضيهم.. وقد بدأت هذه الينابيع بالتلوث كما هو حال مئات الينابيع في جبال الساحل، لأن قراها مازالت تفتقر إلى تمديدات الصرف الصحي التي مازلنا نطالب بتنفيذها منذ عامين والحكومة تتذرع بالقول :ما في عندنا مصاري!؟
هذا ولم يقاطعني أحد اليوم، كما لم يصحح لي السيد رئيس المجلس كما جرت العادة، لذلك أضيف لكم القصة التالية: في صيف عام 2001 القائظ كنت مارا أمام وزارة الثقافة عندما رأيت سائق الوزيرة يغسل سيارتها المرسيدس (بالبربيش حسب تسمية أهل الساحل والنربيش حسب تسمية الشوام)، بينما الجيران يتلمظون عطشا وهم ينظرون إليه من بلاكينهم التي جفت ورودها، فسألته لماذا يهدر المياه على السيارة بدلا من مسحها ؟ فنظر إلي باستخفاف وقال : رح.. روح انقلع من هون .. وهكذا صار لدي قصة لزاويتي اليومية الساخرة في جريدة تشرين"وخزات" .. في اليوم التالي لنشري نكتة عن سيارة الوزيرة الحسناء ـ التي كان يرعاها ويحبها العديد من أعضاء القيادة القومية آنذاك ـ قامت قيامة وزير الإعلام ولم تقعد بسبب انزعاج الرفاق من هذا الصحفي "غير المسؤول" ! فاستدعاني وأنبني بالقول: يابني آدم، أنت بتعرف أنه نص صراعنا مع اسرائيل هوّي صراع على المياه، وحضرتك بتقول أنو الحكومة السورية عم تهدر المي على سياراتها.. بكرا بالمفاوضات بيقلولنا عندكم فائض مياه مهدور !؟ فقلت له: آمل أن تعذر ذكائي الذي لم يصل إلى حدود معرفتك.. وهكذا تم تجميدي عن العمل حتى بداية الحرب على سورية حيث تم اعتباري رجلا وطنيا .. وآمل ألا يعيدوا اعتباري عدوا بعدما تنتهي الحرب..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد