واشنطن تسوّق لنشر قوات دولية بيـن شـمال السـودان وجنـوبـه
كشفت الولايات المتحدة عن مدى استعدادها للذهاب في طريق تفتيت السودان حيث تلقفت دعوة رئيس جنوب السودان سالفا كير للاستعانة بقوات دولية لتحقيق هدفها، حيث بدأت تسوق لفكرة أن قوات من الأمم المتحدة يمكن أن تراقب «النقاط الساخنة» على «الحدود» المتوترة بين شمال السودان وجنوبه قبل الاستفتاء.
وفي هذه الاثناء، ارتفعت حدة الخلافات في السودان أمس، حيث أعلن مسؤولون في الخرطوم استحالة إجراء استفتاء على مستقبل منطقة ابيي المنتجة للنفط في موعده في 9 كانون الثاني المقبل، وأن الاستفتاء قد يؤجل أو ستتم تسوية الأمر من دون استفتاء، فيما رد مسؤول في الجنوب بالتحذير من إجراء سكان المنطقة الاستفتاء وحدهم.
وقال المسؤول عن قضية ابيي في «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم الدرديري محمد احمد، خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم، «من الواضح جدا انه من غير الممكن الآن إجراء استفتاء ابيي في كانون الثاني»، مضيفا أن «الاستفتاء، إذا حصل في ذلك الموعد، سيواجه مشاكل عديدة، في مقدمتها تعريف الناخب الذي يحق له التصويت».
وأوضح انه «تم الاتفاق على أن تحاول المحادثات المقبلة بين الشمال والجنوب البحث عن بدائل أخرى» بينها أن يلتقي الجانبان ويتوصلا بأنفسهم إلى اتفاق بشأن الوضع النهائي لمنطقة أبيي.
وقال وزير التعاون الدولي جلال يوسف الدقير إن الحكومة ستكون منفتحة على اقتراح بتأخير الاستفتاء أربعة أشهر أو أكثر. وأضاف إن «الاستفتاء لم يلغ تماما، لكن من الواضح الآن أن اللجوء إلى حلول أخرى قد يكون البديل الحقيقي».
وسارع رئيس إدارة منطقة ابيي وعضو «الحركة الشعبية لتحرير السودان» دينغ اروب كول إلى التحذير من أن سكان المنطقة لن يقبلوا التأجيل وقد يجرون استفتاء خاصا بهم من دون اللجوء للحكومة المركزية في الخرطوم. ورفض التعليق على ما إذا كان سيقبل أي بديل لاستفتاء أبيي، لكنه أشار إلى أن «الحركة الشعبية» ستعود إلى المفاوضات مع الشمال في أديس أبابا المقررة نهاية تشرين الأول الحالي. وكانت أحدث جولة من المفاوضات بين الشمال والجنوب، بمشاركة المبعوث الأميركي للسودان سكوت غرايشن، انتهت الثلاثاء الماضي من دون اتفاق على اي حل لموضوع ابيي.
وبعد أيام من مطالبة رئيس جنوب السودان سلفا كير سفراء مجلس الأمن الدولي بنشر قوات لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة على طول الحدود بين الشمال والجنوب، قال المسؤول الأميركي، في نيويورك، «لا احد يعتقد أن نشر بعثة الأمم المتحدة على طول الحدود بين الشمال والجنوب أمر واقعي في بلد شاسع كهذا». وتعمل حاليا وحدات للمراقبة تابعة للأمم المتحدة في المنطقة الحدودية، بينما يتبادل الجانبان الاتهامات بتعزيز قدراتهما العسكرية قبل الاستفتاء.
وأضاف «إذا تقدم الممثل الخاص للأمم المتحدة والأمانة العامة باقتراح، يمكننا وعلينا أن نفكر في تعزيز عديد البعثة في بعض النقاط الساخنة على طول الحدود حيث يمكن تأمين وجود عازل». وأكد دبلوماسي في مجلس الأمن هذا الأمر. وأكد المسؤول ان الولايات المتحدة تبحث في وسائل لتعزيز تطبيق العقوبات المفروضة على السودان والإجراءات الجديدة التي يمكن اتخاذها اذا تم إرجاء استفتاء الجنوب وأبيي.
وخلال جلسة لمجلس الأمن، قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إن «الرئيس كير حذر من أنه يخشى من إمكان إعداد الشمال للحرب بعد نقل قوات في اتجاه الجنوب». وأضافت «لقد قال إن الجنوب يقترح إنشاء منطقة عازلة بعرض 16 كلم تديرها الأمم المتحدة ويمنع وجود أي جندي فيها».
وتابعت «عبّر كير أيضاً عن قلقه بشأن المسائل العالقة حول الحدود، والتأخير في التحضيرات للاستفتاء» في منطقة أبيي «والمفاوضات حول تقاسم النفط والثروات». وأشارت إلى أن «كير أكد أن الجنوب لن يعلن استقلالاً من جانب واحد لكنه سينظم استفتاءه الخاص» إذا لم يتم إجراء الاستفتاء في الموعد المقرر.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد