واشنطن ترفض اقتراحاً روسياً بتخل متبادل عن نشر صواريخ

رفضت الولايات المتحدة، أمس، اقتراحاً روسياً يقضي بتخلي موسكو عن خطط لنشر صواريخ »اسكندر« في جيب كالينينغراد في أوروبا، في مقابل تراجع واشنطن عن مشروع الدرع الصاروخي، في وقت واصل حلف شمال الأطلسي تحديه لروسيا بأن قرر وزراء دفاعه تعزيز العلاقات مع أوكرانيا.
وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، خلال اجتماع للحلف في استونيا، إن ما صدر من تهديدات روسية مؤخراً ضد الولايات المتحدة »استقبال لا تستحقه الإدارة الأميركية الجديدة«، واصفاً هذه التصريحات بأنها »استفزازية غير ضرورية وطائشة«.
واعتبر غيتس أن العرض الذي قدمه الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف بشأن العدول عن خطة نشر الصواريخ في كالينينغراد في مقابل التراجع عن الدرع الصاروخي، »غير معقول«، مشيراً إلى أنّ واشنطن قدمت مقترحات تفصيلية لروسيا للعمل معا بشأن الدفاع الصاروخي.
وكان ميدفيديف قال في مقابلة مع صحيفة »لوفيغارو«، عشية القمة الأوروبية ـ الروسية في مدينة نيس الفرنسية، »نحن مستعدون للتخلي عن قرار نشر صواريخ في كالينينغراد إذا قررت الإدارة الأميركية الجديدة التخلي عن نظامها المضاد للصواريخ بعد تحليلها الجدوى الحقيقية لهذا النظام في مواجهة دول مارقة«، متهماً واشنطن بأنها خططت لإقامة الدرع الصاروخية »من دون الحصول على موافقة أوروبا وشركائها في حلف شمال الأطلسي«.
إلى ذلك، أمل ميدفيديف في إقامة »علاقات تعاون« مع الإدارة الأميركية الجديدة، مشددا على ان »روسيا ليست الاتحاد السوفياتي«. وقال خلال مشاركته في منتدى للمستثمرين الأوروبيين والروس في مدينة كان، انه »في مرحلة معينة، تدهورت العلاقات« مع الولايات المتحدة. لكنه أوضح أنه »ليست هناك أزمة على غرار زمن الاتحاد السوفياتي«، مضيفاً أنّ ثمة »فرصة لبناء علاقات ودية وشراكة وتعاون« مع الإدارة الديموقراطية الجديدة.
من جهة ثانية، قال الأمين العام للحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر، انه يتعين على أوكرانيا أن تمضي قدما في إصلاحاتها الأمنية والدفاعية للحصول على عضوية الحلف، موضحاً انه رغم الاحتمالات الضئيلة لحصول أوكرانيا على خطة عمل في كانون الأول المقبل لدخول الحلف بسبب الاضطراب السياسي في الداخل، إلا أن العملية تمضي في هذا الاتجاه.
وأضاف ان »رؤساء ودول الحلف رحبوا خلال قمتهم الأخيرة في بوخارست بمطامح أوكرانيا الأورو ـ أطلسية للانضمام لحلف الأطلسي ووافقوا على أن تصبح أوكرانيا عضوا«، معتبراً أن من حق أي دولة اختيار خططها الأمنية بحريّة وهو »مبدأ لن نعرضه للخطر«، في إشارة إلى معارضة روسيا لهذه الخطط.

المصدر: وكالات