وثائق نمساوية سرية تؤكد عمالة السادات

25-09-2006

وثائق نمساوية سرية تؤكد عمالة السادات

كشفت صحيفة هآرتس ، امس، ان رئيس الوزراء النمساوي الأسبق برونو كرايسكي، اليهودي الأصل، لم يقم بتحذير إسرائيل من حرب عام ,1973 لأنه لم يأخذ على محمل الجد تحذيرا بذلك أبلغه إياه مبعوث خاص من قبل الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
وكتب توم سيغيف في ملحق هآرتس عن العلاقة المتوترة بين كرايسكي ورئيسة الحكومة الاسرائيلية آنذاك غولدا مئير، وذلك بعد فتح البروتوكول الأكثر سرية المحفوظ في أرشيف الدولة.
وأشار سيغيف الى قيام فدائييْن فلسطينييْن بمهاجمة قطار للمسافرين كان في طريقه من براتيسلافيا إلى فيينا، في 28 أيلول .1973 وتمكن الإثنان من السيطرة على القطار أثناء توقفه في الجانب النمساوي من الحدود مع سلوفاكيا، وهددا بقتل خمسة يهود من روسيا كانوا في طريقهم إلى مطار فيينا، ما لم توقف النمسا هجرة اليهود من روسيا، ولم تغلق المعسكر الذي أقامته الوكالة اليهودية بالقرب من فيينا لترتيب هجرة هؤلاء الى الدولة العبرية. وأوضح سيغيف ان كرايسكي اقدم، بعد إجراء مفاوضات، على إغلاق المعسكر وأطلق سراح الرهائن، في حين غادر الفدائيان النمسا إلى ليبيا.
واتهمت مئير كرايسكي بتشجيع الإرهاب، وسافرت إلى فيينا من أجل إعادة فتح المعسكر، حيث التقت رئيس الوزراء لمدة ساعة وخمس وأربعين دقيقة، قالت مئير في نهايتها لم يعرض علي حتى كوباً من الماء !
وفي الاجتماع المذكور، اشار كرايسكي إلى اتهامه بخيانة شعبه اليهودي، مشدداً على إنه لم يكن يوماً صهيونياً، ولم يكن متديناً، ولكنه لم ينكر يهوديته. ويشير سيغيف إلى دور كرايسكي في هجرة حوالى 164 ألف يهودي من دول أوروبا الشرقية إلى إٍسرائيل.
ويروي سيغيف حواراً دار بين كرايسكي ومئير. وقالت الاخيرة لا يمكن محاربة الإرهاب من خلال منح انتصار للإرهابيين. كل انتصار يشجعهم. والدليل أن العرب قد خضعوا حتى الآن. العرب ليسوا كاليابانيين، فهم لا ينتحرون ، ورد كرايسكي هذا ليس ادعاءً علمياً، وإنما مسألة نفسية تخضع للنقاش . وقالت مئير من الممكن أن يكون هناك من يستطيع العيش مع الإرهاب من دون محاربته، أما نحن فلا نستطيع ، ورد كرايسكي الحرب على الإرهاب لن تحل مشكلة الإرهاب . وما كان من مئير الا ان قالت لا أعرف طريقة أخرى .
ونقلت مئير عن كرايسكي قوله لها، أنتِ وأنا ننتمي إلى عالمين مختلفين ، وهو ما لم تهضمه الاولى اذ انها تعتبر ان كرايسكي، بصفته يهوديا، ليس لديه الحق في الانتماء إلى عالم آخر غير عالمها.
وبعد أيام من الهجوم على القطار، جاء مبعوث السادات إسماعيل فهمي، الذي سيتولى منصب وزير الخارجية المصرية لاحقاً، الى النمسا. وكتب السفير الإسرائيلي في النمسا آنذاك، اسحق فيطش، في تقرير، مقتبسا كلمات كرايسكي له، لقد قال لي فهمي أنه لا مناص، ستقع الحرب . لم يشأ كرايسكي أن يصدق، وسأل ما إذا كان المصريون قد يئسوا من كل شيء. وعندها كرر فهمي أن الحرب ستقع قبل نهاية عام ,1973 لأن أحداً لن يرضى بالوضع القائم في أعقاب هزيمة 1967 التي يتوجب محوها .
وبعد ثلاثة أيام من زيارة فهمي، اندلعت الحرب. وكتب فيطش لقد اعتذر كرايسكي لي لأنه لم يبلغني بأقوال فهمي، وذلك لكونه لم يأخذ أقواله بجدية، أولاً، وثانياً لأنه كان منشغلاً بالانتخابات .

المصدر: عرب 48

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...